اختار طلبة في الجامعة الأردنية كلمة (احذر) كشعار، لمبادرتهم الطالبية الخاصة بنبذ خطاب الكراهية ومكافحة المخدرات والجرائم الإلكترونية، والتي تم إشهارها الأسبوع الماضي من حرم الجامعة الأردنية. والهدف من التسمية كما يقول العضو المتطوّع راكان الشوابكة ل «الحياة»: «ترسيخ مبدأ الحذر لدى الطلبة وهم الفئة الأكثر تأثراً بهذه الآفات الثلاث». هذه المبادرة الطالبية التي تستهدف فئة الشباب، يشرف عليها مكتب المبادرات الطالبية في عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية، حيث شهدت الفاعليات الأولى حضوراً طالبيا كبيراً، وهو الأمر الذي سيعمم لاحقاً على جامعات أخرى، يقول الشوابكة. وتهدف المبادرة وفقاً له إلى تنظيم الجلسات الحوارية في شكل مستمر لتوعية الطلبة وتثقيفهم وتحذيرهم من الانسياق وراء هذا الثلاثي القميء. حيث سيشهد النشاط المقبل جلسة حوارية مع الأمير الحسن بن طلال يتحدث فيها عن الإرهاب والتطرف. ويؤكد عضو اللجنة راكان الشوابكة أن خطاب الكراهية آخذ بالتنامي، تحديداً لدى فئة الشباب التي جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للحوار، ما أدى إلى أن تطفو مشاكلهم الفكرية على السطح. ويعتقد الشوابكة أن الحل يكمن في ضرورة العمل على التدقيق أولاً في المعلومات التي تصل إلى أي إنسان، إذ إن المشكلة تبدأ حيث تؤخذ هذه المعلومات التي تصل وكأنها مسلمات لا شك فيها على رغم احتمال أن تكون مغلوطة. وكان حفل إطلاق مبادرة «احذر» الأسبوع الماضي تمّ برعاية رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الذي أكد بدوره أهمية توعية طلبة الجامعات والمدارس بالعديد من الظواهر السلبية التي بدأ المجتمع الأردني يعاني منها وتهدد نسيجه الاجتماعي وتدمر حياة الشباب كالعنف الجامعي وانتشار المخدرات وخطاب الكراهية والتطرف. هذه المبادرة وفقاً له ما هي إلا دليل واضح على نضج الطلبة في مواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بهم، ووعيهم بمختلف الآفات الاجتماعية والصحية التي تهدد استقرار المجتمع الأردني وتماسكه. ودعا الفايز الطلبة إلى تحكيم العقل والمنطق في مواجهة التحديات والظواهر والممارسات الدخيلة للحفاظ على أمن وسلامة الوطن من خلال تعزيز قيم التسامح والعطاء، وتعظيم الجوامع، وتغليب لغة الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر، ونبذ ممارسات العنف، والعودة إلى قيم العشائر الأردنية الأصيلة الراسخة التي حفظت الهوية الوطنية الأردنية، ولم تحم يوماً خائناً أو مجرماً، بل كانت على الدوام عنواناً للبناء ورمزاً للنسيج الاجتماعي. والى ذلك، قال رئيس الجامعة د. عزمي محافظة إن مبادرة «احذر» تهدف إلى توعية الطلبة وتحذيرهم بالأخطار التي تواجه المجتمع كنبذ العنف وخطاب الكراهية، والمخدرات والمنشطات التي باتت تهدد كثراً من الشباب وتهدد حياتهم، وكذلك الأمن الفكري وأمن المعلومات ومحاربة الجرائم الإلكترونية. وأضاف أن المبادرة هي تحذير للطلبة من هذه الأخطار وتوعيتهم لرفع سوية الحياة بالتوازي مع التحصيل العلمي والأكاديمي. وأكد عميد شؤون الطلبة الدكتور خالد عطيات أن للجامعات دوراً كبيراً في مواجهة الظواهر السلبية، بخاصة ما يتعلق بالتطرف وخطاب الكراهية مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت منها مكاناً لنشر أفكار ومعتقدات تزيد من الأحقاد والكراهية وتفتح نوافذ لتصفية الحسابات قد تكون لمنافع شخصية أو تخدم جهات غير مسؤولة. وحضّ مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في السفارة السعودية عبد السلام العنزي الطلبة على حب الوطن والتماسك، لأن الشباب هم عماد الوطن ولبنته الأساسية. ودعا إلى محاربة خطاب الكراهية وانتشاره، وعدم الالتفات إلى الشائعات. وأشار إلى أن الأردن من الدول الطليعة في مواجهة التحديات. ونبه مدير مكتب مبادرات الطلبة عمر عبيدات الطلبة إلى ضرورة أن يكونوا نموذجاً وسداً منيعاً في خدمة الأردن، وذلك بتطبيق رؤية الملك في إطلاق المبادرات الهادفة الى مواجهة الأخطار.