دعا الأديب حجاب يحيى الحازمي إلى محاربة العنف والإرهاب، مستندا في ذلك إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي وجهه للعلماء، وإلى خطبته الأخرى التي تدعو إلى نبذ إشاعة الفوضى والتغرير بشباب الأمة. وهاجم الحازمي ما سماه ب«أجهزة التقاطع الاجتماعي» التي تساهم في نقل الشائعات وسرعة تناولها. وحول الكيفية التي ينبغي من خلالها مواجهة خطاب التطرف والغلو والتشدد، قال الحازمي: كان خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي توجه به في اليوم الخامس من شهر شوال الماضي 1435ه إلى الوطن بكافة فئاته، علماء، ودعاة، وتربويين، وإعلاميين، وخطباء مساجد، ومثقفين، ومفكرين. كما توجه به إلى علماء الأمتين العربية والإسلامية وقياداتها الفكرية والثقافية، بل وإلى قيادات العالم المعتدلة، كان خطابا قويا، وشفافا، ومؤثرا، أملاه عليه وجدانه المحب لدينه ووطنه وشعبه وأمته، وكانت كل كلمة فيه تدق ناقوس الخطر بقوة؛ فلقد دعا الجميع في هذا الخطاب إلى الاصطفاف لمواجهة خطر الإرهاب الداهم، والتعاون بصدق للقضاء عليه، مذكرا بمواقف المملكة العربية السعودية العملية من هذا العدو اللدود المتربص، فلقد شنت عليه حرب لا هوادة فيها منذ وقت مبكر بعد أن اصطلت بنيرانه وعانت منه كثيرا، كما أشار في خطابه حفظه الله إلى اقتراح المملكة الذي تقدمت به قبل عشر سنوات بخصوص إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون مقره في مدينة الرياض وتشارك فيه جميع دول العالم. وفي خطابه السامي هذا دعا وفقه الله قادة الأمة الإسلامية وعلماءها ومفكريها للتصدي لهذا العدو المتربص ولمنظريه، ولكل من يحاول اختطاف الإسلام وتقديمه مسخا مشوها للعالم على أنه دين التطرف والإرهاب والكراهية، والإسلام بريء من ذلك. لقد كانت كلمات الملك عبدالله في ذلك الخطاب نابعة من قلبه الطيب وشعوره الذي لا يعرف الزيف.. فتحدث حديث الرائد الذي لا يكذب أهله بعد أن رأى ما تتعرض له بلدان العرب خاصة، وبلدان المسلمين عامة، من دمار لا يستثني شيئا وإبادة وتقتيل شملت المدنيين، وفي مقدمتهم: الأطفال والمسنون، شاهد كغيره كل تلك الفظائع، وأدرك ما يهدد شبابنا من كيد ودسائس تحاول اختراق نسيجه الاجتماعي المتماسك من خلال بث الدعايات المضللة الهادفة لإثارة الفتنة وإشاعة الفوضى، سواء من خلال دعاة الفتنة الذين لم يكتفوا بذلك، بل غرروا ببعض شبابنا وألقوا بهم في أتون الفتن المضطرمة في البلدان المحيطة بنا، أو من خلال أجهزة (التقاطع الاجتماعي) التي وظفت بخبث، حتى أصبح أكبر همها هو نقل الشائعات والتحفيز على تداولها بسرعة، والترويج للحزبية المقيتة والطائفية البغيضة والمناطقية، والعنصرية، كما وظفت بعض مواقعها لنشر أفكار الخوارج من إرهابيين ودعاة فتنة وأصحاب مذاهب منحرفة. رأى خادم الحرمين الشريفين كل ذلك بعين البصر والبصيرة، وأدرك يحفظه الله ما تعانيه الدول العربية والإسلامية التي ابتليت بما سموه (زورا وبهتانا) بالربيع العربي من دمار وقتل وتشريد. رأى وأدرك حفظه الله ورعاه كل ذلك وغيره، فوجه خطابه السامي لعلماء بلادنا بصورة خاصة، ولعلماء المسلمين بصورة عامة، ولكل ذي عقل رشيد، ودعا الجميع فيه إلى تحمل مسؤولياتهم بوعي تام، ونشر الدين الحق، وتوجيه شباب الأمة إلى كل ما فيه خيرهم وصلاحهم، مع تحذيرهم من ويلات الفكر الضال والمضلل، وكشف أخطار ما تبثه وسائل التقاطع من سموم وأفكار هدامة، موجها حفظه الله إلى نبذ التخاذل عن قول كلمة الحق، كما دعاهم إلى أداء واجب النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين من أجل إنقاذ ما يمكنهم إنقاذه، وبخاصة بعد أن تفاقم الشر وتداعت الأمم سرا وجهرا على بلدان المسلمين وأشاعوا فيها نيران الفتن بجميع أشكالها واستباحوا بذلك الدماء وخربوا الديار وما زالوا يعيثون فيها فسادا بأيديهم وأيادي من يدعون الانتساب إلى الإسلام. لقد جاء خطابه شاملا يشخص الداء ويصف الدواء الناجح، وجاءت كل جملة فيه نبراسا يهتدي بها المدلجون، ويستنير به من أراد الله له ذلك. وقال معقبا: «أما علماؤنا الأفاضل، فقد عاتبهم القائد الرائد بصراحته المعهودة، واستنهض هممهم بكلمات نابعة من قلبه الطيب، وخاطبهم خطاب الرائد الذي لا يكذب أهله قائلا يحفظه الله (ترى فيكم كسل.. وفيكم صمت...)، فكانت كلمات صريحة خاطب بها العلماء والمفكرين والدعاة وخطباء وأئمة المساجد، والمربين وأولياء الأمور، وأنذر بها الغافلين والمتغافلين من عواقب تلك الغفلة، وحذرهم من الأخطار المحدقة بهم وبوطنهم موجها بالوقوف صفوفا متراصة لمواجهة كل الأخطار التي تهدد ديننا ووطننا ووحدتنا الراسخة أو تهدد أمننا واستقرارنا وسلمنا الاجتماعي». وأضاف الحازمي: في رأيي المتواضع، فإن الوالد القائد الرائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله قد أعلن النفير في هذا الخطاب السامي القوي الذي ختمه بالقول المأثور: (ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد...)؛ لذلك فالواجب يدعونا جميعا إلى طاعة ولي الأمر ونبذ التكاسل والتواكل والتخاذل، وتوحيد الطاقات كل الطاقات لمواجهة أخطار الإرهاب بكل أشكاله، ومواجهة من يحاول ترويج الإشاعات أو نشر بذور الفتنة أو من يتداولون ما تبثه (وسائل التقاطع الاجتماعي) من أكاذيب. نواجه كل ذلك بكل ما أوتينا من قوة جنان، وصدق بيان، واستقامة حجة وبرهان، فالخطب الذي نبهنا من خطره قائدنا جلل، والأمر لا يحتمل التأجيل أو الكسل، فليكن كل عالم في هذا الوطن هيئة كبار علماء يسعى بهمة لتكثيف وعي الشباب بأهمية الابتعاد عن مواطن الشبهات ومواقع السوء؛ حماية لهم من اعتناق الأفكار الضالة الخداعة، مع توجيههم لما ينفعهم.