التقى رئيس مجلس إدارة نادي مكة الأدبي الدكتور سهيل قاضي بمجموعة من المبدعين الشباب، وأدار معهم حواراً صريحاً وشفافاً بحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة. وتحدث في اللقاء كل من الشاعر خالد قماش والشاعر ياسر العتيبي والروائي فوزي المطرفي عن فجوة بين النادي وبين مبدعي ومبدعات مكةالمكرمة من فئة الشباب واستغربوا كونهم يتواصلون ويشكلون حضوراً فاعلاً في مناشط كثيرة من الأندية الأدبية في أنحاء المملكة، فيما هم مغيبون عن نادي مدينتهم. وتطرق المبدعون الشباب إلى أمنياتهم بأن يروا النادي، الذي يمثل مدينتهم المقدسة وقد أخذ مكانته المهمة بين أندية المملكة، إن يكن من جهة المشاركات أو من جهة الأنشطة أو من خلال الإصدارات الخاصة بالنادي. وأخذ هؤلاء الشباب على النادي عدم تواصله مع الشباب وعدم تبني إصدارتهم أو حتى توجيه التهنئة لهم، عند تحقيق بعض الانجازات والجوائز. من جهته، أعترف الدكتور سهيل قاضي بوجود هذه الفجوة، مؤكداً إيمانه الكامل بكون النادي «هو للمبدعين والمبدعات كافة وأنه يسعده كثيراً أن يتم ردم تلك الفجوة، وأن يرى الشباب يشاركون في إدارة النادي وليس فقط المشاركة في المناشط والأمسيات. ودار نقاش حول أسباب تلك الفجوة بين النادي والمبدعين، وأرجعها الشباب إلى عدم وجود فئة عمرية في لجان النادي تمثل الشباب أو تتابع إنتاجهم وتعنى بهم. واقترح الدكتور حامد الربيعي أن يتقدم الشباب برؤيتهم حول الأنشطة والفعاليات، من خلال برنامج عملي. وعلق الدكتور قاضي بأنه يوافق على ذلك البرنامج حتى قبل أن يقرأه، لأنه يمنح ثقته الكاملة للشباب، «وتجب إزالة كل المعوقات التي أسهمت وتسهم في عدم التواصل بين المبدعين والنادي». وطرح الدكتور محمد بن مريس الحارثي مقترحاً بأن يتبنى النادي ورشة أدبية إبداعية، تكون نصف شهرية يتولاها الشباب، ولا سيما أنهم سيصبحون أعضاء في الجمعية العمومية، بمجرد تفعيل اللائحة الجديدة للأندية الأدبية. وعلى هامش اللقاء، الذي اتسم بالحميمية والصراحة، سألت «الحياة» رئيس نادي مكة إذا ما كان في نيته الترشح لرئاسة مجلس إدارة النادي في المرحلة المقبلة؟ فأجاب أنه يرغب في «إتاحة الفرصة للآخرين ليخدموا النادي». وحول أنشطة النادي التي تبدو وكأنها تتوجه للنخبة الأكاديمية، أكثر من توجهها للإبداع شعراً ونثراً، قال: «أعتقد بأن النشاط المقبل سيحمل الكثير من الأمور الجيدة، التي ستغطي هذا الجانب، ولا سيما بعد دخول الشباب إلى اللجنة الثقافية التي يترأسها الدكتور حامد الربيعي، والذي يبذل جهوداً كبيرة منذ دخوله قبل سنة تقريباً إلى مجلس الإدارة». وعن ملامح المرحلة المقبلة بعد تفعيل لائحة الأندية الأدبية الجديدة، أوضح أن النادي «جاهز تماماً لهذه المرحلة، وقد انتهينا من إعداد كل ما يتعلق بالجمعية العمومية تقريباً، ونحن فقط بانتظار التوجيهات الخاصة بالانتخابات واختيار مجلس جديد لقيادة النادي». ورداً على سؤال يتعلق بالمقر الخاص بالنادي المزمع بناؤه، طلب الدكتور قاضي مشاهدة النموذج الخاص بذلك الحلم، الذي يعتقد بأنه «تحول إلى حقيقة وهذا النموذج يضم فندقاً على أحدث طراز، إضافة إلى مبنى استثماري خاص بالمكاتب التجارية الحديثة، بجانب مقر أنشطة النادي الذي يضم مكتبة ضخمة ومسرحاً كبيراً من طابقين وقاعات خاصة بالمعارض، وأن كل ما يتعلق بالتصاميم والخرائط الهندسية جاهز، كما أن موازنة البناء تقريباً جاهزة، ولولا بعض العوامل الإجرائية التي عطلت عملية بيع المقر الحالي، لكنا الآن نجري هذا الحوار في المقر الجديد». وأشاد الدكتور سهيل قاضي بالمنحة الملكية العظيمة، التي أمر بها خادم الحرمين حفظه الله، مبيناً أن نادي مكة سيخصصها لدعم مشروع بناء مجمع النادي الجديد. وقال: «إن مجلس الإدارة الحالي سيقدم كل ما يتعلق بهذا المشروع إلى الإدارة المقبلة التي لن يكون عليها سوى التنفيذ فقط».