في جلسة مكية هادئة وشفافة مع الدكتور سهيل قاضي رئيس مجلس إدارة نادي مكة الأدبي ، تحدث وبعض أعضاء مقهى هافانا الثقافي ، بحضور الدكتور المبهج حامد الربيعي ، حول شؤون وشجون الثقافة والأنشطة والفجوة القائمة بين النادي ، كمؤسسة أدبية ثقافية ، وبين شباب مكة المهتمين بالشأن الثقافي ، والمفتونين بلوعة الحرف والحركة الإبداعية الحديثة . كان الدكتور قاضي يستمع لنا أكثر مما يتحدث ، وللأمانة كان يبدي اعتذاره على ما ليس له ذنب في حدوثه ، وهي تراكمات سابقة على أحداث ليس له فيها لا ناقة ولا جمل ، وقد أبدى استعداده لفتح مرافق النادي لأي نشاط شبابي ، وإحياء منشط (المقهى الثقافي) الذي سيقوم بعمل نشاطات وفعاليات ثقافية شبه أسبوعية ، على غرار ما كان قائما في (مقهى هافانا الثقافي) الذي قد يغلق أبوابه لأسباب شخصية تخص صاحب المقهى . وأتصور أن الإشكالية كانت تكمن في حلقة التواصل المفقودة بين جيلين ، جيل شبابي وثاب ونشط ومتقدم بفكر جديد ، وجيل كلاسيكي حذر متمسك بالتقليدية ، كخيار استراتيجي لضمان بقائه واستمرار مكثه بين أروقة النادي .. وهذا ينسحب على معظم الأندية الأدبية بشكل عام . والإشكالية الثانية هي الإجراءات البيروقراطية والآليات القديمة المتبعة لإجراء نشاط ثقافي أو فعالية أدبية . وفي هذا تعطيل للحراك الثقافي بشكل عام ، وما يشبه نزع الثقة من قبل الإمارة تجاه النادي والوزارة بشكل عام ، خلاف تأخير نشاطات طارئة ، كفوز بعض المبدعين أو المبدعات بجائزة عربية أو دولية ، وسرعة الاحتفاء بذلك الحدث قبل أن تنطفئ شموسه في وسط احتفاء الآخرين به ، ونحن الأولى والأقرب ، وأقرب مثال على ذلك فوز الروائية المكية رجاء عالم بجائزة البوكر لهذا العام دون أن يحتفي بها ناديها ! إن الأندية الأدبية يفترض أن تتحرر من هذه القيود التي ولى زمنها ، وأن تكون إجراءاتها وأنشطتها تحت مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام ، المرجع المتخصص في مثل هذه الأمور ، وأن تكون هذه الأندية ملاذا دافئا للأصوات الشابة ، وحاضنة منتجة للإبداع الخلاق والفنون الإنسانية المتجلية .. ويكفي .