للمرة الأولى يتمنى العقلاء أن تمضي الأيام سراعاً وتنهي الموسم الكروي بعد أن بلغ الاحتقان أشده، وأفرز العديد من المواقف المخجلة سواء من اللاعبين أو من وراء اللاعبين من إدارات الأندية ومسؤوليها، الذين يقع على عاتقهم تأزم الأمور والتوتر الذي يغلف آداء اللاعبين في الملعب. بل وحتى قبل النزول لأرضه، فعندما يرفض لاعب مصافحة آخر يعني أنه ممتلئ ومتأزم، ولو مد يده للمصافحة لربما هدأت نفسه وزال ما بها من شحن لحديث (تصافحوا يذهب الغل) ثم مع بدء المباراة تجد مع كل كرة تجمهراً وتشابكاً بالأيدي. مع كل سقوط فزعات من آخر الملعب ليس للتهدئة بل للمشاركة في «الهوشة» والمضاربات. هذا يدفع وذاك يبصق والآخر يشتم ويسب. وحتى عندما يسقط لاعب ويأتي من يساعده من الفريق المقابل تجد من يدفعه وبعنف. أما الختام ونهاية المباراة فحكاية أخرى تنسج بعض فصولها في الملعب من هجوم جماعي على الحكم وتلاسن وغمز ولمز يتبعه تصريحات فضائية مسموعة مخجلة وأخرى في الممرات أشد وأنكى بما تحمله من قذف وسب للوالدين، وما يلي ذلك من تأجيج الأمور وتحريض اللاعبين على الشكوى وهذه المرة يتردد اسم المحاكم والشرع. ويبقى الإعلام ليس له إلا الحديث عن مقاضاة فلان لفلان. وشكوى فلان على فلان، فيما نسيت المباراة بالكامل ولم يعد أحد يتحدث على أي متعة حضرت فيها ولا من تألق من لاعبيها... بل نسي في أي مسابقة هي لأن الكل مشغول بما تتمخض عنه الشكوى وهل سينجم عنها شطب أو سجن أو عقوبة تبرد القلب. ولا ينسى مثيرو الفتنة صب مزيد من الزيت على النار بإسداء النصائح التحريضية لهذا وذاك، بغية الوقوف على المشهد بعد أن يزداد سخونة واشتعالاً لأننا للأسف لا نجيد سوى الفرجة على كل شيء من حوادث السيارات إلى أحداث المباريات، أما أن يتدخل العقلاء للتهدئة فذلك أمر لا يحدث عندنا أبداً.. ولم نقرأ لأحد في هذا الأمر أي شيء يثبت أنه سعى للصلح أو قدم حلولاً منطقية في فن إدارة الأزمات سواء للاعبين أو للأندية. ولولا بقية باقية من روح رياضية تجلت في لقاء فارسي المقدمة الهلال والاتحاد لقلنا على الدنيا السلام. [email protected]