اتسعت رقعة الخلاف بين الأهلي والشباب إلى درجة جعلت لهما في اسبوع «قضية»، وفي كل مناسبة مشكلات، وهو وضع أشغل الوسط الرياضي وأزعجه، فلم يعد له من حديث سوى قال فلان ورد آخر حتى وصل الأمر إلى تقديم شكاوى والدخول في قضايا نحن في غنى عنها، يكفي أنها جرّت كل منها عنوة خارج الملعب شاء ذلك أو أبى. ولو بحثنا عن الشرارة التي أشعلت ذلك الفتيل لوجدناها بداية من سحب نتيجة الشباب بالفوز، وتجييرها للأهلي بسبب إشراك عبدالعزيز السعران، وما صاحب ذلك من لغط واحتقان من الطرفين ألقى بظلاله على مبارياتهما فيما بعد، فباتت تشهد شداً عصبياً غير مبرر نتيجة الشحن الإعلامي الذي يسبقها وقاده باقتدار إعلاميو الطرفين حتى غدا انتقاص كل طرف لآخر والتقليل من شأنه «لزمة» في مقال، و«فاصلة» في كل حوار، والنتيجة كم هائل وتركة من الاتهام المتبادل، وتواطأت بعض إدارات الملاعب مع انديتها، وسمحت للجماهير بأن تدخل معها للملعب بعضاً من عبارات «الكتّاب» الاستفزازية التي كتبوها أو تفوهوا بها، وهذه ظهرت عياناً بياناً في ملعب جدة، فمع الأسف غابت المهنية والروح الرياضية، ومخرجو المباريات يسلطون الكاميرا على حملتها، ويساهمون في تعزيزها على رغم انها تحمل إساءات بالغة كان يفترض أن تصادر ويعاقب حاملها. وبعدها واصل الطرفان الدخول في نفق الاحتقان المظلم، عندما عاد كماتشو للشباب من الأهلي فاعتبره البعض مقصوداً به إضعاف الأهلي، على رغم أن المسألة كما يقولون عرض وطلب واحتراف، واليوم يعود الفريقان لواجهة المشكلات، ويتصدران المشهد بمشكلات حجز هويات بعض الجماهير الأهلاوية من الشباب في مباراتهما في دوري الناشئين، وهو خطأ كون الشباب ليس جهة مخولة بالتحقق، أو التأكد من نظامية ما تحمله الجماهير من هويات أو بطاقات، وما زلت أسأل كيف وقعت إدارة الشباب في مثل ذلك المطب؟ لأن الأهلي صُعد الأمر للجهات العليا فهاهو يكلف محامياً لرفع قضية، ولا يكتفي بذلك، بل يشرك مدير المركز الإعلامي الشبابي في الشكوى ذاتها، لأنه تعرض لجماهير الأهلي ووصفها ب«المسيار»، وفي هذه فأنا لست مع إدارة الأهلي، ذلك انها لم تمنع جماهيرها عندما أساءت لخالد البلطان في ملعبها صوتاً وصورة! لكن ما يلفت الانتباه هو فزعة جماهير أندية أخرى وإعلامييها مع الأهلي ليس حباً فيه، لكن مناكفة للشباب ورئيسه، وهؤلاء هم من يصلح أن يسموا ب«كتّاب المسيار» الذين يصطادون في «الماء العكر». كلي أمل ورجاء بأن يتدخل العقلاء في إدارتي الناديين لحفظ هيبة ناديهما من الدخول في مهاترات يقودها متعصبون، نهايته أن تضيع خطواتهما في طريق البطولات التي وضعا لهما فيها موطئ قدم بعد طول غياب. [email protected]