أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ل «الحياة» امس أن سورية «مستعدة لمناقشة أي شيء وأي مطلب طالما هو تحت سقف الوطن»، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد انطلاق عملية تطبيق القرارات والنقاط التي أعلنت في المجالين السياسي والخدمي مساء اول من امس، وذلك ضمن «إطار زمني» يلبي طموحات الشعب. وكانت شعبان اعلنت اول من امس سلسلة قرارارت اتخذها الرئيس بشار الأسد في اجتماع قيادة «البعث» الحاكم، بينها «درس إنهاء العمل بقانون الطوارئ بالسرعة الكلية»، وإصدار قوانين للإعلام والأحزاب السياسية، و«تعزيز سلطة القضاء ومنع التوقيف العشوائي»، إضافة إلى مراسيم زيادة الرواتب وتسهيل معاملات الأراضي الحدودية. كما تضمن ذلك «توجيه» من الرئيس الأسد بإخلاء سبيل «جميع الموقوفين بالأحداث الأخيرة» في درعا. وقالت شعبان رداً على سؤال يتعلق بإقالة مسؤولين محليين: «هناك بعض الناس الذين لا يعلن أنهم أقيلوا أو لم يقالوا، لكن كل الإجراءات المطلوب اتخاذه اتخذ». وكان الأسد اصدر مرسوماً ب «إعفاء» محافظ درعا فيصل كلثوم. وقالت مصادر سورية إن «بعض الصور الذي عرض فضائياً (امس لتجمعات احتجاجية) هو لتظاهرات قديمة، وبعضها لم يعرف انه معارض أو انه تأييد»، مشيرة إلى أن «هناك مطالب محقة للناس، ونحن جديون في تلبيتها طالما أنها تحت السقف ويجب العمل سوية، شعباً وحكومة، على تحقيقها بدلاً من استهداف استقرار سورية وأمنها». وزادت: «حق التظاهر السلمي ومن دون عنف، مسموح»، مشيرة إلى انه «كان هناك بعض الأشخاص في بعض التظاهرات، لكن في المقابل شهدت المدن السورية مسيرات ضمت الآلاف تأييداً للأسد ودعماً للقرارات المتخذة والارتياح لها». وكانت شعبان أعلنت ليل اول من امس أن القيادة القطرية ل «البعث» بحثت في اجتماعها برئاسة الأسد «التطورات السياسية والواقع الشعبي والخدمي في البلاد ومستوى الأداء الحكومي ومدى فاعلية المؤسسات السياسية والإدارية والأمنية في توفير أفضل الخدمات للمواطنين وضمان مستوى لائق وكريم لحياتهم المعيشية وصيانة حياتهم الخاصة وضمان حرياتهم وكراماتهم». واتخذت خمس خطوات في المجال المعيشي، بينها «تشكيل لجنة قيادية عليا مهمتها الاتصال بالإخوة المواطنين في درعا والإصغاء إليهم لمعرفة واقع الأحداث وملابساتها ومحاسبة المتسببين والمقصرين ومعالجة كل الآثار الناجمة عنها بما يستجيب مطالب الإخوة المواطنين المحقة»، إضافة إلى ست خطوات في المجال السياسي تضمنت «دراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ بالسرعة الكلية، وإصدار تشريعات تضمن أمن الوطن والمواطن». وإذ اصدر الرئيس الأسد ليل اول من امس أربعة مراسيم لرفع رواتب العاملين بنسبة وصلت إلى اكثر من 30 في المئة وتسهيل معاملات الأراضي الحدودية، قالت شعبان ل «الحياة» امس إن القيادة القطرية كلفت درس أداء الحكومة لاتخاذ الموقف في ضوء هذا التقويم، وإن خطوات ملموسة ستتخذ إزاء إعداد قانون للأحزاب السياسية و«إصدار» قانون للإعلام و«تعزيز سلطة القضاء» ومنع التوقيف العشوائي والبت بقضايا المواطنين بأقصى سرعة ممكنة، مع تشكيل لجنة قانونية «تعكف» على درس كيفية التعامل مع قانون الطوارئ بحيث تتحقق هذه الأمور ضمن إطار زمني يلبي طموحات الشعب. وكانت شعبان قالت ليل اول من امس: «أن استهداف سورية أمر واضح لأنها تشكل الحضن والضلع الآمن للمقاومة»، وإن هذا منفصل عن «المطالب المحقة الموجودة لدى أهل درعا والشعب السوري في كل محافظاته». ونقلت شعبان «تعازي الرئيس الأسد لأهالي الشهداء» في درعا، مؤكدة أنها «جزء عزيز وغالي من وطننا الحبيب. وأهالي درعا هم أهلنا وشعب درعا هو شعبنا، ولم يتم اختيار درعا لأي أسباب اجتماعية واقتصادية وإنما لأسباب جغرافية فقط لقربها من الحدود ولسهولة إيصال الأسلحة والمال لبعض الجماعات التي تستهدف أمن سورية واستقرارها وعزتها». وزادت: «لا يوجد خلاف بين المواطنين والحكومة على أهمية عزة سورية وأمنها واستقرارها، لكن هناك خلاف بين الشعب السوري والحكومة السورية وبين الأعداء المستهدفين لأمن سورية واستقرارها». وكان لافتاً أن الدكتورة شعبان وجهت «التحية إلى أبنائنا وشعبنا وإخواننا الأكراد، ونهنئهم في عيد النيروز (وصادف في 21 آذار). هذا العيد الحضاري والجميل الذي شارك فيه كل أبناء سورية تماماً، كما يشارك كل أبناء سورية في الأعياد المسيحية والإسلامية». وزادت: «هذا النموذج السوري الرائع هو أيضاً نموذج مستهدف». وسألتها «الحياة» عن موعد تطبيق القرارات والوعود، فأجابت شعبان: «التطبيق الفعلي لها يبدأ اليوم (مساء اول امس)، والأسبوع المقبل سيشهد تطبيق قرارات أخرى. والتوقيت والسرعة هما من صلب هذه القرارات». ورداً على سؤال عن وجود جماعات من «حزب الله» في درعا، قالت: «من المضحك ومن السخرية أن تقول بعض وكالات الأنباء هذا الكلام. أولئك لا يعرفون قيمة سورية ولا إمكاناتها ولا مكانتها، فسورية دولة قادرة على إدارة أمورها بنفسها. وهذا جزء من التجييش الإعلامي وإعطاء صورة بأن أمراً خطيراً جداً وغير متدارك يحصل».