قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان إن هناك فرقاً بين «مطالب محقة» للسوريين وبين «استهداف سورية بما تعني من موقف مقاوم وتعايش داخلي»، وسعي قوى خارجية ل «إثارة الفتنة» فيها، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد إجراءات مهمة تتعلق بمطالب السوريين، لكن «لن يُسمح بزعزعة استقرار سورية وأمنها واستقلالها واستقلالية قرارها». وكانت الدكتورة شعبان تتحدث في لقاء عقد صباح أمس مع عدد من الصحافيين والمراسلين السوريين بينهم مدير مكتب «الحياة» في دمشق. وعقدت مساء مؤتمراً صحافياً بث على الهواء، تضمن إعلان سلسلة من القرارات المعيشية والسياسية اتخذت في ضوء اجتماع القيادة القطرية لحزب «البعث» عقد برئاسة الرئيس بشار الأسد. وقالت شعبان في اللقاء الصباحي إن هناك مطالب محقة للشعب السوري سواء في مدينة درعا جنوب البلاد وهذا أمر تتم معالجته بالطرق السليمة وبالسرعة المطلوبة، قبل أن تقول إن هذا «مختلف كلياً عن استهداف سورية، حيث ثبت بالأدلة القاطعة أن هناك أسلحة وأموالاً تأتي الى سورية من الخارج. وما حصل أن هناك «حركة مسلحة، حيث كان الجامع مخزن أسلحة وحصل إطلاق نار على رجال الأمن وأطباء». وقالت شعبان: «تم اختيار درعا من الخارج، لأسباب جغرافية لقربها من الحدود لإيصال الأموال والأسلحة». وأشارت الى «تجييش إعلامي» من وسائل إعلامية عربية وعالمية ل «استهداف سورية». وكانت جهات مختصة حققت مع عدد من الموقوفين لمعرفة «الأصابع الخفية» التي يمكن أن تكون وراء العملية. ويتوقع إعلان نتائج التحقيقات قريباً. وبث التلفزيون الرسمي أول من أمس صوراً لأسلحة ونقود وذخائر، قال إنها وجدت في جامع العمري وسط البلاد. وعلمت «الحياة» أن الجهات المختصة عثرت على هواتف نقالة غير سورية وأن أسلحة وسيارات دخلت من دولة مجاورة. وأشارت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) أمس الى تصريحات رياض الشفقة المراقب العام ل «الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية من أن «الخيار المسلح» مطروح مع سورية. الى ذلك، قالت شعبان أمس:»من خسر مواقع في بلدان عربية كانت مؤيدة للسياسات الأميركية، يحاول أن ينقض على سورية التي هي حصن المقاومة ويحاول أن يشعل فتنة في سورية»، مشيرة الى ضرورة «الوعي الشعبي في سورية، من أن المستهدف هو أمن سورية وموقفها واستقرارها». وتابعت إنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها سورية لاستهداف خارجي وإن «الشعب السوري أفشل كل المرات السابقة وسيفشل أي استهداف جديد» والشعب السوري «لن يسمح بتهديد بلده». وتابعت شعبان :»التظاهر السلمي مسموح» وسورية «حريصة على أن يكون الحراك الشعبي لصالح خير الأمة والشعب». وبعدما تساءلت: «ما هي مطالب الناس سواء كانت سياسية أو مطلبية»؟ أجابت :»إن سورية ستشهد إجراءات مهمة تلبي طموحات شعبنا وأن تكون الجماهير مشاركة في القرار»، مشيرة الى أن هدف تركيز البعض في جنوب البلاد «ليس إعطاء كرامة للشعب السوري، ذلك أن آخر همهم (جهات خارجية) تحقيق كرامة الشعب. لقد رأينا هذا في العراق وفي أماكن أخرى. بينما أبناء سورية في كل مناطقها هم همنا الأساسي. وإذا كانت أحداث درعا أشارت الى أخطاء معينة، ستتم معالجتها». وكان الرئيس الأسد أصدر مساء أول من أمس مرسوماً ب «إعفاء» محافظ درعا فيصل كلثوم. كما شكل في بداية الأسبوع الماضي لجنة للتحقيق في خلفيات الأحداث. وقالت الدكتورة شعبان إن من يتابع صحفاً أميركية وإسرائيلية «يرى أن رأس الموقف السوري مطلوب وأن هناك ارتياحاً (أميركياً-إسرائيلياً) لأي مشكلة تحصل في سورية»، قبل أن تؤكد أن المواطن السوري «ليست له مصلحة في زعزعة استقرار سورية وأمنها، لكن هناك من يستخدم مطالب الناس لاستهداف البلاد». وقالت: «شعب سورية واستقرارها، الهدف الأساسي بالنسبة الى القيادة السورية»، لافتة الى انه «لسنا طرفين، بل طرف واحد. هدف أمن البلاد واستقرارها والحفاظ على استقلاله واستقلالية قراره». ونفت شعبان مزاعم بوجود عناصر من «حزب الله» وإيران في درعا، قائلة: «من اخترع هذه الفكرة، ليس عنده حس المعرفة. سورية دولة ولديها مؤسسات وجيش».