هزّ انفجار محطة الحافلات المركزية في القدس، مسفراً عن مقتل إسرائيلية وجرح 25 آخرين، وذلك بموازاة تلويح إسرائيلي بعملية عسكرية ضد غزة على غرار عملية «الرصاص المصبوب». ودان الرئيس محمود عباس الانفجار الذين لم يعلن اي من فصائل المقاومة مسؤوليته عنه، باستثناء حركة «الجهاد الاسلامي» التي باركته بوصفه «عملية نوعية تأتي في اطار الرد الطبيعي على جرائم العدو ... ورسالة قوية بأن جرائمه لن تستطيع ان تكسر المقاومة». وقال رئيس الوزراء سلام فياض في بيان: «رغم عدم توافر معلومات كافية حتى الآن، فإنني أدين بأشد العبارات هذه العملية الإرهابية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها». من جانبه، ندد الرئيس باراك اوباما «بأشد العبارات بتفجير القدس واطلاق الصواريخ وقذائف الهاون في الايام الاخيرة من قطاع غزة»، مشددا «على اهمية المحافظة على الهدوء. ونحض جميع الاطراف على بذل كل ما يسعها لمنع حدوث اعمال عنف وخسائر جديدة في الارواح». وفي القاهرة، حذر وزير الخارجية المصري نبيل العربي اسرائيل من مخاطر الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة «لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر»، مشيراً إلى أنه يجب ألا يُعطِي أحد الذريعة لإسرائيل لممارسة العنف. وأكد أن سياسة مصر الثابتة هي رفض استهداف المدنيين وادانته. وفي تفاصيل انفجار القدس، صرح وزير الامن الداخلي يتسحق أهرونوفيتش بأنه «نجم عن قنبلة مخبأة في حقيبة» وضعت قرب كشك للبيع وانفجرت مع مرور حافلتين. واوضح الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد: «اننا نتحدث عن هجوم ارهابي». واوضح شهود ان الانفجار وقع بعد الثالثة ظهرا (الواحدة بتوقيت غرينتش) وشعر فيه سكان في مبان تبعد مئات الامتار عن الموقع. وسمع دوي صفارات في المدينة مع وصول عشرات من سيارات الاسعاف وسيارات الاطفاء. واعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان امرأة توفيت في غرفة العمليات في مستشفى هداسا متأثرة بإصابتها. واضافت ان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ابلغ بالتفجير اثناء اجتماعه مع وزرائه السبعة الرئيسيين لبحث ما ينبغي اتخاذه من تدابير في قطاع غزة بعد تصعيد اطلاق الصواريخ منه. ولاحقاً، اعلن مكتبه انه أرجأ سفره الى روسيا امس، نظرا الى تطورات الاوضاع. وكان التصعيد العسكري في قطاع غزة ومحيطه بلغ ذروة جديدة في أعقاب مجزرتين ارتكبتهما قوات الاحتلال اول من امس أسفرتا عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وعشرات الجرحى، واصابة 26 اسرائيلياً نتيجة سقوط صاروخ «غراد» في مدينة بئر السبع جنوب الدولة العبرية. وسجل استخدام الفلسطينيين صاروخ أرض جو ضد طائرات اسرائيلية تحلق في سماء القطاع، اذ قال شهود إن مقاومين فلسطينيين أطلقوا صاروخاً مضاداً للطائرات على مروحية حلقت الى الشرق وسط القطاع. لكن لم يتم تأكيد ذلك أو نفيه من الفصائل أو اسرائيل. وتزايد التلويح الاسرائيلي الرسمي بشن عملية جديدة ضد القطاع على غرار عملية «الرصاص المصبوب» التي اعتبرت «حتمية» و«مسألة وقت»، وسط مخاوف في غزة من ان تشرع اسرائيل في سلسلة اغتيالات تطاول قادة الفصائل وأجنحتها العسكرية، خصوصاً «حماس» وقادتها. وتجري اتصالات ومشاورات داخل القطاع ومع الخارج لوقف التصعيد والعودة الى حال التهدئة غير المعلنة بين فصائل المقاومة واسرائيل، خصوصاً بعد اطلاق صواريخ على مدينتي «أسدود» وبئر السبع للمرة الأولى منذ انتهاء العدوان على غزة قبل أكثر من عامين. وقالت حكومة غزة إن رئيسها اسماعيل هنيه بحث هاتفياً مع الأمين العام ل «الجهاد» رمضان شلح التصعيد الاسرائيلي، كما اجرى «اتصالات داخلية وخارجية لتجنيب القطاع مواجهة جديدة». وأشارت الى أن «وزارتي الداخلية والخارجية تقومان بجهد متواصل تنفيذاً لسياسة الحكومة وقطع الطريق على التصعيد الإسرائيلي».