اغتنمت المدن الثلاث الصامدة في التنافس على الترشح لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018، وهي بيونغ تشانغ الكورية الجنوبيةوميونيخ الألمانية وآنسي الفرنسية، إنعقاد المؤتمر ال74 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في سيول، لتقّدم أحد عروضها الأخيرة قبل التصويت على المدينة الفائزة في مؤتمر دوربان (جنوب أفريقيا) في 6 تموز (يوليو) المقبل. فالمناسبة ملائمة كونها تحشد مئات الإعلاميين من أكثر من 100 بلد، وتناقش مواضيع مهمة تتطرق إلى تحديات الإعلام الرياضي في ظل التطور المتسارع في عالم الاتصالات والصحافة الإلكترونية، فضلاً عن قضية إستغلال الحركة الرياضية ل"تبييض الأموال" أو ما يُعرف ب"الغش الرياضي" بوجوهه المختلفة. كما يشكل هذا المؤتمر السنوي محطة للترويج لأحداث رياضية كبرى، منها بطولة العالم لألعاب القوى المقررة هذا الصيف في مدينة دايغو الكورية الجنوبية ودورة لندن الأولمبية الصيفية العام المقبل، بحضور شخصيات وقيادات رياضية وأبطال نجوم ومعنيين، يجدون في المؤتمر "فوروم" مناسباً للتطرق إلى قضايا مشتركة. ولعل القاسم المشترك في ملف ترشح المدن الثلاث الإلتزام بضمان توفير أفضل التجهيزات "من خلال أفضل الخبرات". وحمل ملف بيونغ تشانغ عنوان "آفاق جديدة"، من منطلق الحرص على تفعيل أكبر للرياضات الشتوية في قارة تضم 60 في المئة من سكان العالم، علماً أنه لم يسبق لآسيا أن نظّمت الأولمبياد الشتوي الا مرتين (مدينتا سابورو وناغانو اليابانيتان). كما أن المدينة الكورية الجنوبية أكدت إستعدادها باكراً لا سيما أنها تترشح للمرة الثالثة توالياً. وأعلن المسؤولون عن ملفها أن القائمين على هذا المشروع الحيوي تعلموا الكثير من التجربتين السابقتين ولا يزالون عند وعدهم منذ 10 سنوات. وبناء عليه، طرحوا تنظيم ألعاب في محيط جغرافي لا تبعد أطرافه عن بعضها بعضاً أكثر من 30 دقيقة، بما فيها قرية الرياضيين والمراكز الإعلامية التي يمكن التوجه منها إلى مرافق الألعاب سيراً على الأقدام. وركزت بيونغ تشانغ في ملفها على السوق الكبيرة في آسيا المتوقع أن يرتفع الاستهلاك فيها بنسبة 43في المئة مع حلول عام 2030. كما وفّر المعنيون بنية تحتية وشبكة مواصلات ومنها قطار سريع ما يجعل الوصول من العاصمة سيول لا يستغرق أكثر من 50 دقيقة. ولحظت موازنة تنظيمية وإنشائية مقدارها 4 بلايين دولار، كما جددت 45 شركة تؤمن 120 ماركة تجارية إلتزامها بالرعاية وتقديم التسهيلات المطلوبة. ورفع المنظمون شعار "كلنا معاً نحو بيونغ تشانغ" وسيوجهون دعوات ل935 ولداً من 57 بلداً ليشاركونهم الحلم. من جهتها، تصوّب ميونيخ على ميزة أن تكون أول مدينة تنظّم الأولمبيادين الصيفي والشتوي (نظمت الأولمبياد الصيفي عام 1972) وأطلقت على الألعاب إسم "مهرجان الصداقة". وتتطلع أن يأخذ أعضاء اللجنة الدولية لدى تصويتهم بإرث ألمانيا الشتوي وعراقته. وهو إرث مستدام يعوّل عليه الكثير، ومن خصائصه جماهيرية الألعاب الشتوية ومرافق ومدارج تزلج شهيرة منها منحدرات غارميش "الأفضل لتزلج الإنحدار". كما يشار إلى أن بطولة العالم للتزلج 2010 استقطبت 360 ألف متفرج، وحضر 66 ألفاً نهائي كأس العالم للهوكي. وتطرح مدينة آنسي في ملف ترشحها أولوية الرياضيين ناسجة "علاقة الانسان بالجبل"، جاعلة "سحر جبال الألب" في قلب المشروع والبحيرة المجاورة مسرحاً لحفلة الافتتاح. وأطلق المعنيون "رؤية جديدة للمنطقة" لتكون سياحية على مدار السنة. وعلى غرار النهضة التي شهدتها جبال الألب حين استضافت مدينة شاموني الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1924، يحمل المشروع الجديد ورشة تطوير تمتد آفاقها 100 سنة، لأن التنمية مسألة حيوية في هذه المنطقة بصرف النظر عن الفوز بشرف التنظيم، علماً أن بيونغ تشانغ وميونيخ تسبقان آنسي في مجال الترويج، لكن الفرنسيون يؤكدون أن الأمور مرهونة بخواتيمها.