طوكيو - ا ف ب - استبعد رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ استضافة كوريا الشمالية بعض مسابقات دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي منح شرف استضافتها الاسبوع الماضي الى جارتها الجنوبية ممثلة في مدينة بيونغ تشانغ. وقال روغ أمس (الخميس) في طوكيو خلال حضوره الاحتفالات المئوية للجنة الاولمبية اليابانية: «تمنح اللجنة الدولية الالعاب لمدينة واحدة في دولة واحدة... لن نغير الميثاق الاولمبي كي لا نعقد التنظيم». وكان مسؤول رياضي كوري شمالي أعلن أول أمس الاربعاء ان بلاده ترغب في استضافة بعض المسابقات في دورة 2018. كما توصل الحزب الحاكم والمعارضة في كوريا الجنوبية الى اتفاق حول محاولة تقديم منتخب كوري موحد خلال ألعاب 2018 التي منحت لبيونغ تشانغ في ثالث ترشيح لها للاستضافة. بيد ان رئيس الحزب الديموقراطي (معارضة) سوهن هاك-كيو ذهب الى ابعد من ذلك، عندما اكد انه سيدرس امكان تنظيم مشترك بين الكوريتين. وبحسبه فان الالعاب الاولمبية قد تمثل «تحولاً في تاريخ انقسام شبه الجزيرة الكورية كما على مستوى السلام العالمي». وعلقت الرئاسة الكورية الجنوبية على المسألة معتبرة ان فكرة التنظيم المشترك غير واردة. وقال متحدث باسم الرئاسة: «هذا لا يظهر في ترشيحنا. (التنظيم) منح الى بيونغ تشانغ». وكانت كوريا الشمالية اعلنت عام 2007 مساندتها لترشيح بيونغ تشانغ لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2014 كما ان الرياضيين الكوريين الشماليين والجنوبيين مروا معاً في الحفلة الافتتاحية لدورتي الالعاب الاولمبية الصيفية عامي 2000 في سيدني و2004 في اثينا. بيد ان العلاقات بين البلدين توترت في ما بعد ومر وفد كل منهما وحده في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية الاخيرة في بكين 2008 ودورة الالعاب الآسيوية العام الماضي في الصين. لكن روغ اعتبر انه لا يزال ممكناً مرور الوفدين سوياً: «قد تحصل تصرفات رمزية على غرار مرور الوفدين سوياً، لم لا؟ أو المشاركة بفريق موحد. لكن لا تتوقعوا ان تمنح اللجنة الدولية الاستضافة لدولتين»، واعتبر ان المنظمة الدولية «متعاطفة جداً في موضوع جمع الرياضيين». يذكر انه في بعض النسخات من الدورات الشتوية حصل ان استضافت مدينتان مجاورتان الالعاب، كما أقيمت بعض المسابقات في الالعاب الصيفية في مدن أخرى لأسباب مناخية وجغرافية. وبحسب استفتاء نشرت نتيجته الاثنين الماضي، فان 57.5 في المئة من الكوريين الجنوبيين يساندون فكرة فريق موحد في اولمبياد 2018 في مقابل معارضة 30.5 في المئة. لكن 37.3 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستفتاء ليسوا موافقين على اقامة بعض المسابقات في كوريا الشمالية. واوضحت صحيفة «كوريا تايمز» ان مشروع التنظيم المشترك سابق لاوانه ويتطلب موافقة اللجنة الاولمبية الدولية، مذكرة ان كوريا الشمالية اطلقت في السابق هجمات عدة تهدف الى زعزعة التظاهرات الرياضية التي تستضيفها كوريا الجنوبية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 حصل اعتداء على طائرة بوينغ تابعة للخطوط الجوية الكورية الجنوبية اسفر عن مقتل 115 شخصاً على متنها. وكان وكلاء كوريون شماليون وراء هذه الحادثة الذي كان الهدف من ورائها ارهاب الجمهور للتوجه الى كوريا الجنوبية لحضور دورة الالعاب الاولمبية في سيول عام 1988. وفي حزيران (يونيو) 2002 حصلت مواجهة بحرية في عرض شبه الجزيرة الكورية خلال استضافة كوريا الجنوبية واليابان لنهائيات كأس العالم. وكانت بيونغ تشانغ حسمت السباق لنيل شرف الاستضافة من الدور الاول للتصويت بفارق كبير بعد ان نالت 63 صوتاً من اصل 95، متفوقة على مدينتي ميونيخ الالمانية التي نالت 25 صوتاً في مقابل 7 اصوات فقط لانيسي الفرنسية. وستكون المرة الثالثة التي تقام فيها هذه الالعاب في آسيا والاولى خارج اليابان التي استضافتها مرتين في سابورو عام 1972 وناغانو عام 1998. واستثمرت كوريا الجنوبية 1.5 بليون دولار لبناء منشآت حول المدينة الواقعة على بعد 180 كلم شرق العاصمة سيول، كما وعدت الحكومة بتأمين 1.53 بليون دولار اضافية لتأهيل السكك الحديد وبنى تحتية اضافية بحال فوز ملف بيونغ تشانغ.