قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي إن تركيا يجب أن تظل في محافظة إدلب، شمال سورية حتى زوال التهديد الذي تتعرض له أنقرة. وبدأت قوات تركية، استعداداتها لدخول المحافظة التي تسيطر عليها فصائل متطرفة، تنفيذاً لاتفاق آستانة بشأن مناطق «خفض التوتر». وأعلن الجيش التركي بدء أنشطة استطلاع في المحافظة، وإقامة نقاط مراقبة قبل العملية العسكرية المتوقعة. وتريد تركيا تقديم الدعم لمعارضين تدعمهم منذ فترة طويلة في إطار اتفاق «خفض التوتر» والتصدي للتنظيمات الأكثر تطرفاً، وعلى رأسها «جبهة تحرير الشام» التي ينضوي تحتها «جبهة النصرة». وشدد جانيكلي على أن وجود قوات بلاده في إدلب ضروري في الوقت الراهن، وإلى حين انتهاء الخطر الذي يهدد تركيا. من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، إن العمليات العسكرية التركية في إدلب تهدف إلى الحيلولة دون تدفق موجة هجرة إلى تركيا. وقال يلدريم في اجتماع برلماني ل «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، إن «السبب وراء أنشطتنا هو تمهيد الطريق ومنع تدفق موجة محتملة من المهاجرين إلى بلدنا والحد من التوترات»، وشدد على أن بلاده تتحمل مسؤوليتها تجاه المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة. وتستضيف تركيا بالفعل نحو ثلاثة ملايين سوري وهي أحد أكبر أنصار تنظيمات المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف العام ولكن تركيزها تحول من إسقاط الأسد إلى تأمين حدودها في مواجهة المتشددين والجماعات الكردية. وقال يلدريم أيضاً إن تركيا تهدف أيضا إلى تأسيس نقاط سيطرة في إدلب لنشر المزيد من القوات في المستقبل وإن أنشطة القوات المسلحة في إدلب ستساعد في منع نشوب صراعات داخلية بين المدنيين والجماعات المتشددة في المنطقة. ودخل وفد تركي عسكري إلى إدلب، وتوجه إلى المنطقة المحاذية لمدينة عفرين التي يديرها أكراد سورية. من ناحيتها، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن أعداداً كبيرة من ناقلات جنود وعربات مصفحة تابعة للجيش التركي، تموضعت في قضاء ريحانلي، بولاية هطاي المتاخمة للأراضي السورية، استعداداً للانتقال إلى محافظة إدلب. وتابعت الوكالة أن التحركات استمرت طوال اليومين الماضيين، حيث اتجهت المعدات والعربات العسكرية إلى النقاط الحدودية مع سورية، فور وصولها إلى قضاء ريحانلي. ميدانياً، أعلنت فصائل «الجيش الحر» المنضوية في تحالف «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي، مشاركتها في العمليات العسكرية المرتقبة في إدلب. وفي بيان نشرته أمس قالت «من الواجب المشاركة في عملية إدلب المرتقبة، والتي تهدف إلى ضم الشمال المحرر لاتفاقية تخفيف التوتر التي تم الاتفاق عليها في مسار آستانة». وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة بأن الفصائل التي تم استدعاؤها للمشاركة في عملية إدلب من تحالف «السلطان مراد» فقط، والتي تندرج في صفوفها فرقة «السلطان مراد»، و «جيش الإسلام»، و «فرقة الحمزة». وذكرت أن أعداد المقاتلين الذين وصلوا إلى الحدود السورية- التركية حتى الآن، بلغ حوالى 850 مقاتلاً، مشيرة إلى أنهم ضمن معسكرات على الحدود. وكانت «هيئة تحرير الشام» هددت عقب الحديث عن دخول محتمل إلى إدلب، الجهات كافة التي تسعى إلى دخول المحافظة بدعم روسي، معتبرة أن «إدلب ليست نزهة لهم... أسود الجهاد والاستشهاد لهم بالمرصاد، فمن أراد أن تثكله أمه وييتم أطفاله ويرمل امرأته، فليطأها بقدميه».