شنت القوات النظامية السورية غارات مكثفة على درعا بين دمشق والأردن، بعد تقدم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في حي المنشية في درعا البلاد، في وقت قتل عشرات في الاقتتال بين «فتح الشام» من جهة وتنظيم «جند الأقصى» التابع ل «داعش» في ريفي ادلب وحماة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «ارتفع إلى 9 هم مواطنة و4 من أطفالها ومواطنة أخرى وابنتها ورجلان اثنان عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة مجزرة نفذها الطيران الحربي بقصفه مناطق في حي طريق السد بمدينة درعا، فيما سقطت عدة قذائف صاروخية على مناطق في حي السحاري الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة درعا، ما أدى لسقوط جرحى بينهم مواطنة على الأقل بالإضافة لأضرار مادية في عدة مبانٍ، وسط تجدد الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر من جبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محور حي المنشية بدرعا البلد في مدينة درعا، تترافق مع سقوط المزيد من صواريخ التي يعتقد بأنها من نوع أرض - أرض والتي تطلقها قوات النظام على مناطق في درعا البلد ليرتفع إلى 13 عدد الصواريخ التي أطلقتها قوات النظام منذ صباح أمس على مناطق في درعا البلد، ما أدى لاستشهاد مواطنة وسقوط جرحى». وكان «المرصد» أشار الى تعرض «مناطق في بلدات الحارة ومعربة والجيزة وبصرى الشام بريف درعا لقصف من جانب قوات النظام، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، حيث تشهد درعا البلد خلال ال48 ساعة الفائتة اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وهيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، على خلفية هجوم للأخيرين في معركة أطلقوا عليها اسم «الموت ولا المذلة» تمكنوا من خلالها من تحقيق تقدم يوم (اول) أمس والسيطرة على كتلة النجار الواقعة بين دوار الكازية وغرب مسجد المنشية، في حي المنشية بمدينة درعا، على الرغم من تنفيذ الطائرات الحربية والمروحية عشرات الضربات بالإضافة لعشرات الصواريخ والقذائف». وكانت الاشتباكات أسفرت في اليومين الماضيين عن مقتل 13 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضابطان اثنان، كما قضى وقتل 23 على الأقل من الفصائل و «هئية تحرير الشام» بينهم قيادي عسكري و3 نشطاء إعلاميين وعنصران من «هيئة تحرير الشام» فجرا نفسيهما أمس الأول بعربتين مفخختين. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض ان «الثوار أحرزوا أمس تقدماً داخل حي المنشية، أهم مواقع قوات النظام في مدينة درعا، وسيطروا على كتل أبنية ذات أهمية استراتيجية، وكبدوا قوات النظام والميليشيات الموالية له خسائر كبيرة، إذ اعترف النظام خلال الساعات الماضية بمقتل خمسةٍ من ضباطه». وأضاف أن «قوات النظام ردت على تقدم الثوار باستهداف الأحياء السكنية في درعا البلد بأكثر من 55 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة في أقل من 24 ساعة، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين في حي طريق السد، وتدمير المستشفى الميداني في درعا البلد، وخروجه عن الخدمة». ونقل الموقع عن «أحد ضباط الفرقة 15 قوات خاصة التابعة لقوات النظام، أن عملية الموت ولا المذلة التي أطلقتها كتائب الثوار قبل يومين كانت أعنف عملية تتعرض لها قوات النظام». وأضاف القيادي في قوات النظام: "تعرضنا لهجوم وهو أعنف هجوم في أعنف محافظة درعا التي بدأت الأزمة بها، في الهجوم الذي حصل انفتحت علينا الأنفاق من جميع الاتجاهات، وانفجرت عربتان مفخختان من محورين". وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محور بيت جن وتل مروان ومحيط المقروصة بريف دمشق الغربي «إثر هجوم للفصائل على المنطقة، تترافق مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين، وسط معلومات عن تقدم للفصائل وسيطرتها على تلة الضهرة ونقطة الإشارة ومزرعة في المنطقة»، وفق «المرصد» وقال ان الاشتباكات المتواصلة «أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر في أطراف مدينة عربين بالغوطة الشرقية، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محور بلدة المحمدية». في موازاة ذلك، قتل حوالى سبعين مقاتلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في اقتتال داخلي بين فصيلين كانا متحالفين في وقت سابق في شمال غرب ووسط سورية. وقال «المرصد» انه «وثق مقتل 69 مقاتلاً على الأقل في قصف واشتباكات وتفجيرات وإعدامات بين فصيل جند الأقصى وهيئة تحرير الشام» التي تضم كلاً من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وحركة نور الدين زنكي، فصيل إسلامي في شمال سورية». واندلعت الاشتباكات الاثنين إثر توتر ناجم عن «حرب نفوذ» في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين في محافظة ادلب (شمال غرب) وريف حماة الشمالي في وسط سورية. وسرعان ما تطور الأمر ليشمل إعدامات وتفجيرات انتحارية وبعربات مفخخة من جانب «جند الأقصى». وقال «المرصد» أمس «انها تصفية حسابات بين أمراء حرب». وكان فصيل «جند الأقصى» الجهادي الذي تتهمه فصائل عدة بالارتباط بتنظيم «داعش»، انضم الى «جبهة فتح الشام» في تشرين الثاني (اكتوبر) الماضي، إلا أن الأمر لم يستمر كثيراً بعد إعلان الجبهة الشهر الماضي فصله من صفوفها. وتعكس تلك المعارك الانقسامات الكبيرة في صفوف الفصائل المقاتلة والإسلامية في سورية خصوصاً في ادلب. وتأتي هذه المواجهات بعد معارك غير مسبوقة الشهر الماضي بين «حركة أحرار الشام الإسلامية» وفصائل متحالفة معها من جهة، و «جبهة فتح الشام» من جهة ثانية، بعدما كان الطرفان متحالفين. وعلى خلفية ذلك، أعلنت فصائل عدة آنذاك بينها «صقور الشام» و «جيش المجاهدين» الانضمام الى «حركة أحرار الشام»، فيما اختارت فصائل أخرى بينها «جبهة فتح الشام» و «حركة نور الدين زنكي» أن تحل نفسها وتندمج تحت مسمى «هيئة تحرير الشام». ويزيد الاقتتال الداخلي بين الفصائل من تعقيدات النزاع الذي تنخرط فيه أطراف عدة اقليمية ودولية عدة، وأسفر منذ اندلاعه في العام 2011 عن مقتل اكثر من 310 آلاف شخص وتشريد نحو نصف السكان داخل البلاد وخارجها. أنقرة تتحدث عن قرب طرد «داعش» من الباب قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلثاء، أن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا انتزعوا السيطرة إلى حد بعيد على مدينة الباب السورية من متشددي «داعش»، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المتشددين ما زالوا يسيطرون على معظم البلدة وسط أنباء عن منطقة عازلة بين القوات النظامية السورية وفصائل المعارضة قرب الباب. واجتاح معارضون سوريون بدعم من قوات خاصة ودبابات وطائرات حربية تركية شمال سورية في آب (أغسطس) في عملية أطلقت عليها أنقرة اسم «درع الفرات» لطرد «داعش» من الحدود التركية ووقف تقدم المقاتلين الأكراد. وأضاف يلدريم متحدثاً لمشرعين من حزب العدالة والتنمية الحاكم: «الباب باتت إلى حد بعيد تحت السيطرة. هدفنا هو منع فتح ممرات من أراض تسيطر عليها منظمات إرهابية إلى تركيا». غير أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره بريطانيا قال أن المتشددين لا يزالون يسيطرون على البلدة الواقعة في شمال سورية. وأضاف: «تتواصل المعارك في الأطراف والمداخل الشمالية والغربية لمدينة الباب بين تنظيم داعش من طرف والقوات التركية وفصائل درع الفرات من طرف آخر وسط تقدم للأخير في المنطقة. لا يزال التنظيم يسيطر على معظم مدينة الباب». وتابع: «تجددت المعارك العنيفة في ريف مدينة الباب الجنوبي الشرقي، بين تنظيم داعش من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، تترافق مع قصف جوي وصاروخي مكثف، بالتزامن مع سماع دوي انفجار في محور المشرفة ناجم عن تفجير التنظيم عربةً مفخخة، وسط تقدم جديد لقوات النظام في المنطقة وسيطرتها على قريتي المشرفة وبيجان وتلتها»، لافتاً إلى تزامن ذلك مع «استمرار المعارك في الأطراف والمداخل الشمالية والغربية لمدينة الباب، بين تنظيم داعش من طرف، والقوات التركية وفصائل درع الفرات من طرف آخر، وسط تقدم للأخير في المنطقة، فيما لا يزال التنظيم يسيطر على معظم مدينة الباب». وتشن المعارضة منذ أسابيع هجوماً كبيراً على الباب الواقعة على بعد 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية. وينذر التقدم بمواجهة مباشرة بينها وبين القوات الحكومية السورية التي تطبق على المدينة من الجنوب. ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعماء أتراك آخرون منذ أسابيع أن هجوم الباب على وشك النهاية. وعلى مسافة أبعد نحو الشرق على امتداد الحدود قال الجيش التركي أن قوات الأمن التركية قتلت عضواً في وحدات حماية الشعب الكردية أمس الإثنين عندما ردت بإطلاق نار من منطقة نصيبين باتجاه الجزء الذي يسيطر عليه الوحدات الكردية. وذكرت صحيفة «حرييت» التركية الثلثاء أن مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من أنقرة أنشأوا مع قوات النظام السوري ممراً أمنياً لتجنب المواجهات بين الجانبين في المعركة لاستعادة مدينة الباب من تنظيم الدولة الإسلامية. وإذا تأكد ذلك، فسيشكل حالة اتصال نادرة في الأزمة بين النظام السوري والمقاتلين المعارضين له الذين يسعون إلى إسقاطه. وشبهت «حرييت» هذا الشريط بمنطقة «الخط الأخضر» المنزوعة السلاح بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين في جزيرة قبرص. وتم إنشاء الممر جنوب بلدة الباب ويتراوح عرضه بين 500 و1000 متر، وفق الصحيفة التي أضافت أن اتصالات متفرقة تمت بين الفريقين المتحاربين. وبات تنظيم «داعش» منذ نحو عشرة أيام محاصراً بالكامل في مدينة الباب، آخر أبرز معاقله بمحافظة حلب شمال سورية، بعد تقدم خلال الفترة الأخيرة لقوات النظام جنوبالمدينة، في وقت تحاصر قوات تركية وفصائل سورية معارضة المدينة من الجهات الثلاث الأخرى. وبدأت القوات التركية توغلاً غير مسبوق داخل سورية في آب الماضي، وطردت المتطرفين والمقاتلين الأكراد من الكثير من المناطق الحدودية، وصولاً إلى مدينة الباب التي تخوضها مع فصائل معارضة. وتعتبر المعركة الأعنف في هذه الحملة العسكرية التي كبّدت تركيا ما لا يقل عن 67 جندياً. وليس واضحاً ما إذا كان الجانبان (قوات النظام ومقاتلو المعارضة) الواقفان على طرفي نقيض أصلاً في النزاع السوري، يتسابقان ميدانياً للوصول والسيطرة على الباب، أو إذا كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصاً أن روسيا التي تساند دمشق في هجومها، قدمت في وقت سابق دعماً جوياً للعملية التركية الداعمة الفصائل. وذكرت «حرييت» أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على 40 في المئة من المدينة. وكانت تركيا خصماً عنيداً للأسد منذ بدء الأزمة السورية قبل نحو ست سنوات، لكن خلال الشهور الأخيرة الماضية ومع عودة الدفء إلى العلاقة بينها وبين روسيا الداعمة الرئيسية للرئيس السوري بشار الأسد، بدأت أنقرة وموسكو العمل معاً على إعادة السلام إلى سورية. وتنفي أنقرة باستمرار التقارير عن اتصالات سياسية سرية مع قوات الأسد.