متجولاً بثوبه العربي، وشماغه الأحمر المزين بالعقال السداسي، يجوب أكيرا ناغوكا شوارع العاصمة اليابانيةطوكيو، تعجبه نظرات المارة، ويطرب لأسئلتهم عن لباسه. وفي المناسبات المهمة فإن البشت لا ينزل عن كتفه، محاولاً أن يكون يابانيا عربياً في آن، وهو ما تشرحه عشرات الصور التي ينشرها في برنامج مشاركة الصور آنستغرام. بدأ أكيرا الذي يفضل أن يترجم اسمه إلى شمس قمر، في نشر صوره على آنستغرام قبل ثلاثة أشهر. منذ ذلك اليوم والآلاف من المتابعين العرب يثرون حسابه بتفاعلهم وتعليقاتهم التي لا تخلو من تعجب وتصحيح للغته العربية، وإكبار لما يفعله لأجل نشر ثقافتهم في اليابان. وبحسب أكيرا فإن 10 أيام قضاها في السعودية زادت شغفه بالثقافة العربية التي درسها خلال دراسته التاريخ في جامعة تشوبودا، والأيام التي قضاها متنقلاً بين جدةوالرياض والقصيم والدمام، ضمن برنامج تبادل حكومي بين السعودية واليابان، أضافت إلى فهمه الكثير عن الثقافة العربية التي لا يكف عن التغني بها في حديثه وزيه. يجد أكيرا خيطاً رفيعاً يصل بين ثقافته أسرته العريقة والثقافة العربية، تتمثل في الصيد بالصقور، إذ إن أسرته كما يشير مشهورة بالصيد بالصقور البيضاء. مصارع الساموري أكيرا الذي يعشق رياضة أجداده أيضاً، لا يتوقف عن نشر صور تخلط الثقافة اليابانية بالزي العربي، فهي الهدف الأساس من استخدامه لبرنامج الصور آنستغرام. الصورة التي وضعها أكيرا لثوبه العربي المنشور في شرفة شقته، ويظهر خلفها برج طوكيو الشهير، تبدو رمزية جداً في هذا السياق. يشير أكيرا إلى أنه يهدف أيضاً إلى تقديم الثقافة اليابانية للعرب وتقديم الثقافة العربية لليابانيين بطريقة تفاعلية باستخدام البرنامج الذي يحظى بجماهيرية جارفة بين الناس. صور أكيرا (29 عاماً) لا تخلو من زي عربي. يقول أكيرا إنه يحمل الزي العربي في حقيبته أينما توجه، ويفضل ارتداءه في المناسبة المهمة حتى يكون مفتاحاً للحديث عن الثقافة العربية. ولع أكيرا بالثوب جعله يرتديه في أماكن غريبة، إذ تظهر صور آنستغرام أكيرا بزيه العربي وسط الماء، وفي ملعب البيسبول، إضافة إلى مقاطع مرئية تظهر أكيرا متزلجاً وسط الثلج بزيه العربي الأبيض. يشير أكيرا إلى أنه يسعى جاهداً إلى تعلم اللغة العربية حتى يفهم الثقافة العربية التي يحبها، فالأصدقاء العرب الذي يحيطون به في اليابان، والمساجد والمراكز الإسلامية تساعده كثيراً في تعلم العربية، موضحاً أن الجامعات اليابانية حرصت أخيراً على إضافة أقسام جديدة تدرّس اللغة العربية وتاريخها وآدابها. في المقابل، فإن أكيرا الذي ينحدر من أسرة يمتد تاريخها لأكثر من 800 عام، يبدو جاذباً لعدد من العرب المغرمين بالثقافة اليابانية ورسومها المتحركة. عشرات التعليقات التي تركها المتابعون العرب على صور أكيرا كتبت باللغة اليابانية، كما تظهر تعليقات أخرى تصحيحاً للغة أكيرا العربية. إضافة إلى ذلك، فإن تلك التعليقات تبدي سعادة بالغة وشغفاً ظاهراً بالثقافة اليابانية وبسفيرها أكيرا الذي استطاع الوصول إلى جمهوره بعرضه للثقافة اليابانية من خلال الرسوم المتحركة التي تلقى رواجاً بين الشباب، إضافة إلى تلك الصور التي تعرض شيئاً من الشارع الياباني. لا يحظى أكيرا بذات القبول في «تويتر» على رغم أن يفعل ذات الشيء الذي يفعله في آنستغرام. أرقام المتابعين تكشف أن متابعي أكيرا في «تويتر» لا يتجاوزون ثلث المتابعين له في آنستغرام. طموح شمس قمر، كما يحب أن يسمي نفسه، أوسع من مشاركة الصور عبر آنستغرام، إذ إن سعيه ليكون جسراً بين الثقافتين العربية واليابانية، يحتاج - كما يقول - إلى أن يواصل دراسته العليا في إحدى الجامعات الخليجية حتى يتمكن من فهم البيئة وأهلها بشكل أفضل من فهمها عبر قراءات وزيارات عابرة.