من خلال مصادر مختلفة، تعلمت أن السعوديين من أكثر العرب تفاعلا في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تويتر يجذب فئة عمرية معينة من الشباب في الغالب، بينما انستغرام يجذب الناشئة الأصغر سناً، إضافة إلى كونه مصدرا تجاريا ووسيلة تسويقية ناجحة إذا ما تم استخدامه بشكل جيد. وإذا كان المغردون ومتابعوهم هم ممن يبحث عن (الكلام) في التغريدات، فإن ناشري الصور ومتابعين في انستغرام بكل تأكيد ممن يبحثون عن (الصورة) في تحول جوهري في ثقافتنا العربية من ثقافة اللغة والكلمة إلى ثقافة الصورة. وتتنوع منشورات انستغرام بين الصور العائلية إلى يوميات صاحب الحساب، مثل أين تناول طعامه، وماذا كان طعامه ومع من تناول هذا الطعام! ومن الحسابات التي تشدني لمتابعتها في انستغرام -علماً بأني جديدة عليه- تلك الفئة التي وجدت من خلال حساباتها متنفساً ومنفذاً لممارسة وعرض هواية أو موهبة، قد تكون تصويرا ضوئيا أو فنونا بصرية أو تصميما جرافيكي أو داخليا أو أزياء، وقد تكون مهارة في الطبخ وتزيين الأطعمة والحلويات أو مهارات وحرف يدوية....الخ، فهناك آلاف الحاسبات التي تعرض مواهبها ومخرجات هذه الموهبة بصور تنشرها بشكل مستمر على حسابها، البعض فقط للتسلية وكسب تعليق وكلمة ثناء، بينما البعض الآخر طور هذه الهواية/الموهبة إلى (مهنة) إما من خلال بيع المنتجات وعرض الصور عبر وسيلة الإعلان (المجانية) أو من خلال أعداد المتابعين الذي يصل إلى الآلاف، ومن ثم نشر إعلانات لحسابات أخرى أو منتجات لقاء مبالغ معينة أو ما يسمى (التبادل). المدهش في الأمر أننا أصبحنا نتابع ثورة في عمل المرأة السعودية، فنسبة كبيرة من النساء وجدت في انستغرام وسيلة للعمل والانتشار ضمن (خصوصية) المجتمع المزعومة، وفي ظل المحاذير الاجتماعية وصعوبات التنقل...الخ، إضافة إلى غياب كل الحواجز التي قد تقف أمام أي مشروع آخر يمر ببيروقراطية التصاريح الرسمية. ختاما، أتساءل: ماذا بعد؟ اليوم أصبحنا نقرأ فكر المجتمع من خلال أفراده عبر تويتر ونرى مواهبه وإبداعاته و(صوره) العائلية عبر الانستغرام الذي أعاد مكانة الصورة في ثقافتنا...فماذا بعد؟ [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية