رسالة من سعادة السفير فوق العادة والمفوض لليابان في المملكة العربية السعودية: لقد مر شهر واحد بعد وصولي إلى الرياض يوم 13 ديسمبر 2012م، ورغم أن هذا هو أول تعيين لي في دولة شرق أوسطية، فأنا أفهم أن المملكة العربية السعودية هي بلد ذات تقاليد متميزة وثقافة رائعة. إنني مسرور جدا للعمل على تعزيز العلاقة بين هذا البلد واليابان. خلال هذا الشهر، أنا أتعلم التقاليد والثقافة السعودية المبنية على الإسلام، وحريص على تكوين أصدقاء جيدين كثر هنا. زار وفد يتكون من 10 أشخاص من الشباب السعودي اليابان في شهر نوفمبر الماضي، وذلك بفضل جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب. إنّ اليابان والمملكة العربية السعودية تتبادلان زيارات الوفود الشبابية سنويا بموجب اتفاقية ثنائية منذ زيارة قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي كان ولياً للعهد آنذاك، إلى اليابان في عام 1998م. وسيقوم وفد شبابي ياباني بدوره بزيارة المملكة العربية السعودية في شهر مارس 2013م. إن برنامج التبادل هذا يسهم مساهمة كبيرة في تعميق التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين. إلى جانب ذلك، فإن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي يمكّن ما يقارب من 500 من الطلاب السعوديين من دراسة الهندسة والطب والعلوم في اليابان. تشجع سفارة اليابان في المملكة العربية السعودية دراسة اللغة اليابانية والثقافة اليابانية التقليدية مثل الزي التقليدي ("الكيمونو")، والثقافة الشعبية المعاصرة(pop culture) اليابانية مثل الأفلام والرسوم المتحركة. وبمناسبة مهرجان الجنادرية في أبريل 2011م، تشرفت اليابان باختيارها كبلد ضيف. وقد زار جناح اليابان العديد من الرجال السعوديين والنساء من جميع الأعمار الذين يقدّرون هذا المعرض الثقافي. تخطط سفارة اليابان لتنظيم المزيد من الفعاليات التي سوف تعرض الثقافة اليابانية بصورة شاملة. لمزيد من المعلومات عن هذه الفعاليات، يرجى زيارة موقعنا على الانترنت (http://www.ksa.emb-japan.go.jp/sa/index.htm) في الوقت الذي يمر العديد من البلدان بما فيها اليابان بمرحلة من التباطؤ الاقتصادي، إلآّ ان المملكة العربية السعودية تلعب دورا هاما جدا لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي. وتقدر اليابان دور المملكة العربية السعودية في المحافظة على امدادات مستقرة لسوق النفط العالمية. تشارك اليابان في دعم الاقتصاد العالمي، وخاصة، من خلال تقديم مساهمات مالية كثيرة لصندوق النقد الدولي. وأنا مقتنع بأن اليابان والمملكة العربية السعودية يمكن أن تعملا معا من أجل تحسين الاقتصاد العالمي. كما تلعب المملكة العربية السعودية دوراً هاماً في الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. تقدر اليابان مساهمات المملكة العربية السعودية، و التي تم تقديمها على سبيل المثال من خلال مبادرة السلام العربية ومبادرة مجلس التعاون الخليجي بشأن اليمن. إنّ اليابان التي تقدم تقليديا الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين، صوتت لصالح القرار الذي يمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012م. تعتزم اليابان تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع. لقد زار سرب التدريب الياباني ميناء جدة الإسلامي في شهر يوليو 2012م، وفي أكتوبر 2012م، قامت سفينتان كاسحتان للألغام وأسطول التدريب لقوات الدفاع البحري الذاتي اليابانية بزيارة ودّية إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام. قام القادة اليابانيون بزيارات مجاملة إلى البحرية السعودية في كلتا المناسبتين، واتفقوا مع نظرائهم السعوديين على أهمية زيادة التعاون. كانت العلاقة بين اليابان والمملكة العربية السعودية ترتكز على التجارة، والتي كانت باختصار، النفط من السعودية إلى اليابان، والمنتجات الصناعية والسيارات من اليابان إلى المملكة العربية السعودية. إن العديد من الشركات اليابانية، أنجزت خلال السنوات الماضية افتتاح مصانع ومكاتب جديدة وتوقيع عقود جديدة لاستثمارات كبيرة في مجالات صناعة البتروكيماويات والتصنيع والتأمين. إنني حريص على تقديم الدعم الفعال لتعزيز مساهمات التقنية والخبرات اليابانية لتطوير البنية التحتية في مجالات المياه والطاقة المتجددة والطب والنقل، وما إلى ذلك. إنّ تنمية الموارد البشرية هي مجال آخر أوّد تركيز جهدي عليه من خلال زيادة تطوير منشآت التدريب المهني و التعاون التقني للوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا". سينعقد مجلس الأعمال الياباني - السعودي في المنطقة الشرقية في شهر فبراير 2013م، وسيعقبه "معرض أزياء اليابان الإبداعي" والذي سوف يركز على الأزياء النسائية في مدينة الرياض. من المتوقع أن تسهم هذه الفعاليات المهمة في تعزيز العلاقات التجارية الثنائية. وأخيرا، ولكنه أمر لا يقل أهمية، أود مرة أخرى أن أعرب عن تقديري العميق لدعم حكومة وشعب المملكة العربية السعودية لليابان بعد الزلزال الكبير الذي ضرب شرق اليابان في مارس 2011م. إن جميع الشعب الياباني، بما فيهم أولئك الذين تضرروا مباشرة من الكارثة، لا يزالون يسعون بكل قواهم للتعافي من الكارثة. في مايو 2012م، شارك وفد في حفل افتتاح معرض صور للزلزال في قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، وشرحوا للشعب السعودي جهودهم للتعافي من الكارثة. لن تنسى اليابان أبداً روح التضامن والدعم الحماسي من المملكة العربية السعودية الذي تم تقديمه لليابان وهي تواجه أكثر الأوقات صعوبة. وكسفير لليابان، فإنني مصمم على بذل قصارى جهدي لزيادة تعزيز الشراكة والصداقة الممتازة تقليديا بين البلدين. *سفير اليابان لدى المملكة السفير الياباني لدى المملكة