مجموعة من الشباب والشابات حملت على عاتقها فكرة التواصل الإيجابي والمعرفة المتبادلة عبر فريق عمل تطوعي لمد جسور التواصل بين السعودية واليابان . نشأت الفكرة أثناء استضافة الثقافة اليابانية كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب قبل عامين ؛ وهكذا تفتحت مجموعة (ساكورا المملكة) تأويلا لكلمة (ساكورا) التي تعني زهرة الكرز في اللغة اليابانية. وهي زهرة يتفاءل بها اليابانيون كثيرا .تنشط المجموعة لتجريب نموذج جميل من علاقة التواصل بين الشعوب . فبين الثقافة السعودية في قلب الشرق الأوسط ، والثقافة اليابانية في الشرق الأقصى ثمة الكثير من نقاط التفاهم والتفاعل البناء والقابل لمد العديد من جسور التواصل بين ثقافتين تحتاجان إلى مثل هؤلاء الشباب . دليل عمل هذه المجموعة هو النشاط الطوعي لتقريب الثقافة اليابانية وإشاعة فهم إيجابي جذاب عنها عبر توضيح الكثير من الأفكار والتصورات وتصحيح بعضها فيما يخص الشعب الياباني . كانت بداية تعرفي على هذه المجموعة من خلال ركن إعلاني صغير على هامش المهرجان النسائي الأول الذي نظمته أمانة منطقة الرياض حيث حوى الركن تعريفا مختصرا بنشاط المجموعة ومنتجاتها المتنوعة .أعضاء المجموعة لهم علاقات مختلفة بالثقافة اليابانية فبعضهم دارس للغة اليابانية ، وبعضهم هاو لطريقة العمل والتنظيم التي يتميز بها الشعب الياباني ، فيما بعضهم الآخر معجب بالتراث الياباني وطبيعة الحياة المحافظة رغم التقدم التكنولوجي الهائل ( تتكون المجموعة من 20 شابة وشابا سعوديين، ونأمل أن نؤسس فرعاً للمجموعة في اليابان مستقبلاً، حيث للمجموعة فروع أخرى في الجبيل وجدّة. . حاليا يتركز النشاط في الرياض، لكثرة أعضاء ساكورا المملكة في العاصمة ، علاوةً على أنّ الفكرة نشأت أساساً في الرياض، هكذا حدثنا ماهر العتيبي رئيس المجموعة في بداية الحديث ؛ محمد متخرج من قسم الترجمة بجامعة الملك سعود وحاصل على منحة للدراسة باليابان . أما محمد الظفيري رئيس اللجنة الإعلامية بالمجموعة فكانت اللغة اليابانية من اللغات التي يرغب في تعلمها لفهم الكثير عن ذلك الشعب يقول الظفيري « اللغة اليابانية أداة من مجموعة أدوات لتحقيق التخصص في مجال الانميشن والمانجا . الثقافة العربية فيما يخص هذا المجال ضعيفة جدا ولا ترتقي للمستوى المطلوب في الطرح وطريقة الطرح وعلى هذا فأنا احصل الآن على المعلومات وما احتاجه في هذا المجال من المصدر الأم وهي اليابان لأنني ولله الحمد وصلت إلى مرحلة لا بأس بها في اللغة اليابانية . أما فيما يخص العادات اليابانية فأعتقد أن لدى المجتمعات العربية فكرة غير صحيحة بعض الشيء عن اليابان وعاداتها وذلك أن الكثير يتحدث عن اليابانيين ويصفهم بصفات ربما كانت موجودة لديهم سابقا لكنها تلاشت الآن فالشعب يختلف عما يعتقده الكثيرون عنه في المنطقة العربية ونحن في « ساكورا المملكة « نحاول تصحيح هذه الأفكار بموضوعية تامة «. تصحيح الأفكار تتميز المجموعة بحيوية ونشاط ملحوظين ، وربما كان ذلك انعكاسا لتواصلهم مع ثقافة تهتم بالنشاط والعمل وعرف عنها احترام العمل كقيمة مقدسة . ولذلك فإن نشاط مجموعة ساكورا يتمحور حول فكرة العطاء ومساعدة الآخرين ، واحترام ثقافة الآخر والتعريف الإيجابي وتصحيح الأفكار عن ثقافة الشعب الياباني بين أفراد المجتمع السعودي . يقول محمد الظفيري « الأهداف المستقبلية كثيرة لكنها تحتاج إلى دعم مادي من مؤسسات خاصة كانت أو عامة لكن هناك مشاكل كبيرة تقف دون ذلك وعدم فهم لفكرة المجموعات التطوعية من قبل كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك عدم الانتباه للفرق بين المجموعات والجمعيات فنحن مجموعة ولسنا جمعية ..فالجمعيات التطوعية التي لها أنشطة في المملكة هي جمعيات مدعومة من قبل مؤسسات حكومية أو مؤسسات خاصة مثل شركة ارامكو وهي في العادة تجد الظروف الملائمة للعمل أما عن المجموعات غير المدعومة من قبل هذه المؤسسات مثل مجموعتنا فإن العمل بالنسبة لها صعب وذلك لوجود تحديات وعقبات وهذه العقبات هي عدم معرفة المؤسسات الحكومية والخاصة طبيعة التعامل مع مجموعتنا فتارة يتعاملون معنا على أننا مؤسسة ربحية ويريدون من المجموعة مقابلا ماديا وتارة يعاملوننا على أننا جمعية تطوعية كالجمعيات التي تتحصل على دعم من قبل شركات أو مؤسسات حكومية فتكون طلباتهم تعجيزية بالنسبة لمجموعة يدعمها القائمون عليها . ولكن بعون الله سنواصل مسيرة العمل التطوعي في المملكة ومحاولة تغيير ما يمكن تغييره فيما يخص الأنظمة بالنسبة للعمل التطوعي « العمل الجماعي المجموعة تستقطب باستمرار أعضاء من الجنسين وتعكس القناعات المشتركة بينهم وروح الفريق في العمل ،حسن عقيل الراشدي أحد أعضاء المجموعة النشطين يعمل مدرسا للغة الانجليزية بالرياض ، أنشأ مؤخرا موقع مدونة اللغة اليابانية على الانترنت وهي نافذة تعريفية عن اللغة والثقافة اليابانية يقول حسن « أتمنى أن يكون هناك جسر ثقافي بين السعودية واليابان بعيداً عن لغة التجارة والأعمال وقد تحققت الفكرة عندما قابلت ماهر العتيبي، حين شرح لي فكرة مجموعة شبابية لنتبادل من خلالها مع اليابانيين حول كل ما يخص الثقافة بين السعودية واليابان ، وأكثر ما يعجبني في « ساكورا المملكة» هو العمل الجماعي، حيث نشترك معاً بطرح الأفكار والآراء « وعن الموقع يقول حسن « أحاول من خلال هذا الموقع أن اشرح للقارئ العربي كل شيء يتعلق باليابان من عادات وثقافات وتقاليد ومعتقدات مع عرض مبسط لأهم المفردات اليابانية باللغة العربية ، وأتمكن من خلاله التواصل مع اليابانيين الذين يودون تعلم اللغة العربية ، وقد قمت بمساعدة بعض طلاب المعهد الإسلامي في طوكيو على ذلك. بدأت التدوين في عام 2006 بفتح مدونة مجانية ثم بعد ذلك انتقلت إلى مدونة خاصة بي. وقد تمكنت من التواصل مع شريحة كبيرة من المهتمين العرب والمتخصصين في الثقافة اليابانية « وعن إعجابه بطبيعة الحياة اليابانية يقول حسن « الشيء الذي شد انتباهي هو رغم التطور التكنولوجي والتقدم الهائل الذي يعيشه الشعب الياباني إلا أنه لا يزال يتمسك بلغته وعاداته وتقاليده وتاريخه، ويمكن لأي واحد منا أن يلاحظ هذا الأمر ببساطة ، ففي كل ركن أو مدينة أو بلدة يابانية تجد متحفاً يتكلم عن حضارة وشعب اليابان « احترام المرأة أما عضو المجموعة النشطة سامية الأحمد فهي مسؤولة اللجنة العلمية فقد قدمت جهدا معرفيا متميزا عبر تأليف كتيب صغير كأحد انتاجات مهام اللجنة العلمية وصدر الكتاب عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وتشرح سامية فكرة الكتاب بقولها : جاء الكتيب في 38 صفحة ,حرصت على ان تكون البداية صفحات قليلة حتى تعطي للقارئ نبذة مختصرة ومفيدة عن هذه الثقافة العريقة . يحتوي الكتيب على 6 فصول , يتحدث عن التعريف باليابان , والإدارة اليابانية , والمعرفة اليابانية , والحياة الاجتماعية اليابانية , والتقاليد اليابانية , والبروتوكول الياباني وأوردت به صفحة للراغبين في زيارة اليابان ويتضمن الكتاب توضيحات لبعض الأفكار التي توضح مايفضله اليابانيون في التعامل مع الذين يزورون بلادهم ما يرتبط بذلك من العادات والتقاليد التي يحترمونها . وفي الكتاب صفحة تعريفية بمجموعة ساكورا « . وتتابع سامية « نحن في ساكورا المملكة حريصون على تحويل طاقاتنا الفردية إلى عمل جماعي منتج ومنظم حيث نشترك معا في صناعة الأفكار واتخاذ القرارات « تؤمن سامية مثل بقية أعضاء الجمعية بالقيم الحية للمجتمع الياباني فهو بحسب سامية « مجتمع يتمتع بالقدرة على العودة إلى النجاح والتقدم بصورة أذهلت العالم ، الإنسان الياباني لا يعرف الاستسلام وتفوق في جميع المجالات ليس فقط في الابتكار والصناعة بل أيضا في سمو الأخلاق وتنظيم الوقت والتواضع بالإضافة إلى تمسكه بجذور الثقافة اليابانية مع الانفتاح . كما أن المجتمع الياباني يتميز بحس وطني عال لاسيما في الوفاء بالوعود الوطنية فعندما قرر هذا المجتمع أنه لن يبقى أمي واحد في اليابان بعد عشرين عاما ، حقق ذلك الوعد واليوم لا يوجد أمي واحد في اليابان . ومن أهم علامات تحضر المجتمع الياباني احترامه للمرأة وحقوقها « تقوم فلسفة مجموعة ساكورا المملكة على مبدأ ( الكايزن) وهو مبدأ ياباني يقوم على فكرة التدرج والتحسن المستمر مع الوقت . وينتسب للجمعية أعداد جدد باستمرار لاسيما في أوساط الفتيات فهناك من عضوات المجموعة رسّامات رقميات, ومصممات, ومصورة فوتوغرافية. وتختم سامية حديثها ببعض الأمنيات الصغيرة لهذه الجمعية الفريدة لاسيما بعد الليلة اليابانية التي أقيمت في نادي الرياض الأدبي وشهدت إقبالا وحضورا كبيرا من السعوديين أثناء فعاليات معرض الكتاب قبل عامين . تقول سامية « سنظل باستمرار على تسليط الضوء حول أفكار وتجارب اليابانيين الثرية لتطبيقها كي تساهم في تطوير التنمية لدينا, فأنا ارغب في ان نفعل كما اليابانيون فهم لا يطيقون عذاب الإبداع المستمر ويرون من الافضل والايسر لهم ان يطوروا كل شئ من ان يبتدعوا شيئاً جديداً لذلك يبدأون من حيث انتهى غيرهم فكانوا عباقرة في التطوير والتحوير, بالإضافة إلى رغبتي في معايشة اليابانيين وثقافتهم عن قرب . وتختم « سعيدة كوني ساهمت في تأسيس مجموعة هدفها سامٍ ونبيل تظهر للمجتمع السعودي والياباني والجاليات اليابانية في السعودية وغيرهم من الجاليات صورة الشباب السعودي الطموح والمثقف والنشيط «