بدأ المجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، مساء أمس التصويت لاختيار مدير أو مديرة عامة للمنظمة خلفاً للمديرة الحالية إيرينا بوكوفا. وبعد انسحاب مرشحَي العراق وغواتيمالا، بقي أمس في السباق الذي يشهد تنافساً كبيراً 7 مرشحين، هم الوزيرة المصرية السابقة مشيرة خطاب واللبنانية فيرا خوري لاكوي والقطري وزير الثقافة السابق حمد الكواري والوزيرة الفرنسية السابقة أودري أزولي والصيني كيان تانغ والفيتنامي فام سان شو والأذربيجاني بولاد بلبلاوغلو. وحصل المرشح القطري حمد الكواري في دورة التصويت أمس على 19 صوتاً والفرنسية اودري ازولي على 13 ومرشحة مصر مشيرة خطاب على 11 صوتاً فيما نالت فيرا خوري 6 أصوات ومرشح الصين 5 وصوتان لكل من فيتنام واذربيجان. وسادت التكهنات والإشاعات أمس في أوساط الوفود في مقر يونيسكو، قبل بدء التصويت في المساء. وحضر وزير خارجية مصر سامح شكري لدعم انتخاب مرشحة بلاده، والتصدي لانتخاب المرشح القطري الذي أعلن على نشرة ترشيحه أنه آت ومعه الكثير في يديه، ما فهم أنها وعود بضخ الأموال في موازنة يونيسكو. كما حضر وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري لدعم مرشحة لبنان. ويضم المجلس التنفيذ لليونيسكو 58 دولة تشارك في الانتخاب، وأشارت المعلومات أمس إلى أن المنافسة مفتوحة، ولم يكن واضحاً من هو المرشح أو المرشحان الأوفر حظاً للتقدم إلى جولة الانتخاب النهائية. وقال أحد السفراء ل «الحياة» إن كلاً من المرشحين لديه فرص حسنة وأخرى في غير مصلحته. فالمرشحة المصرية مشيرة خطاب تحظى بتأييد بعض الدول الأفريقية والأوروبية مثل اليونان لكنها تواجه انقساماً عربياً، علماً أن المجموعة العربية في المجلس التنفيذي التي يرأسها السفير اللبناني خليل كرم تضم الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان. فيما تقول مصادر أخرى إن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نهاية هذا الشهر إلى باريس قد تتأثر إذا فشلت المرشحة المصرية، أما المرشح الصيني فيحظى بتأييد كبير من دول أفريقية وآسيوية وهو من داخل منظمة يونيسكو ويعمل فيها منذ عقد وبلغ سن التقاعد، إلا أن ذلك لا يدخل في الاعتبار عند اختيار المدير العام. ولكن دولاً عديدة لا تريد صينياً على رأس المنظمة نظراً إلى سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان. أما الفرنسية أودري أزولي، فهي وزيرة سابقة للثقافة ويدعمها الرئيس إيمانويل ماكرون، كما يدعمها المغرب باعتبارها ابنة إندريه أزولاي مستشار العاهل المغربي محمد السادس ووالده الراحل الحسن الثاني. لكنها مرشحة الدولة المضيفة لليونيسكو ويقضي التقليد في المنظمات الدولية، ألا يكون المدير العام من الدولة المضيفة. أما اللبنانية فيرا خوري لاكوي فتحظى كما يتردد في أوساط يونيسكو بدعم أميركا وبريطانيا، مع أن الدعم الأميركي يمكن أن يؤدي إلى خسارتها دعم دول أميركا اللاتينية، التي لديها عشر مقاعد في المجلس التنفيذي. ويرجّح السفير اللبناني الجديد في باريس رامي عدوان أن تفوز المرشحة اللبنانية فيرا خوري، «ليس فقط لكفاءتها بل لأن الجميع في النهاية سيؤيدون لبنان» أما السفير خليل كرم فيقول إنه «متفائل ولكن بحذر». وتعمل خوري في اليونيسكو منذ 20 عاماً. الرهان في أروقة اليونيسكو، أن تكون أزولي وخطاب والمرشح الصيني في الطليعة، لكن هذا لا يمنع أن للبنان وقطر حظوظاً، علماً أن وزير الخارجية المصري يتصدى بقوة لانتخاب القطري الذي لديه إمكانيات مالية هائلة بإمكانها أيضاً أن تلعب ضده من قبل دول تعتبر أنه لا يجوز أن يكون للمال القرار الأساسي في الانتخاب، ولو أن الكواري يحظى باحترام واسع. ويبقى القرار النهائي بانتظار الدورة الخامسة من التصويت التي ستجري يوم الجمعة المقبل.