لأعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن ثقة بقدرتها على «الصمود»، على رغم صعوبات تخلّلت خطاباً ألقته الأسبوع الماضي خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم، وتهديدات متزايدة لقيادتها. وقالت لصحيفة «صنداي تايمز» إنها لن تنأى عن التحدي، فيما تواجه تمرد نواب مستائين من قيادتها، علماً أن أعضاء بارزين في الحزب حضّوا آخرين على دعمها. وأضافت: «مشاعري يمكن أن تتأذى، مثل أي شخص آخر، ولكنني صلبة جداً». وأفادت أنباء بأن ماي تدرس تعديلاً على تشكيلة الحكومة في الأسابيع المقبلة، قد يؤدي الى إطاحة وزير الخارجية بوريس جونسون الذي يُعتبر منافساً محتملاً لها على زعامة الحزب وقيادة الحكومة، ويتهمه بعضهم بتقويض عمل رئيسة الوزراء. وأوردت «صنداي تايمز» أنها سألت ماي عن خططها بالنسبة الى جونسون، فأجابت: «ليس من أسلوبي أن أنأى عن تحدٍ، ولن أبدأ بذلك الآن. أنا رئيسة الوزراء، ويكمن جزء من عملي في التأكد من أن لدي دوماً أفضل الأعضاء في حكومتي، لتحقيق استفادة قصوى من ثروة المواهب المتاحة لي في الحزب». لكن الصحيفة أشارت الى أن ثلاثة وزراء ناقشوا ضرورة عزل ماي، ونقلت عن أحدهم قوله «إنها مسألة وقت. أشعر بأن الأمر سينتهي قبل عيد الميلاد». واضطُرت ماي الى وقف خطابها أمام المؤتمر الأربعاء الماضي، بعدما قاطعها محتج ملوحاً بوثيقة تُمنح للموظفين لدى انتهاء خدمتهم، قال إنه تسلّمها من جونسون لإرسالها الى رئيسة الوزراء. كما عانت من نوبة سعال، فيما سقطت أحرف من شعار الحزب. لكنها نفت معلومات أفادت بأنها بكت بعد الخطاب، قائلة: «يتهمني صحافيو الدقيقة الواحدة بأنني من جليد أو روبوت، ثم يدّعون أنني امرأة باكية في حاجة ماسة إلى ليلة نوم جيدة». وكانت ماي اعتبرت أنها تؤمّن «قيادة هادئة» لبريطانيا، بعدما أعلن غرانت شابس، وهو رئيس سابق لحزب المحافظين، أنه جمع تأييد 30 نائباً لعزلها، علماً أن تحدي زعامتها يتطلّب تأييد 48 نائباً. وحضّ شابس رئيسة الوزراء على أن «تدعو الى انتخابات على قيادة» الحزب، لافتاً الى أن «عدداً متزايداً من الناس يشعرون بأن الوقت حان لإحداث تغيير».