تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي معركة مصيرية اليوم (الإثنين). فقد ينتهي لقاء بينها ونواب حزب المحافظين إمّا بعزلها، أو حملها على الاستقالة، أو اتفاق على أن يخلفها رئيس وزراء آخر قبيل انتهاء الصيف. ويأتي ذلك في سياق مضاعفات المقامرة التي خسرتها بإعلان انتخابات عامة انتهت بقضم غالبية حزبها في مجلس العموم (البرلمان). وتحدث وزراء حاليون وسابقون علنا عن ضرورة إحداث تغيير، فيما أطلق عليها وزير الخزانة السابق جورج أوزبورني لقب «المرأة الميتة التي تمشي»! وعلى رغم أن وزير الخارجية بوريس جونسون نفى أن يكون أعد العدة لمنازلتها على زعامة الحزب، إلا أن عددا من النواب المحافظين ظلوا يحضونه على الإطاحة بها. وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن أمس إنه يرحب باحتمال إجراء انتخابات عامة أخرى. وكان العمال قد خرجوا بمكاسب جمة هزمت غالبية المحافظين. وتزايدت الضغوط على ماي، بعدما اتضح أن مفاوضاتها مع حزب الاتحاديين الديموقراطيين الأيرلندي لمشاركتها في ائتلاف حكومي لم تتوصل إلى نتيجة. وقال وزير الدفاع مايكل فالون، الذي يعد أحد المقربين الأوفياء لرئيسة الحكومة، أن على ماي أن تغير نهجها إذا أرادت البقاء في الحكم. وسعت ماي أمس إلى تعزيز وضعها بإعلان تعديل وزاري، شمل تغييرات لكنها قد لا تنجو بسهولة مما يعرف جلسات البرلمان البريطاني ب«ليلة السكاكين الطويلة» التي ُشهر للإطاحة برؤساء الحكومة. وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن، أمس أنه يرحب باحتمال إجراء انتخابات عامة أخرى. وكان العمال قد خرجوا بمكاسب جمة هزمت غالبية المحافظين. من جانب آخر، وللمرة الأولى في التاريخ البريطاني، تفوز مواطنة من أصول فلسطينية في انتخابات البرلمان، وهي ليلى موران التي حصلت على مقعد عن حزب الديموقراطيين الأحرار حليف حزب المحافظين في الحكومة السابقة التي كان يرأسها ديفيد كاميرون. وفازت موران بمقعد في مجلس العموم عن منطقة غرب مدينة أوكسفورد بعد أن تغلبت على منافسيها بمن فيهم مرشحا حزبي المحافظين والعمال. وهي واحدة من 15 نائبا مسلما في مجلس العموم بينهم ثماني نساء، إلا أن موران الوحيدة ذات الأصول العربية التي بحسب ما نشره موقع «العربية.نت» أمس (الأحد)، إذ إن باقي المسلمين الفائزين بعضوية البرلمان تعود أصولهم إلى دول آسيوية، بينها الهند وباكستان وكشمير. وبحسب النتائج فإن الفلسطينية موران تمكنت من انتزاع المقعد البرلماني من وزيرة الصحة السابقة ومنافستها الأشرس مرشحة حزب المحافظين الحاكم نيكولا بلاك وود، التي فازت في انتخابات 2010، وعادت وفازت للمرة الثانية في انتخابات 2015، وكانت التوقعات تشير إلى فوزها هذه المرة لولا أن موران أطاحت بها بفارق 816 صوتا. والنائبة موران واحدة من بين 12 عضوا فقط في مجلس العموم ينتمون إلى حزب الديموقراطيين الأحرار.