قصدت قصر المختارة (جبل لبنان) أمس، لمناسبة الذكرى ال34 لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط شخصيات وزارية ونيابية من «جبهة النضال الوطني» وكتل وتيارات وأحزاب سياسية، إضافة الى رفاق كمال جنبلاط في الحركة الوطنية السابقة، وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية ونقابية وقيادات أمنية وهيئات دينية. وتقدّم رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط مسيرة شعبية الى الضريح يحيط به نجله أصلان وابنته داليا، ووزراء ونواب وشخصيات ووفود شعبية. وبعدما تلا رجال الدين الفاتحة عن روح كمال جنبلاط، وضع النائب جنبلاط وردة حمراء على ضريح والده ووردتين على ضريحي رفيقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني، وتوالى وضع الورود من المشاركين. وألقى جنبلاط كلمة قال فيها: «16 آذار 1977 كان يوماً أسود على الجبل ولبنان، إذ سقط كمال جنبلاط ومعه رفيقاه والعشرات والمئات من الأبرياء، وفي أربعين كمال جنبلاط أكدنا الثوابت الوطنية والعربية والقومية، وتجاوزنا الجرح الشخصي من أجل هذه الثوابت». وأكد «أن لبنان لا يمكن أن يكون قوياً إلّا بوحدته وعيشه المشترك، وثباته في مقاومة اسرائيل، وبقيت المسيرة مستمرة منذ ذاك اليوم. والجرح الذي حصل في الجبل آنذاك التأم بزيارة البطريرك صفير عام 2001 وأبقينا على نهج المصالحة التاريخية مع البطريرك صفير، وأكدنا بعد ذلك في أوج التوتر في 7 أيار الانفتاح والحوار وكانت التسوية، حيث أنتجت الجهود التي بذلناها آنذاك وفاقاً، وحواراً، وسلماً، ووأدنا الفتنة. هذه كانت تعاليم كمال جنبلاط ونحن مستمرون عليها، ولذلك، أيّاً كانت التشنجات في البلد فلا بد من العودة الى الحوار وحماية المكتسبات والتضحيات والثوابت من اجل لبنان قوي عربي مواجه لإسرائيل». وأضاف جنبلاط: «أما قضية السلاح فلا تُعالج إلا بالحوار الهادئ كما فعلنا في هيئة الحوار ضمن ثابت وحيد وهو الاستراتيجية الدفاعية في مواجهة اسرائيل». وانتقل الى الحديث عما يجرى في العالم العربي، قائلاً: «بعضه هائل انما جيد جداً كثورة كبرى في مصر وفي تونس، أما غيرهما من البلاد فبحر من الدماء، ونتمنى ألّا تأخذ بعض الانتفاضات الشعبية المشروعة في مطالبها الاجتماعية والاقتصادية منحاً مذهبياً». وجدد تعزيته «لأهالي الأبرياء الذين سقطوا في 16 آذار 1977 ونتوجه الى المستقبل بكل ثبات وطمأنينة بأننا كلنا سنعمل لمنع لبنان من الوقوع في أي فتنة كانت». ومن زوار المختارة، عضو كتلة «المستقبل» النيابية بهية الحريري التي التقت جنبلاط، بالتزامن مع زيارة السفير الروسي ألكسندر زاسبكين وتوجهت الحريري وزاسبكين برفقة جنبلاط الى الضريح. ووضعت الحريري باقتين من الزهور والورود الحمر، فيما وضع زاسبكين إكليلاً من الزهر واكتفت الحريري بالقول ان الزيارة «للمشاركة في ذكرى الشهيد كمال جنبلاط»، وقال السفير الروسي: «زرنا الضريح كتقليد سنوي لتأكيد الوفاء للرجل الكبير كمال جنبلاط الذي كان مؤسساً للحزب التقدمي الاشتراكي وشخصية، ليس فقط على الصعيد اللبناني، بل ايضاً على المستويين الإقليمي والدولي، والذي استشهد في سبيل استقلال لبنان وسيادته».