شارك رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، في مهرجانين انتخابيين حاشدين أقيما أمس في دارة جنبلاط في المختارة، وبلدة كترمايا في أقليم الخروب بعد جولة قاما بها على بعض قراه، يرافقهما أعضاء لائحة قوى 14 آذار في الشوف التي ضمت: جنبلاط والنواب مروان حمادة ومحمد الحجار وعلاء الدين ترو وجورج عدوان وإيلي عون ونعمة طعمة، والمرشح دوري شمعون. وفي مهرجان المختارة الذي تقدمه مرشحو اللائحة وشخصيات اجتماعية وحزبية ودينية، ألقى جنبلاط كلمة قال فيها: «غريب حكم القدر الذي جمع بين الحقيقة والعدالة وفرّق بينهما في الوقت نفسه واللحظة، في يوم صاحب هذا الدار، في يوم كمال جنبلاط». وأضاف: «غريب حكم القدر الذي جمع بين سيرة رجلين لم يتعارفا ولم يتصادفا ولم يلتقيا، لكن كلاهما وعلى طريقته ومفهومه ناضل من أجل لبنان سيد عربي مستقل. وكلاهما وعلى طريقته ووفق مفهومه أراد عدالة اجتماعية وازدهاراً واستقراراً، وكلاهما وعلى طريقته ووفق مفهومه آمن بقضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين، وكلاهما وعلى طريقته شرّع للمقاومة وجودها فوق كل اعتبار بإيمانهما الراسخ بضرورة مواجهة اسرائيل العدو الأول والأوحد للعرب والمسلمين، وكلاهما آمن بحماية وتحرير الجنوب في ظل دولة قوية وقادرة. وكلاهما أنعم عليهما القدر بالاستشهاد في سبيل الواجب والقضية». وتابع جنبلاط: «في يوم الأول يوم كمال جنبلاط وعلى رغم أن الحقيقة كانت واضحة وضوح الشمس، إلا أن العدالة دفنت في كفن مجبول بدماء الأبرياء، فلا قيمة لعدل يفرّق ولا ينصف، لا قيمة لعدل يضيع في غياهب الجهل والظلم والحقد والانتقام. في يوم الأول يوم كمال جنبلاط، آثرت وآثرنا التسامح والنسيان أحياناً. فكم مرت على هذه الدار من عواصف وكم توالت عليها من أحداث ومن زلازل لكن صمدنا مؤمنين بحكم القدر والايمان». وزاد جنبلاط: «في يوم الثاني، يوم رفيق الحريري، وإن كانت الحقيقة ترتسم برفقة العدالة أو تأخذ مجراها لكنني أحذّر من الإشاعات والاخبار والتسريبات لصون العدالة من الجهل والظلم والحقد والانتقام، كأنما بعض اخبار الصحف ليسبق حكم المحكمة وليلتقي بشبكات التجسس لزرع الفتنة والضغينة والتفرقة بعيداً من العدل». وتابع: «إذا كنا سلمنا بحكم المحكمة اياً كان، لكن حذار من لعبة الامم، بعضها على الأقل، التي قد تريد تحريف العدالة أو استخدامها لغير ما آمنّا وآمنتم يا شيخ سعد، لغير ما أوصى به والدكم على طول حياته وحتى استشهاده في محبة الناس وصون السلم والوحدة الوطنية والسلام». وقال: «من بعيد وفوق المسافات الزمنية لاقاه الأول، كمال جنبلاط لاقى الشيخ رفيق الحريري، بإيمانهما بالسلم والسلام هنا لا أول ولا ثاني، هنا القدر والايمان وهنا العدل والقدر والايمان». وأعلن باسمه وباسم «هذه الدار والجبل والشوفين والاقليم والمصالحة التي رعاها البطريرك (الماروني نصرالله) صفير منذ اعوام لطي صفحة من ماض ساده الظلم والانتقام، وباسم بني معروف الذين جاهدوا قروناً لكن صمدوا قروناً في مسيرة العروبة والاسلام، باسم كل المعاني، من معاني المحبة والسلام، نرحب أكبر ترحيب وأوسع ترحيب بالشيخ سعد الدين رفيق الحريري، بابن الشهيد البار رفيق الحريري الذي احب هذه الدار ووقف معها ومع بني معروف ومع لبنان وكل لبنان في أحلك وأصعب الظروف، باسم مشايخ الحكمة ورهبان المحبة وعمائم السلام والاسلام، باسم كل الحاضرين ولائحة الشوف، اهلاً بك يا شيخ سعد، الكلمة لك والمنبر لك يا رفيق الدرب يا شيخ سعد رفيق الحريري». وخاطب الحريري جنبلاط قائلاً: «وليد بك، قبل سنوات جاء صديقك رفيق الحريري إلى هنا (المختارة) واستقبلته الاستقبال نفسه ومشيتما طريقاً وعرة من أجل الاستقلال والسيادة والحرية والعروبة، هذه الطريق كان على أحدكما أن يدفع ثمنها، ودفعه رفيق الحريري». وأضاف: «بعد استشهاد رفيق الحريري، وقف وليد بك وقفة عز وكرامة وشجاعة وعروبة مع صديقه رفيق الحريري المستشهد، ووضع دمه على كفه ومشي في مسيرة ثورة الأرز، ثورة العرب، ثورة العدالة، مشى معنا مع كل حلفائنا في 14 آذار، مشى في طريق فجرها استشهاد رفيق الحريري لكن وليد بك لم يخف الا من الله». وتابع الحريري: «هذا البيت الكريم الذي صاحبه كمال جنبلاط يلتقي مع رفيق الحريري، وهما ينظران إلينا يا وليد بك ويقولان لنا أكملا هذه الطريق معاً يا سعد ويا وليد». وأضاف: «مشوارنا طويل لكننا صامدون في ارضنا وثابتون بقضيتنا وعروبتنا ومتمسكون بفلسطين وبهذه الأرض والجبل والسهل، متمسكون بالعيش المشترك والسلم الاهلي، وبعلمنا اللبناني الذي يرتفع فوق كل الأعلام. متمسكون بثوابت 14 آذار». واختتم قائلاً لجنبلاط: «انا وانت يا بك معاً والسما زرقا». كترمايا وقال جنبلاط في مهرجان كترمايا: «عام 2000 قال لنا أحدهم، سجان آنذاك أطلق سراحه بالأمس، قال لنا لن تنجحوا. أتينا الى هنا، واستمدينا من إقليم العرب والوفاء والبطولة والرجولة، استمدينا قوة ونجحنا. عام 2000 كنا لا نزال في السجن العربي الكبير وعلى رغم ذلك انتصرنا وانطلقنا. عام 2005 قال لنا الجلادون لن تنتصروا واغتيل الصديق الرفيق ورفاق الرفيق، وظنوا أنهم باغتياله توقفت المسيرة، لكن الذي خلّف ما مات». وأضاف: «أتى السعد وأتت ثورة 14 آذار ومشينا وراء الشهيد تلو الشهيد، لكن لم تهتز ولن تهتز عزائمنا. عام 2009، مجدداً نأتي الى الإقليم لنقول كلمتين فقط: لن نسمح لهم ولن تسمحوا لهم بأن نعود الى السجن الكبير. لن نعود الى السجن الكبير». واختتم كلمته بالقول: «سننتصر معك يا شيخ سعد، سننتصر معكم يا رفاقي في 14 آذار. سننتصر ونستمر في دولة الحوار. سنستمر في لبنان أولاً والعروبة أولاً وفلسطين أولاً. سنستمر في حركة الإنماء، نعم على هذه التلة كنا معه في أول مشروع دشناه في مستشفى سبلين، وكم من مشروع دشن لاحقاً في الإقليم. سنستمر معك يا شيخ سعد مهما كانت الصعاب، كنا مع الرفيق سوياً وسنبقى معك سوياً». ثم تحدث الحريري، وقال: «انه يوم عزيز أن نشبك الأيدي والإرادات والعزائم مع الزعيم الصديق الشجاع وليد بيك جنبلاط الذي لن ننسى له أبداً أنه حمل على كتفيه وفي قلبه قضية صديقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد استشهاده لتتحول بفضل وفائه ووفائكم ووطنيته ووطنيتكم وإرادة جميع اللبنانيين واللبنانيات الى صرخة تعالت في 14 آذار عبر أرجاء العالم فحققت لنا جميعاً الاستقلال والسيادة والحرية والمحكمة الدولية التي ستحقق لنا قريباً الحقيقة والعدالة والحماية الدائمة للبنان ولنظامه الديموقراطي الحر». وتابع الحريري: «انه يوم مميز للديموقراطية، أن نلتقي قبل أسبوعين من الانتخابات النيابية لنقول معاً أننا نعتبر الديموقراطية ركناً من أركان لبنان وأننا نفتخر في بلدنا وفي هذا الجبل الشامخ بالذات بحرية الرأي والعبادة والمعتقد والتعبير وكل الحريات الفردية والعامة وأننا نعتبر العيش المشترك بين جميع العائلات الروحية التي تشكل رسالة لبنان وسره وروحه. أغلى أمانة تركها رفيق الحريري لنا». وخاطب الحريري «الذين يتهموننا بالأصولية والتطرف والطائفية والمذهبية»، وقال: «نحن قلعة الاعتدال المنيعة، ونحن الخط الأمامي لمواجهة أي تطرف ديني أو مذهبي أو حتى سياسي، بمجرد أن يفكر بالتطاول على الدولة. نحن في تيار المستقبل مشروعنا الدولة وهدفنا الاستقرار وعقيدتنا العيش المشترك لا بل الحياة الواحدة، حياة الفرح والعلم والأخلاق والإنتاج. ومن يطلق علينا التهم الباطلة، هو نفسه مع الأسف من يتحالف مع الأصولية والتطرف ويغذيهما، ويحلم بدفع الناس ليبرر السقوط الأخلاقي والسياسي والوطني الكبير في خطابه وممارساته». وأضاف الحريري: «إنها الحرب التي لم تتوقف على 14 آذار 2005، على هذا المشهد العظيم الرائع، مشهد اللبنانيين واللبنانيات من جميع الطوائف يقفون جنباً الى جنب، يرفعون العلم اللبناني وحده من دون سواه ينشدون النشيد الوطني ويطالبون بالحرية والاستقلال والسيادة والحقيقة والعدالة، هذا المشهد هو كابوسهم وأنا أطمئنهم، والسما زرقا كابوسهم مستمر. مشهد 14 آذار مستمر وحدة 14 آذار مستمرة حتى 7 حزيران وما بعد 7 حزيران. هذه الوحدة تتجسد في الشوف بلائحتكم، لائحتنا لائحة الشوف التي تجمعنا مع الحلفاء». وكان تحدث النواب نعمة طعمة وجورج عدوان ومحمد الحجار وعلاء الدين ترو وايلي عون ومروان حمادة، مؤكدين على ضرورة قيام الدولة والعدالة عبر المحكمة الدولية والانماء، مستذكرين مواقف الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووليد جنبلاط.