قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط يعملان من «أجل لبنان ومصلحته ونتجه إلى كل اللبنانيين كأبوينا»، بينما دعا جنبلاط إلى «إزالة المتاريس بين قوى 14 و8 آذار». كلام الحريري وجنبلاط جاء خلال لقائهما في المختارة التي أمتها وفود شعبية وسياسية في ذكرى ميلاد الراحل كمال جنبلاط. وكان جنبلاط تقدم مسيرة الى ضريح والده ترافقه زوجته السيدة نورا ونجله تيمور وزوجته ديانا، وكريمته داليا، وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والاجتماعية والروحية والحزبية النقابية والقضائية وطلاب جامعات ومدارس ووفود شعبية من مختلف المناطق كانت ترفع صوراً وأعلاماً ولافتات وتبث أناشيد وطنية. وبعدما وضع جنبلاط وأفراد العائلة والمشاركون وروداً على ضريح كمال جنبلاط ورفيقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني وتلوا الفاتحة، كرّم جنبلاط عدداً من وكلاء الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي السابقين وهم: هيثم الجردي، فاروق الأعور، عصام عبيد، جمال عمار، زاهي الغصيني، في حضور أمين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض. وألقى جنبلاط كلمة قال فيها: «في 11 كانون الأول (ديسمبر) عام 1977 في الذكرى الأولى لاغتيال كمال جنبلاط، أقيم مهرجان كبير آنذاك في المختارة، واقسمنا آنذاك القسم الحزبي الذي تلاه رحمة الله عليه الرفيق فؤاد سلمان بالتالي: «أقسم بشرفي ومعتقدي وبالمبادئ التي أؤمن بها أن أبقى وفياً لمبادئ الشهيد المعلم كمال جنبلاط ولحزب كمال جنبلاط، وأن أعمل بجميع الوسائل لنصرة تلك المبادئ في لبنان وعروبة لبنان ونصرة القضية الفلسطينية حتى يعود الشعب الفلسطيني الى أرضه، على كل هذا أقسم». وأضاف: «كان ذلك قبل 32 عاماً، واليوم سأقدم ميداليات تقدير لنخبة وللبعض من الذين مشوا على هذا القسم وهم كثر، منهم من استشهد على الجبهات ومنهم من ولَّى بموت طبيعي وبقي البعض. اليوم فقط عنوان المناسبة رمزيتها على أن نستكمل هذا في الأول من أيار (مايو) بمهرجان كبير كي نعطي كل ذي حق حقه في التكريم من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي»، موضحاً أنه اختار «اليوم بعض وكلاء الداخلية الذين استبدل بهم آخرون لتقديرهم لأنهم كانوا في صلب المواجهة السياسية والعسكرية في أقسى الظروف وكانوا من خيرة الذين وفوا بالقسم. هذا لا يعني انتقاصاً من كرامة وجهود وتضحيات الآخرين انما اليوم المناسبة رمزية على أمل استكمالها في شكل عريض في الأول من أيار حيث سنجمع عشرات الآلاف من المحازبين أو عائلاتهم من الذين مشوا في مسيرة الحزب الوطنية والعربية والاشتراكية التي أرساها كمال جنبلاط». وسلم جنبلاط بعد ذلك المكرمين ميداليات التقدير. منظمة الشباب التقدمي وقال جنبلاط أمام وفد من «منظمة الشباب التقدمي» في الجامعات والمناطق الذين زاروا الضريح: «قمنا بواجباتنا على أكمل وجه في مرحلة ثورة الأرز وكنا في طليعة الذين نزلوا الى الاعتصامات وشاركوا فيها وكنا رأس الحربة، انما لكل مرحلة سياسية خواتيمها. سابقاً سطرنا بنضالنا وصمودنا السلمي صفحات كبيرة ومجيدة ونجحنا في الانتخابات في الجامعات انما اليوم لا بد من إعادة النظر بالاصطفاف السياسي». وأضاف: «في 2 آب (أغسطس) في مؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي، أخذنا القرار بالوقوف في المكان الوسطي وأعلم أن ليس كل المواقف تعجب الجميع وبأنه مكلف بالسياسة أو غير ذلك وهذا ما أريده بالنسبة الى المنظمة أن تكون وسطية». وتابع جنبلاط: «نحترم تحالفاتنا والأهداف الكبرى حققناها، فنظام الوصاية خرج من لبنان والاستقلال أنجزناه وننعم بالحريات، أما الأمور الأساسية بعد اتفاق الدوحة فهي الى طاولة الحوار، وسلاح المقاومة نحن في حاجة إليه، الى أن تنضج الظروف باستيعاب السلاح في الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية فإننا نحتاج إليه دفاعاً عن لبنان في أي مواجهة أو اعتداء إسرائيلي». وتطرق جنبلاط إلى مرحلة 7 أيار، موضحاً أن «ثمة ملابسات وإصراراً ولست اليوم بصدد الكشف عنها، حيث المسؤوليات موزعة ومشتركة، لكن استطعنا بحكمة العقلاء ومساعدة الشيخ سعد الحريري و «حزب الله» والعقلاء في الجبل تجاوز ذاك التاريخ الأمر الذي أوصلنا الى حكومة الوفاق الوطني. وعندما نقول حكومة الوفاق الوطني لا بد من إزالة المتاريس بين 14 و8 (آذار)، أما الأمور التي تهم المواطن في البناء والاقتصاد والكهرباء الخ..». وتابع جنبلاط مخاطباً الطلاب: «أحيي شجاعتكم وحماستكم إنما اليوم من الأفضل الاهتمام بالجامعات الأساسية بالعلم الجدي الذي هو مفتاح النجاح للمستقبل، وكذلك مفتاح الحضارة والتقدم في شتى المجالات، لذلك من غير الممكن البقاء ضمن اصطفاف معين. الماضي مضى وسطرنا صفحات مجيدة لكن المستقبل مختلف. أهلاً وسهلاً بكم وإن شاء الله نجدد من خلالكم ومن خلال العناصر الجديدة في الحزب الفكر الإنساني والعربي والتقدمي للحزب التقدمي الاشتراكي بعد مرور فترة من الترهل والتراجع». وظهراً زار الحريري يرافقه النائب السابق باسم السبع، ومدير مكتبه نادر الحريري، ومستشاره الإعلامي هاني حمود، المختارة حيث كان في استقباله على المدخل الرئيسي جنبلاط ونجله تيمور. ووضع الحريري إكليلاً على ضريح كمال جنبلاط وقرأ الفاتحة ثم توجه مع جنبلاط الى القصر وعقدا لقاء تخلله غداء، في حضور تيمور والوزير وائل أبو فاعور والنائب أنطوان سعد، والدكتور سعود المولى، والعميد سمير قهوجي، وعضو مجلس قيادة الحزب التقدمي جوزف القزي. وقال الحريري بعد اللقاء: «جئت لزيارة وليد بك كي أتذكر رجلاً كبيراً هو كمال جنبلاط شهيد لبنان، كما نتذكر وليد بك ونقف الى جانبه ونقول له دائماً سنكون معك والسما زرقا». ولم يشأ الحريري التحدث في السياسة، قائلاً: «إنه يوم كمال جنبلاط، يوم وليد جنبلاط، جئت لزيارة وليد بك والوقوف الى جانبه». وعن شهادتي كمال جنبلاط والرئيس رفيق الحريري، قال: «كمال جنبلاط كان من الرجالات الكبار في لبنان، رجل له تاريخ تذكره كل المحافل الوطنية، رجل أعطى لبنان الكثير وأحب لبنان كثيراً، وإن شاء الله إننا، وليد بك وأنا، سائران على خطى أبوينا من أجل لبنان ومصلحته ومستقبله وأجياله وأطفاله، ونتجه الى كل اللبنانيين كما كان أبوانا متجهين». وكان جنبلاط استقبل وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان «تاسك فورس فور لبانون» برئاسة طوم ناصيف.