كشف المشرف على كرسي السمنة في جامعة الملك سعود الدكتور عائض القحطاني، أن المملكة تأتي في المرتبة الثالثة بعد أميركا والكويت من حيث عدد المصابين بالسمنة، مبيّناً أن هناك 20 ألف حالة وفاة سنوياً تحدث من السمنة ومضاعفاتها، بما يعادل 55 وفاة كل يوم وحالتي وفاة كل ساعة مشيراً إلى أن كلفة علاج السمنة والأمراض المصاحبة لها تصل إلى 19 بليون ريال في العام الواحد، لافتاً إلى وجود أكثر من 47 مرضاً يلازم السمنة كالسرطان وهشاشة العظام وتصلب الشرايين. وقال القحطاني في مؤتمر صحافي في الرياض أول من أمس: «الإحصاءات المتعلّقة بالسمنة تؤكدها منظمات عالمية، والسمنة في المملكة تقدّمت وباتت المرض الأول فيها، حتى قبل التدخين وحوادث المرور.. وفي العام الماضي توفي سبعة آلاف من حوادث المرور التي تجد حملات توعوية ببلايين الريالات، ولا شك أن مثل تلك الحملات ضرورية، إلا أنه في مقابل الحوادث المرورية هناك 20 ألف حالة وفاة من السمنة وأمراضها، ونظراً إلى هذه الخطورة الواضحة بلغة الأرقام، نأمل بمشروع وطني استراتيجي سعودي لمكافحة السمنة، فلا بد من الاعتراف التام بأننا أمام وباء خطير يقتل الملايين من الناس على مستوى العالم، ففي أميركا هناك واحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من السمنة، وتنفق أميركا 150 بليون دولار سنوياً على السمنة وأمراضها المصاحبة»، مضيفاً أن هذه الحملة تشكّل هذه الحملة مسؤولية اجتماعية، وعلى الجميع التكاتف لإيصال رسالتها، المتمثّلة في عبارة «اخسر وزنك لتربح صحتك». من جانبه، أوضح رئيس مختبر النشاط البدني في جامعة الملك سعود البروفيسور هزاع الهزاع، أن مشكلة السمنة في المملكة والخليج تتمثّل في تغيّر نمط الحياة فيها خلال الأعوام الثلاثين الماضية، مشيراً إلى أن الدراسات أوضحت أن نسبة السمنة ارتفعت منذ 30 عاماً حتى العام الحالي يما يصل إلى 4 أضعاف. وأضاف: «أقمنا دراسة على عينة من مدن الرياضوجدة والخبر، ووجدنا أن نسبة السمنة مرتفعة لديها، ومستوى النشاط البدني منخفض لدى البنات ومن منخفض إلى متوسط لدى البنين، واتضح أن هناك ممارسات لعادات غذائية غير صحيّة، مثل تكثيف شرب الغازيات، إذ ان 80 في المئة يشربونها 3 مرات في الأسبوع، إضافة إلى أن نسبة كبيرة منهم لا يحصلون القدر الكافي من النوم». في المقابل، وصف استشاري الأطفال ورئيس قسم الغدد في مستشفى قوى الأمن العقيد الدكتور عبدالله الفارس، السمنة ب «الموت البطيء»، مبيّناً أنها وصلت في المملكة إلى مرحلة الوباء، مطالباً بضرورة الالتفات إلى ذلك حتى لا يزداد الأمر خطورة. وقال ل «الحياة»: «بجانب وجود أكثر من 47 مرضاً مصاحباً للسمنة، فإنها أيضاً تتسبّب في الشعور بالكآبة وقلّة الإنجاب لدى النساء، لا سيما أن السمنة لدى الإناث تشكّل مؤشراً قوياً وخطيراً، لذا علينا الالتفات تكثيف الجهد حولها، من البيت من حيث تعويد الأبناء وتشجيعهم على الجوانب الصحية ودفعهم لممارسة الرياضة، والمدارس من حيث زيادة حصص الرياضة للبنين، وإيجادها لدى البنات، فأهمية الرياضة كأهمية بعض المواد الدراسية الأخرى، ولا أجد من المحرّم إيجادها في مدارس البنات، فالمحرّم هنا هو تركهم للأمراض، كذلك لا بد من تكثيف تواجد شار للمشاة في كل حي، وعمل وزارة الصحة على مراقبة المطاعم، والإسهام في إيجاد آلية تتحكم في افتتاح مطاعم الوجبات السريعة، فنحن قد وصلنا إلى خط أحمر وعلينا أن نبدأ الوقاية من الآن قبل فوات الأوان، وليس من المناسب أن نضع الحلول بعد وقوع الكارثة».