استضافت وزارة الزراعة الخبير الماليزي نيان تاو، لدراسة إمكانية تطبيق تقنية البيوفلوك في مزارع أسماك المياه العذبة ومزارع الروبيان في المياه البحرية بالمملكة، لما لهذه التقنية من مُميزات إستراتيجية في المُحافظة على نظافة البيئة وحماية المشاريع من التعرض للإصابة بالأمراض الوبائية، وترشيد استخدام المياه، في إطار مشروع تطوير تقنيات وإنتاجية الاستزراع السمكي البحري. وألقى الخبير الماليزي نيان تاو محاضرة حول «استخدام تقنية البيوفلوك في تربية الأحياء المائية»، بحضور وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة السمكية المهندس جابر بن محمد الشهري، ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للاستزراع السمكي أحمد البلاع، ومنسق برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الدكتور عبدالله وهبي، عرّف خلالها بالتقنية الحديثة وآلية عملها، وطرق الاستفادة منها، مشدداً على فعاليتها في تأمين بيئة تربية خالية من الأمراض، ذلك لارتباطها الوثيق مع الأمن الحيوي. وأشار تاو إلى أن التجارب التي أُجريت في عدد من بلدان العالم، ومن بينها فيتنام وماليزيا وبعض من دول أميركا الجنوبية، أظهرت نتائج مميزة للتقنية فيما يرتبط بتخفيض نسبة الأمراض، إذ وصلت إلى صفر في المائة. وأضاف الخبير الماليزي أن الأمن الحيوي وتقنية البيوفلوك، وجهان لعملة واحدة، إذ يبدأ الأمن الحيوي لمزارع الأحياء المائية من تصميمها وإنشائها، وتطوير مخططات المساحات المائية للروبيان. واكتسبت هذه التقنية أخيراً اهتماماً كبيراً كوسيلة مُستدامة للسيطرة على جودة مواصفات مياه الاستزراع، وإنتاج غذاء طبيعي (البروتين الميكروبي) في مياه الاستزراع كقيمة مُضافة، إذ تُستخدم البكتيريا كأساس لعمل الكائنات الحية الدقيقة في هذه التقنية. وقد ركز الخبير عرضه على محورين أساسيين، وضح فيهما أهمية تقنية البيوفلوك في تربية الأحياء المائية في دعم الأمن الحيوي، وتعزيز مناعة الأحياء المائية، وتوفير البروتين الميكروبي، وذلك من خلال إكثار الأحياء الدقيقة المُستخدمة في هذه التقنية، وتوفيرها لتغذية الأحياء المائية، لما تتمتع به من مواصفات جودة غذائية، حيث تبلغ نسبة البروتين الخام لتلك الكائنات (على أساس الوزن الجاف) 49 في المائة، والكربوهيدرات 36,4 في المائة، والدهن الخام 1,13 في المائة، كما تحتوي على نسب من الفوسفور (1,29 في المائة)، والكالسيوم (1,28 في المائة)، والصوديوم (1,27 في المائة)، والبوتاسيوم (0,75 في المائة) والماغنيسيوم (0,41 في المائة)، وكذلك تحتوي كائنات هذه التقنية على بعض العناصر المعدنية مثل الزنك (181 ملليغرام/ كيلوغرام)، والنحاس (92,5 ملليغرام/ كيلوغرام)، والمنغنيز (35 ملليغرام/ كيلو غرام). من جانبه، أكد خبير مشروع تطوير تقنيات وإنتاجية الاستزراع السمكي البحري فرانسيسكو كارديا، أن المحاضرة غطت المبادئ الأساسية لتقنية البيوفلوك، والمستخدمة في مختلف أنواع المزارع السمكية عالمياً، مؤكداً أهمية التقنية في تربية الروبيان والبلطي. وأوضح أن هذه التقنية تستطيع تطوير وتحسين الأمن الحيوي، وتقليل استخدام مصادر المياه العذبة، كما تقلل من مخاطر الأمراض التي تصيب الروبيان. وأضاف كارديا أن ورشة موسعة حول البيوفلوك ستُقام في مركز أبحاث الثروة السمكية في جدة، خلال الفترة الممتدة ما بين 25- 26 الشهر الجاري، وتستهدف المزارعين والباحثين، والمستثمرين، وسيقوم الخبير الماليزي بإعطاء شروحات موسعة عن آليات تطبيق التقنية بشكل تقني أكثر احترافية.