تعد مشاريع الاستزراع السمكي من أنجح المشروعات الاقتصادية الاستثمارية ومن أكثرها تطوراً مقارنة بالمجالات التنموية الأخرى. فقد شهدت المملكة خلال العقد الأخير انطلاقة قوية في مجال الاستزراع السمكي خاصة في مجال استزراع الروبيان، وكما تشير الإحصائيات السمكية الصادرة عن ادارة المزارع السمكية؛ فقد تدرج انتاج البلطي المستزرع في عام 1987م من 130 طنا الى ان وصل الى 2934 طنا عام 2005م، والمملكة في طريقها الى تحقيق مرحلة الاكتفاء الذاتي في حال ما تم تشغيل كافة المزارع السمكية المرخصة حالياً بطاقاتها المثلى المستهدفة فإنه يمكن الوصول الى انتاجية عالية تصل بالاكتفاء الذاتي الى حوالي 80%. في حين قفز الإنتاج في مشاريع استزراع الروبيان من 180 طنا عام 1992م الى 11259 طنا عام 2005م، ويتوقع ان يصل انتاج الروبيان الى أكثر من 100000 طن/ سنة من المزراع القائمة والتي تحت الإنشاء عند تحقيق الطاقة الإنتاجية المستهدفة، وبذلك تكون المملكة في طريقها الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من انتاج الروبيان وصولاً الى تصديره الى الأسواق الأجنبية. وفق الخبير محمد بن جابر السهلي الخبير في ذلك المجال والذي يشغل منصب نائب المدير العام لشركة الروبيان الوطنية. يبلغ مجموع اعداد مزارع الأسماك والروبيان المرخصة حوالي 232 مشروعاً حسب احصائيات ادارة المزارع السمكية (وتشير الإحصائيات الأخرى الى تزايد أعداد هذه المزارع). وقد بلغ مجموع الإنتاج الكلي من مزارع الأسماك والروبيان 14375 طنا. اكتسبت صناعة الروبيان خلال العقود الماضية أهمية كبيرة على مستوى العالم وأظهرت تقدماً ملموساً، كما أسهمت في زيادة الإنتاج بشكل جيد. ويعزى تزايد الاهتمام باستزارع الروبيان عالمياً لما يلعبه من دور اقتصادي هام يتمثل في دعم استراتيجية الأمن الغذائي، وتوفير مصدر بروتين عالي القيمة، بالإضافة الى تزايد الطلب عليه في الأسواق العالمية، وسعره التسويقي الجيد. ونظراً للزيادة الملحوظة في الطلب العالمي على الروبيان فإن النقص في المعروض منه لن يكون بالإمكان سده عن طريق زيادة الإنتاج من المزارع المائية لأن صيد الأسماك والروبيان من المياه الساحلية قد انخفض كثيراً وبلغ حده الأقصى من العطاء المحتمل بحيث لا يمكن زيادة حجم الصيد عن هذا الحد، بل من المحتمل ان تتناقص الكمية المتحصل عليها من الصيد البحري بسبب الصيد الجائر الذي لا يتيح فرصة كافية للأسماك او الروبيان للتكاثر والمحافظة على أعدادها او زيادتها. ويضيف السهلي: ولقد دأبت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة الزراعة في توجهاتها الإنمائية العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي غذائياً، وذلك عن طريق التنويع في المصادر، فخصصت الوزارة وكالتها لشؤون الثروة السمكية لخدمة قطاع الأسماك عامة ومشاريع تربية الأحياء المائية خاصة عن طريق ادارتها المتخصصة، ومنحت كافة التسهيلات الفنية والمالية التي من شأنها دعم النهوض بهذه الصناعة والمشاريع الأخرى المساندة. وقد أدت هذه الأسباب الى دفع العديد من المستثمرين في المملكة الى الاستثمار في مجال استزراع الروبيان، فحظى الاستثمار في مجال استزراعه بأهمية كبيرة من لدن المستثمرين نظراً لتوفر مقومات نجاح تربيته، كما ان التقنية التي تثبت جدواها تجارياً متوفرة بالفعل، وقد تم تحويلها وتهيئتها لتتناسب وظروف منطقة جازان وساحل البحر الأحمر على وجه العموم. وقد تزايد انتاج الروبيان عن طريق الاستزراع بصورة سريعة؛ من طن واحد عام 1987 الى 11259 طن عام 2005م، الأمر الذي يمثل طفرة انتاجية وإضافة اقتصادية جديدة لتوجهات قطاع الاستزراع السمكي المستقبلي. الشركات الرئيسية والرائدة في مجال استزراع الروبيان بالمملكة: 1 - مجموعة مشاريع الشركة الوطنية للروبيان: تأتي مجموعة مشاريع شركة الوطنية للروبيان لاستزراع الروبيان في مقدمة الشركات الرائدة في هذا المجال، حيث بلغ أعداد مشاريعها الاستزراعية للروبيان 25 مزرعة، بإنتاج مستهدف قدره 28454 طنا/ سنة. يبنما بلغ انتاجهم الفعلي 9159 طنا/ سنة حسب احصائيات عام 2005م. وتقع تلك المشاريع جنوب مدينة الليث بمنطقة مكةالمكرمة. وتتراوح مساحة المشروع الواحد 3750 - 4000 دونم. 2 - الشركة السعودية للأسماك: من الشركات الرائدة في هذا المجال، وقد بلغ انتاج الشركة من مشروعها على ساحل البحر الأحمر بمنطقة جازان حسب آخر الإحصائيات لعام 2005م 1600 طن/ سنة من الروبيان الأبيض، اما انتاجها المستهدف فيبلغ 1734 طنا/ سنة. 3 - مشروعا شركة جازان للتنمية الزراعية (جازادكو): يقع المشروعان بمنطقة جازان، وتبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمشروعين حوالي 5280 طنا/ سنة، بينما انتاجهما الحالي من الروبيان حوالي 500 طن/ سنة حسب آخر الإحصائيات لعام 2005م. كما توجد أيضاً بعض المشاريع العملاقة الواعدة والتي على وشك البدء في الإنتاج كمجموعة العذل (10 مشاريع بطاقة انتاجية مستهدفة 40000 طن/ سنة)، ومجموعة مشاريع الراشد (6 مشاريع وطاقة انتاجية مستهدفة 6000 طن/ سنة) وشركة الروبيان العربي (على 6 مراحل بطاقة انتاجية مستهدفة للمرحلتين الأولى والثانية تقدر بحوالي 6653 طنا/ سنة). أما مقومات نجاح استزراع الروبيان في المملكة وفق الأستاذ محمد السهلي. 1 - الدعم الكبير الذي توليه الدولة لهذه الصناعة وتسهيل دور القطاع الخاص للإسهام في نهضة الثروة السمكية على أسس اقتصادية. 2 - توافر الإمكانات والمقومات الأساسية لهذه الصناعة من مناخ مناسب ومصادر مياه وأسواق. 3 - جهود وكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية متمثلة في إدارة المزارع السمكية في المجالات الآتية: - ٭ توطين ونقل تقنيات استزراع الروبيان وإتاحة نتائج أبحاث مراكز الثروة السمكية للمستثمرين. ٭ دعم طلبات المستثمرين في الكشف على مواقع المشاريع المطلوبة والتأكد من صلاحيتها فنياً لهذا النشاط. ٭ تقييم دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية والبيئية للمشاريع. ٭ إصدار التراخيص اللازمة للمشاريع وفق طاقة انتاجية مدروسة، وتأييد طلبات التمويل لها من البنك الزراعي العربي السعودي. ٭ المتابعة الدورية قبل وبعد تشغيل هذه المشاريع من قبل الإخصائيين في هذا المجال لتقديم الخدمات الاستشارية والإرشادية والفنية المجانية لمراحل الإنتاج التداول. ٭ عقد الندوات والمؤتمرات واللقاءات العلمية والإرشادية الهادفة لدعم هذه الصناعة. ٭ إصدار العديد من النشرات والمقالات والكتيبات الإرشادية في هذا المجال. ٭ التعاون الفني المثمر مع العديد من الهيئات الدولية مثل الفاو والجايكا وجي تي زد.