رأى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن بلاده أثبتت قدرتها على صيانة مكتسبات السلام، ومقاومة أي متغيرات تسعى إلى تقويضه، ونبه إلى أن المعركة التي تخوضها مصر في مواجهة الإرهاب الغاشم «أشد ضراوة من الحرب النظامية». وكان السيسي ترأس أمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل هيئته، ووجه كلمة إلى المصريين لمناسبة ذكرى انتصار تشرين الأول (أكتوبر) التي تحل غداً (الجمعة)، متوسطاً كبار قادة الجيش، شدد فيها على أن «السلام هو الهدف الأسمى لمصر»، كما تعهد مضي بلاده في طريق مواجهة الإرهاب بالتزامن مع تحقيق التنمية. وقال السيسي: «إن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصار عسكري في معركة لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حرباً وسلاماً وتنمية، فلم تكن أبداً الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو الهدف الأسمى». ولفت إلى أن «حرب أكتوبر لم تكن سوى حرب من أجل السلام والتنمية بعد استرداد الحق المسلوب، وأن مصر على مدار أكثر من أربعين عاماً أثبتت دولة وشعباً قدرتها على صيانة مكتسبات السلام ومقاومة أي متغيرات طارئة تسعى للنيل منها لتقويض أهداف التنمية والاستقرار»، مشدداً على «إننا عازمون على استلهام روح نصر أكتوبر وعبقريته لتحقيق المزيد من الانتصارات، سواء في مواجهة أعداء الحياة والإنسانية، أو من أجل تحقيق الازدهار والتنمية». ونوّه السيسي بما يقدمه الشعب المصري «من تضحيات في معركتنا ضد الإرهاب الأسود الغاشم، وكذلك من أجل إعادة بناء بلدنا»، ونبه إلى أن «المعركة التي نخوضها اليوم لا تقل شراستها وضراوتها عما واجهه الآباء والأجداد على مدار تاريخ أمتنا العظيم، وهذه المعركة تلزمنا أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد حول الوطن». من جانبه، أوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية أن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة السيسي، استعرض «آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية الداخلية، في ظل اعتبارات الوضع الإقليمي المتأزم (...) والحال الأمنية في المنطقة»، كما ناقش الاجتماع الإجراءات التي تتخذها قوات الجيش على صعيد تأمين الحدود وإحكام السيطرة عليها، والتدابير التي تتم من أجل القضاء على الإرهاب في شمال سيناء وترسيخ الأمن والاستقرار بهذه المنطقة. وأشاد السيسي، بحسب الناطق، بجهود رجال الجيش في التصدي للإرهاب وتدعيم الأمن والاستقرار، مطالباً بمواصلة التحلي بأقصى درجات التأهب والاستعداد القتالي بالنظر إلى دقة الأوضاع الإقليمية. في موازاة ذلك، وصل إلى القاهرة صباح أمس كبير مستشاري رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط الفريق توم بيكيت، على رأس وفد في زيارة يبحث خلالها مع المسؤولين المصريين «تعزيز التعاون العسكري»، وفقاً للسفارة البريطانية في القاهرة التي أوضحت في بيان أن الوفد سيلتقي مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية اللواء محمد عبدالفتاح الكشكي، ورئيس هيئة التدريب اللواء ناصر إبراهيم عاصي، من أجل تعزيز خطط توسيع نطاق التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة قضايا مكافحة الإرهاب. وكان الرئيس المصري أجرى اتصالاً هاتفياً، مساء أول من أمس مع نظيره الغيني ألفا كوندي الذي يرأس الاتحاد الأفريقي، بحث خلاله سبل تعزيز مكانة القارة الإفريقية في المحافل الدولية. وأكد السيسي حرص بلاده على تعزيز التعاون مع غينيا، وتطلعها لتكثيف التنسيق في المرحلة المقبلة إزاء مختلف القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك»، وبدوره أكد الرئيس الغيني «حرص بلاده على تعزيز العلاقات المتميزة مع مصر في مختلف المجالات، واهتمامها بتفعيل التعاون القائم بين البلدين، وزيادة التنسيق والتشاور إزاء الموضوعات الإقليمية المختلفة بما يدعم مسيرة العمل الأفريقي المشترك».