أكد الرئيس السوداني عمر البشير، في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، في إطار ترؤسهما أعمال اللجنة المصرية السودانية المشتركة بالقاهرة، أن أمن السعودية خط أحمر لا يمكن المساس به، موجها الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على نجاح تنظيم موسم الحج بشكل مميز. وقال البشير إنه "سيتم إطلاق حوار وطني في السودان بمشاركة جميع الأطياف والقوى السياسية في العاشر من أكتوبر الجاري في جو من الحرية والاستقرار". ودعا البشير إلى تكثيف الجهود لحل الأزمة الليبية ودعم جهود الحكومة المعترف بها دوليا، مشددا على أهمية تعاون كل دول الجوار لحل الأزمة في ليبيا. تعاون مشترك من جهته، أكد السيسي في كلمته أنه لا غنى عن التعاون المشترك الصادق بين مختلف المؤسسات بمصر والسودان، من أجل مكافحة قوى التطرف والإرهاب في المنطقة، مضيفا أن "الفترة القادمة ستشهد تعاونا بين البلدين لمكافحة الإرهاب، سواء خلال الوسائل الأمنية أو معالجة جذور الأفكار السامة بالفكر وتعزيز التنمية، إضافة إلى استمرار التعاون بين البلدين والتنسيق من أجل دعم جهود السلام لتسوية النزاعات في المنطقة العربية والإفريقية، بما يسهم في إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي". إلى ذلك، أكد خبراء في الشأن الإفريقي أن اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة الذي وقّعه السيسي والبشير، خلال ترؤسهما أعمال اللجنة المصرية السودانية المشتركة في القاهرة، يعكس وجود نية صادقة بين البلدين لحل أي نقاط خلافية بينهما، فضلا عن تنسيق المواقف فيما يتعلق بملفات سد النهضة والأزمة الليبية والصراع في جنوب السودان. تطور العلاقات قالت الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن "اللقاء وما تبعه من توقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي بين القاهرةوالخرطوم، يؤكد وجود نية خالصة لدى البلدين لتطوير العلاقات الثنائية بينهما خلال الفترة القادمة، وذلك من شأنه أن يساعد في وضع رؤى محددة للتعامل مع الصراعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدا فيما يتعلق بالملف الليبي، فضلا عن الدعم المصري للسودان في إطار مساعي الخرطوم لحل الصراعات في جنوب السودان، وهو أمر مهم بالنسبة لمصر، والتي يعد أمن السودان جزءا من الأمن القومي".