دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى «حلف عربي في مواجهة قوى الإرهاب»، مشدداً على «ضرورة إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة»، فيما توالت الإدانات العربية والدولية للهجمات التي شهدتها أول من أمس مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، وأسفرت عن مقتل 17 من الجيش بينهم أربعة ضباط. وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برقية عزاء إلى الرئيس السيسي. قال فيها: «علمنا ببالغ الألم والحزن نبأ الهجمات الإرهابية التي استهدفت سلسلة نقاط تفتيش بسيناء في بلدكم الشقيق وما نتج عنها من ضحايا وإصابات، بينها عدد من أبناء القوات المسلحة. وإننا إذ نستنكر هذه الأعمال الإجرامية النكراء التي هي من أعظم الجرائم في الإسلام لكونها جرائم ظلم وعدوان آثم وإفساد في الأرض وهتك لحرمات الأنفس المعصومة وتعدٍّ على الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين، نؤكد وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب بلدكم الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف أمن مصر واستقرارها، ونبعث لكم ولأسر الضحايا وللشعب المصري الشقيق باسمنا وباسم شعب وحكومة المملكة أحر التعازي وصادق المواساة سائلين المولى القدير أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل ويحفظ مصر الشقيقة وشعبها العزيز من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب». كما بعث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف ببرقية عزاء ومواساة مماثلة إلى السيسي قال فيها: «تلقيت بألم بالغ نبأ الهجمات الإرهابية الإجرامية التي استهدفت سلسلة نقاط تفتيش في بلدكم الشقيق وما خلفته من ضحايا ومصابين، وإنني إذ أعبر لفخامتكم عن استنكاري الشديد لهذه الأعمال الغادرة التي ليست من الإسلام في شيء أقدم أحر التعازي والمواساة لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعبكم الشقيق، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع مغفرته، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويجنب جمهورية مصر العربية العزيزة كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب». وكان السيسي تلقى سلسلة من الاتصالات الهاتفية مساء أول من أمس من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وقدموا تعازيهم في ضحايا الهجمات. ووفقاً لبيان رئاسي، فإن أمير الكويت «أعرب خلال الاتصال عن استنكار بلاده وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية الآثمة التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، مؤكداً تضامن الكويت الكامل مع مصر». وبالمثل، أكد رئيس الوزراء العراقي «تضامن العراق مع مصر في مواجهة الإرهاب، معتبراً أن تلك الأعمال الإرهابية تعد جريمة بحق جميع المسلمين، ومنوهاً باستعداد بلاده للتعاون مع مصر في مختلف المجالات من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه». أما ولي عهد أبو ظبي فأشار إلى «وقوف بلاده بقوة إلى جانب مصر ومساندتها لجهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب، معرباً عن أمله بنجاح الجهود المصرية لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري، واستكمال عملية التنمية الشاملة المنشودة». وشدد السيسي خلال الاتصالات الثلاثة على أن «مثل هذه الهجمات الغاشمة لن تثني الدولة عن عزمها على مكافحة الإرهاب وتطهير سيناء من تلك البؤر الإرهابية»، مؤكداً «أهمية التكاتف وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهة التطرف والإرهاب والقضاء عليهما، واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وكذلك من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي وتحقيق السلام والاستقرار للإنسانية». ودان البيت الأبيض في شدة الهجوم الإرهابي ضد قوات الجيش. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايس أن «الولاياتالمتحدة تعرب عن تعازيها لأسر الشهداء وللحكومة وشعب مصر، وتتمنى الشفاء السريع للجرحى». وأضاف في بيان أن «الولاياتالمتحدة تقف بحزم مع مصر ضد الهجمات الإرهابية التي تصيب الدولة وتؤكد الشراكة واستمرارها في مساعدة مصر لمواجهة هذه التهديدات ضد أمنها». وأعربت ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني عن تعازيها لمصر. وقالت في بيان أن «العنف والقتل وسائل يستخدمها الإرهابيون لمحاولة تقويض المجتمعات سواء في أوروبا أو أفريقيا أو الشرق الأوسط... وسنبقى موحدين في مواجهة هذا التهديد المشترك مع كل من يحترم قيمة الحياة». وأشارت إلى أن «الاتحاد الأوروبي حازم وثابت في دعمه لشعب مصر وحكومتها في معركتهما ضد الإرهاب ويجب تقديم من قام بهذا الهجوم ورعاه إلى العدالة». كما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجمات، مؤكداً أن «الأممالمتحدة تقف بكل قوة إلى جانب الشعب المصري في حربه ضد الإرهاب». وأعرب عن «تعازيه لأسر الضحايا وللحكومة المصرية».