ما شعور الإماراتي عندما يجد الجالية الألمانية القادمة من مختلف مدن الإمارات موجودة خلف منتخبه في مباراة ودية أمام منتخب الإمارات، فيما تفضل جماهير الإمارات قاطبة متابعة هذه المباراة «التاريخية» خلف شاشات التلفزيون؟ بالتأكيد شعور مؤلم جداً لكل إماراتي، بل هو أكثر إيلاماً من السباعية الألمانية التي مني بها مرمى «الأبيض». بكل صراحة لا توجد نصف ذريعة تتعلق بها جماهير «الأبيض» حتى لا تحضر تلك المناسبة التي لا تتكرر دائماً، صحيح أنها ودية ولا علاقة لها بالاستحقاقات المقبلة ل«الأبيض الإماراتي»، إلا أن حضور المباراة يتعدى دور التشجيع، ويصل إلى دور الدعم الوطني، فليس من المعقول أن نجد «الأبيض» وحيداً في مواجهة الألمان وجمهوره الغفير قبل أسبوع من نهاية الدوري، الذي شهد حضور 14 ألف متفرج لمباراة الأهلي والشباب وحدها! هذه الحالة جعلتني استحضر بعض المواقف، التي شهدها الموسم الإماراتي الماضي، فعلى ما يبدو أن الجمهور الاماراتي يقوم بحملة واسعة «غير رسمية» لمقاطعة مباريات «الابيض»، امتدت لبعض مباريات ممثلي الامارات في دوري أبطال آسيا، تلك المناظر المتكررة، تقودنا الى ان الجمهور الاماراتي يفتقد «ثقافة التشجيع»! نعم وللاسف أقول ان الجمهور الاماراتي يفتقد هذه الثقافة، فعلى رغم درجة الوعي التي وصلت اليها أغلب جماهير الإمارات، الا انهم لا يستوعبون دورهم في المساهمة في تطوير الكرة الاماراتية، وان وجودهم حاجة لا غنى عنها في الملاعب، لذلك ينظر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الى الجمهور على انه الهدف من ممارسة لعبة كرة القدم، بل ويهدف دائماً الى زيادة شعبية اللعبة في العالم. صحيح أن «الابيض الاماراتي» افتقد كثيراً لشخصيته القوية، وفقد الحلم المونديالي ولقبه الخليجي، بيد ان تعديل النتائج ورفع سقف الطموحات يأتيان بمساعدة العامل الاول وهو الجمهور، حتى ان عامل الارض لا أهمية له من دون الجمهور. كنت معارضاً لقرار الاتحاد الآسيوي، عندما اوضح لرابطة المحترفين الاماراتية، انه يجب ان يصل عدد الحضور في مباريات الدوري الاماراتي الى 2000 متفرج، للالتزام بالمعيار الاحترافي المطلوب. كانت قناعتي بأن الالفي متفرج تمثل رقماً متدنياً للطموح الإماراتي، الذي يملك كل العوامل لمواكبة الاحتراف، لكن ما يحدث للكرة الاماراتية، يجعلني أتراجع عن قناعتي وأرضى بال2000، والحمد لله والشكر. بين القوسين للاسف لا نعرف الفرق بين (المشجع) و(المتفرج)، ولانها واضحة للقارئ، فانني راض عن ال2000 (متفرج). في المقالة السابقة كتبت عن معاناة العراقيين في عدم استضافة العراق لمباريات منتخبها وفرقها. ترى ما المعاناة التي تمنع الاماراتي من حضور مباريات منتخبه وفرقه؟ المروّجون لشعار «الجمهور لا يأتي الا بالنتائج» لم يذهبوا يوماً للملاعب، ليدركوا أن العكس صحيح. [email protected]