وصف رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع ذكرى 14 آذار بأنها كانت «تظاهرة وطنية كبيرة، ستكون محطةً أساسية في حياة لبنان السياسية وحتى العقود المقبلة»، مشيراً الى أنها «أقرب ما يكون لما شهدناه في 14 آذار العام 2005». ودعا الرئيسَ اللبناني ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، الى «تشكيل حكومة تكنوقراط من أجل الاهتمام بشؤون الناس، طالما ان هناك خلافاً على المواضيع الاستراتيجية»، ومطالباً بأن «يأخذا بعين الاعتبار مشهد الأمس الداعم للمحكمة الدولية والرافض للسلاح خارج الشرعية». وتوجّه جعجع بعد لقائه امس نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائب فريد حبيب، بالشكر الى المشاركين في احتفال أول من أمس، واعداً اياهم ب «أننا على العهد باقون، وسنناضل من أجل تحقيق المبادئ التي نزلوا من أجلها». وأكّد ان «أهمية ما حدث بالأمس لا يمكن تجاهله، إذ إن أكثر من نصف الشعب اللبناني كان موجوداً للتعبير عن موقفه من المحكمة الدولية ورفضه للسلاح خارج الشرعية»، منتظراً ان «يَسمع من يجب ان يَسمع صوتَ الناس، ومن ضمنهم رئيس الجمهورية، الذي نعرف انه من المستمعين الى نداء المواطنين، ورئيس الحكومة المكلّف، وبالتالي ان ينعكس هذا الأمر بدايةً على تشكيل الحكومة العتيدة، اذا تشكلت، على رغم أننا لسنا مشاركين». ودعا الى أن «يلحظ اي بيان وزاري للحكومة المقبلة رأيَ نصف الشعب اللبناني عبر تأكيد الالتزام بالمحكمة الدولية ومسألة السلاح غير الشرعي». ونوّه جعجع بالمشاركة المسيحية في التظاهرة «على رغم غياب بعض الاطراف التي شاركت في العام 2005». وأكّد انه «في ظل تواجد مراكز قرار استراتيجية خارج الدولة جراء وجود سلاح خارج قرار الدولة، فلا حلحلة للوضع ولا صيغة معينة لتشكيل الحكومة»، مشيراً الى انه «في حال كان لدى أحد خطة للخروج من الأزمة فليطرحها، فنحن لدينا خطة كبيرة لتحسين الاوضاع والذهاب بها الى مكان آخر، فلا أمل في ذلك الا اذا ما عاد القرار الى يد الدولة». واستغرب رداً على سؤال ما نُقل عن لسان ميقاتي بأن خطابات أول من أمس تثير الفتنة، معتبراً أن «هذا الكلام غير دقيق، باعتبار ان الرئيس ميقاتي هو اجمالاً متحفظ وهادئ في تصاريحه، وفي كل الأحوال لا أشاركه الرأي، لأن الكلام الذي قيل بالأمس هو كلام صريح». الى ذلك، استقبل جعجع ممثل الأمين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، الذي رحب ب «حصول التظاهرة في ظل أجواء هادئة وسلمية من دون تسجيل أي حوادث تُذكر، وكل ذلك يعود الى جهود القوى الأمنية والجيش اللبناني ومنظمي هذه التظاهرة». ورأى وليامز «ان هذا الأمر يشكّل انعكاساً جيداً للديموقراطية النامية التي تُزهر في الشرق الأوسط، وتحديداً في لبنان»، مشيراً الى أن «الحوار يبقى الوسيلة الفضلى لحل كل المشاكل مهما بلغت حساسيتها في ظل التباين في وجهات النظر». وأضاف: «نقلت لجعجع توقعات الاممالمتحدة بضرورة ان تلتقي اي حكومة، بغض النظر عن تشكيلتها، مع تطلعات كل الشعب اللبناني من دون استثناء ووجوب الاستمرار باحترام التزامات لبنان الدولية».