اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «إعلان قوى 14 آذار عدم مشاركتها في حكومة (الرئيس المكلف) نجيب ميقاتي «نتيجة لتجربة صعبة وشاقة منذ عام 2005 الى الآن، إذ يتبيّن أن هناك عنصراً في الحياة السياسية اللبنانية، إذا لم تتم معالجته، فعبثاً يحاول البناؤون، وهو الطريقة التي يتموضع فيها حزب الله، فمن جهة، القرار الاستراتيجي خارج يد الدولة اللبنانية، ومن جهة أخرى وجود السلاح الخارج عن الشرعية والذي أصبح أمراً واقعاً ويمكن أن يُستعمل في أي لحظة لتعطيل اللعبة الديموقراطية أو حرفها عن مسارها الطبيعي، وفي ظل وجود هذا العامل، ماذا استطعنا أن نفعل؟ لا شيء، لأنه لا يمكنك أن تملك الشرعية القانونية بينما السلطة الفعلية في مكان آخر». وأكّد جعجع «ان ما يقوله العماد ميشال عون عن تعديل دستوري لإعطاء حصة لرئيس الجمهورية في الحكومة هرطقة دستورية، إذ أن الرئيس هو من سيوقع على مرسوم تشكيل الحكومة وله صلاحية دستورية بالتدخل في تشكيلها، وإلا على ماذا يوقع؟». وأوضح جعجع في مقابلة مع تلفزيون «France 24» وإذاعة «مونتي كارلو الدولية» أن الاعتراض على تشكيل ميقاتي حكومة اللون الواحد يأتي انطلاقاً من أنه مع الأمر الواقع القائم لن نصل الى أي نتيجة أياً كانت الحكومة التي ستشكل، فالمسألة ليست قضية حصص أو حقائب». وعن نعي طاولة الحوار، أجاب: «أساساً الفريق الآخر هو الذي نعاها، أما العودة إليها فستكون مشروطة بأننا لا نستطيع متابعة العمل في ظل وجود سلاح الحزب كما هو، إذ لا بد من وضع آليات عملية لكيفية إيجاد الحلول له». وشدّد على أن «مقاومة إسرائيل مهمة ومن مسؤولية الدولة ككلّ من دون مزايدة». ولفت إلى انه «وبخلاف الانطباع الذي يحاول حزب الله تسويقه فإن لدى الجيش اللبناني قوى أفضل وأكثر عدداً وعُدةً وتدريباً من القوى التي يملكها حزب الله». واعتبر «أن أي سلاح مقاومة يجب أن يحظى بإجماع أو بتفاهم لبناني عريض، وهو ما ليس متوافراً». وعمّا إذا كان عدم المشاركة في الحكومة سيشكّل دعماً وقوة «لصديقكم اللدود» العماد عون، قال: «هو أولاً صديقي، ولكن ليس اللدود، صوته عالٍ في الإعلام ولكنه ليس اللاعب الفعلي ، ومواجهتنا ليست معه بل مع الدويلة الموجودة داخل الدولة اللبنانية ومع النفوذ الذي تحاول سورية استعادته داخل لبنان».