قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان «الجميع يعلم موقفنا من الطريقة التي حصلت فيها تسمية الرئيس نجيب ميقاتي - ولو أننا جميعنا كقوى 14 آذار نكنّ مودةً للرئيس ميقاتي كشخص – فكلنا نعرف ان تسميته حصلت من خلال استخدام القوة، ولو بشكل غير معلن، وعبر تحرّك قوى خارجية ليست ببعيدة من لبنان بقيت مستنفرة في آخر 48 ساعة لتأمين 66 صوتاً لتسمية ميقاتي اضافةً الى صوت الأخير وصوت النائب أحمد كرامي»، لافتاً الى ان «عملية التسمية لم تكن ديموقراطية بالمعنى الفعلي للكلمة». وأضاف جعجع الذي زار ميقاتي ليل أول من أمس، في دردشة مع الاعلاميين في معراب أمس: «على رغم معرفتنا بذلك فضلّنا نظراً لدقة الأوضاع ان نريح ضميرنا ونقوم بالاتصالات اللازمة مع الرئيس ميقاتي»، مشيراً الى ان «هذه الاتصالات التي أقوم بها والرئيس أمين الجميّل متفقٌ عليها بالاطار القيادي لقوى 14 آذار، لأن إعلام الفريق الآخر يُحاول مراراً تصوير الأمور بخلاف ما هي عليه، فلا الكتائب ولا القوات ولا تيار المستقبل ولا الأحرار ولا المستقلين ولا الكتلة الوطنية سيُشارك اي منهم بطريقة منفردة، وفي حال سيكون هناك من مشاركة ستكون كل قوى 14 آذار ممثلة فيها»، محذراً الفريق الآخر من عدم لعب هذه اللعبة باعتبار أنها «ولادية». ووصف أجواء لقائه مع ميقاتي ب «المباشر والصريح، بحيث أعربتُ له عن موقفنا منه كشخص، لأنقل اليه ان تخوفنا الفعلي والحقيقي هو من الأكثرية التي سمّتهُ رئيساً باعتبار ان لا أحد يُعطي من دون مقابل، قد يكونون اشترطوا عليه أو لا، وهذا ما لم ألمسهُ من حديثي معه، ولكن هذا هو الواقع الموضوعي». وكاشف جعجع ميقاتي، وفق قوله، بأن «الأكثرية الجديدة بالنسبة الى قوى 14 آذار هي سورية وحزب الله وهي تعني بالنسبة الينا عهد الوصاية. وأنا شخصياً عادت بي الأحداث الى ما حصل ما بين عامي 1990 و2005 ولكل الممارسات التي كانت تحصل آنذاك، فأغلب الظن ان الأكثرية الجديدة ستتصرف تبعاً للأسلوب القديم في ما خص الحريات العامة وأكبر دليل الضغوط التي شهدناها قبل تسمية الرئيس ميقاتي، ولدينا تخوّف على الاستقلال الفعلي والقرار اللبناني في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والاستراتيجية الدفاعية من أن يعودا الى ما كانتاه في تلك الفترة، فضلاً عن عودة الممارسات ذاتها من تعرّض الطلاب للضغوط وحرمانهم الخروج من حرم الجامعات، ومن عودة استشراء الفساد وليس كما يدعي البعض في سبيل الدعاية السياسية المضادة لا أكثر، فكلنا نعرف نسب الفساد بين 1990 و2005، بالإضافة الى تخوفين أساسيين هما: المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي». وقال ان ميقاتي «حاول طمأنتي بحيث أطلعني على ان سياسته وهدفه الأساسي هما محاولة ايجاد اجماع بين كل اللبنانيين حول الأمور الخلافية ولا سيما موضوعي المحكمة والسلاح، وبدوري اوضحت له ان من غير الوارد البحث في هذين الموضوعين بعدما نالا في السابق اجماعاً وطنياً على طاولة الحوار الوطني لأن نقدهما يحتاج الى حوار وإجماع من جديد. كما أكّدت ضرورة البت في مسألة السلاح غير الشرعي لوضع تصور وتوقيت واضحين حوله باعتبار انه شئنا أم أبينا وبعد التجارب التي مررنا بها علينا أن نتصارح ونعترف بأن هذا السلاح ولو كان داخل المخازن يُلقي بثقله على الحياة السياسية اللبنانية ويُشوّهها». وكشف ان اللقاء الذي جمعه وميقاتي «لم يتضمن أي عرض فعلي من قبل الأخير في موضوع الحكومة»، مشيراً الى ان «المشكلة ليست مع شخص الرئيس ميقاتي فلو وصل الى التكليف بأكثرية ميقاتية لما سألناه عن أي أمر وتركناه يُشكلّها كما يريد، ولكن الاكثرية الجديدة لا علاقة لها بالرئيس ميقاتي بل بنظام الوصاية الماضي». وأعلن ان «فريق 14 آذار هو بانتظار قرار الرئيس ميقاتي في هذا السياق لبلورة تصور واضح حول الأمور المبدئية، فنحن لسنا من جماعة نظريات المؤامرة، ونحن جاهزون لبحث اي أفكار جديدة لاتخاذ الموقف المطلوب على ضوئها». وأكّد جعجع ان «قوى 14 آذار لن تشارك في الحكومة العتيدة في حال لم يُستجب لمخاوفها وسنلاحق سير عملها كي لا يعود الوضع في لبنان كما كان عليه»، لافتاً الى ان «14 آذار مدعومة من الناس على عكس حكومتهم المدعومة من السلاح». واذ أكّد «صعوبة المواجهة الحالية لعدم خسارة بلدنا»، شدد جعجع على ان «المشكلة ليست مسألة حقائب أو حصص لأن ما يهمنا هو الى أين تتجه البلاد». وعمّا اذا ستكون مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة بمثابة انقلاب على الحريري، اعتبر جعجع انه «في ظل هذه المفاصل التاريخية والمحورية علينا التحقق من أي عرض ولو كنا متأكدين من مضمونه، فقد حاولنا جس النبض في ما لو كان الرئيس المكلّف يملك امكان التحرُّك بهامش أكبر من الحرية لأن القضية ليست مجرد خيار صغير بل في توجهين مختلفين تماماً». وشدد جعجع على ضرورة «عدم انتظار مواقف من الحكومات الخارجية باعتبار أنها غير معنيّة بشؤوننا الداخلية بل هي تسير مع الموجود في الحكم سواء الرئيس ميقاتي أم الرئيس الحريري». وأضاف: «لن نفكر في المشاركة كلّ حزب على حدة بل كقوى 14 آذار مجتمعة، والى الآن لم يتبلور عرض واضح أو طرح جدّي»، مستشهداً ب «تصريحات الرئيس بشار الأسد وصولاً الى الشيخ نعيم قاسم بأنهم يريدون تشكيل حكومة وحدة لبنانية، فما تبيّن لنا وراء الكواليس انه أمر غير صحيح بل جلّ ما يريدونه هو سحب فريق من قوى 14 آذار ليتحججوا به ويجاهروا بأن حكومتهم هي حكومة وحدة وطنية». وأشار الى «ان كل الامور قابلة للبحث حول مشاركة فريق 14 آذار وفي حال لم يُشارك تيار المستقبل سيلتزم حزبا القوات والكتائب عدم المشاركة». الى ذلك، أعلن سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبيكين، بعد لقائه جعجع في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات جوزف نعمة، ان «اللقاء يأتي في سياق الاتصالات التي يُجريها مع القوى السياسية اللبنانية الأساسية»، مجدداً تأكيد دعم بلاده للمحكمة الدولية ولقرارات الاممالمتحدة «سواء تعاونت أم لم تتعاون الحكومة المقبلة معها».