في تحرك ديبلوماسي روسي من شأنه قطع الطريق أمام عملية عسكرية تركية مرتقبة ضد مدينة عفرين (شمال غربي سورية) ذات الغالبية الكردية والخاضعة ل «وحدات حماية الشعب الكردية»، كشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، أن روسيا تبحث مع تركياوإيران في إقامة منطقة «خفض توتر» في عفرين. وكانت «وحدات الحماية» أعلنت في آذار (مارس) الماضي عن اتفاق مع القيادة الروسية يقضي بإنشاء قاعدة روسية في عفرين، وانتشرت الشرطة العسكرية الروسية في المدينة مطلع أيلول (سبتمبر) الجاري. في موازاة ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح بتأسيس ما سماه «دويلة إرهابية» شمال سورية، في إشارة إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها «وحدات الحماية»، واصفاً تلك الطموحات ب «أحلام جوفاء» تمس الأمن القومي التركي. وحملت موسكو السياسات الأميركية «ذات الوجهين» في سورية مسؤولية مقتل جنرال روسي في دير الزور. ونشطت موسكو اتصالاتها للبحث في التطورات السورية عشية زيارة مرتقبة الخميس، للرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا للبحث في الملفين السوري والعراقي إضافة إلى التطورات الكردية في شمال سورية وإقليم كردستان. وأجرى بوتين أمس، اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان. وأعلن الكرملين أن المحادثات مع روحاني اشتملت على «نقاش مفصل لعدد من الملفات»، لكنها ركزت على تطورات الوضع في سورية على خلفية نتائج الجولة الأخيرة من آستانة، التي أسفرت عن اتفاق لإنشاء أربع مناطق ل «خفض التوتر». وشغل ملف إقامة مناطق «خفض توتر» جديدة حيزاً أساسياً خلال محادثات بوتين مع أردوغان. واتفق الرئيسان -وفق بيان الكرملين- على «مواصلة النقاش التفصيلي للوضع في سورية خلال اللقاء المرتقب للرئيسين»، واعتبرا أن نظام خفض التوتر «يمهد الطريق لوقف الحرب الأهلية». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن بن علي يلدريم، أن «الأطراف الثلاثة تقوم بخطوات مشتركة». وقال يلدريم إن أردوغان سيتوجه مع قائد الجيش التركي إلى إيران قريباً، وزاد: «لن ندخل حرباً شاملة بل سنتخذ تدابير أمنية على حدودنا». واستكملت تركيا حشوداً عسكرية على الحدود مع سورية ونشرت آليات وجنوداً وسط تهديدات بعملية عسكرية وشيكة في عفرين التي تنتشر حولها نقاط مراقبة للشرطة العسكرية الروسية. ميدانياً، حملت موسكو السياسات الأميركية «ذات الوجهين» في سورية مسؤولية مقتل جنرال روسي في دير الزور. وكشفت وسائل إعلام روسية تفاصيل مقتل الجنرال فاليري أوسابوف. ونقلت صحيفة «إزفيستيا» عن مصدر عسكري قوله إن الجنرال، وهو أرفع شخصية عسكرية روسية تقتل في سورية، كان عائداً من جولة ميدانية قرب دير الزور عندما تعرضت سيارته لقصف مدفعي أدى إلى «تمزيق جثته»، كما قتل ضابطان بارزان كانا برفقته في الهجوم. وأفادت إذاعة «موسكو تتحدث» الروسية نقلاً عن مصدر في سورية، بأن «خيانة تسببت في وقوع الهجوم». ونقلت وسائل إعلام روسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية، قوله: «مقتل القائد الروسي هو الثمن الدامي للسياسة الأميركية ذات الوجهين في سورية». وشكك ريابكوف في نوايا واشنطن تجاه قتال «داعش» في سورية، وزاد: «الجانب الأميركي يعلن أنه مهتم بالقضاء على داعش... لكن بعض أفعاله تظهر العكس، وإن بعض الأهداف السياسية... أكثر أهمية لواشنطن». وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن مهمة أوسابوف كانت تقديم المشورة العسكرية إلى القوات السورية.