في تحذير هو الأشد من نوعه، هددت روسيا كلاً من الولاياتالمتحدة الأميركية و «قوات سورية الديموقراطية» من أنهما سيكونان في نطاق نيرانها إذا ما تعرضت القوات الروسية أو النظامية السورية إلى القصف في دير الزور، موضحة أن هذا الأمر حدث مرتين بالفعل. ووسعت القوات النظامية، مدعومة بالقصف الجوي الروسي، نطاق سيطرتها على الضفة الشرقية لنهر الفرات بعد القضاء على آخر تجمعات «داعش» في قرية مراط بدير الزور. في موازاة ذلك، اجتازت آليات عسكرية تركية أمس معبر «جلوة غوزو» التركي إلى المنطقة العازلة المقابلة لمعبر «باب الهوى» بإدلب على الحدود السورية- التركية. و «جلوة غوزو» بوابة تركيا إلى محافظة إدلب. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل للبحث في تطورات إدلب وسط توقعات بعملية عسكرية تركية وشيكة في المحافظة ضد «هيئة تحرير الشام»، وفي مدينة عفرين، على الحدود الشمالية، ضد «وحدات حماية الشعب الكردية». ويستعد أكراد سورية اليوم لإجراء أول انتخابات في نظامهم الفيديرالي. وأفادت وزارة الدفاع الروسية أمس، بأن «سورية الديموقراطية» تمركزت في مواقع على ضفة الفرات الشرقية ومعها قوات أميركية خاصة وأطلقت مرتين نيران المدفعية والقذائف الصاروخية على القوات السورية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الروسية الخاصة. وقال الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف في بيان، «القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر عناصر قوات سورية الديموقراطية والقوات الخاصة الأميركية». وكشف أن عسكريين من القوات الخاصة الروسية يتواجدون مع القوات النظامية في المناطق التي تعرضت لإطلاق النار. وزاد: «أبلغنا ممثلاً للقيادة العسكرية الأميركية في العديد (مركز العمليات الأميركية في قطر) بعبارات لا تقبل اللبس... ستتعرض المواقع التي ينطلق منها إطلاق النار في هذه المناطق على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة». وتساءل كوناشينكوف مجدداً عن طبيعة العلاقة بين «سورية الديموقراطية» و «داعش». وقال إن الطائرات الروسية من دون طيار لم ترصد أي اشتباكات بين الطرفين عندما اقترب عناصر «سورية الديموقراطية» من دير الزور. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن جنرالات من روسيا وأميركا اجتمعوا وجهاً لوجه هذا الأسبوع في مسعى لتجنب حوادث الاشتباك بينهما. وقال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم «التحالف الدولي»: «عقدوا مناقشة وجهاً لوجه... عرضوا الخرائط والرسوم التوضيحية». وأضاف في إفادة للصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هذا كان أول اجتماع من نوعه على ما يبدو. وقال مسؤول عسكري أميركي آخر إن جنرالات أميركيين وروساً شاركوا في الاجتماع. من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تحرير دير الزور ستنتهي الأسبوع المقبل، موضحة أن القوات النظامية باتت تسيطر على 85 في المئة من دير الزور. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن كوناشينكوف قوله إن «القوات النظامية نفذت خلال الأيام الماضية هجمات موسعة لتدمير آخر موطئ قدم لداعش قرب مدينة دير الزور». إلى ذلك، يصوت أكراد سورية اليوم لإجراء أول انتخابات في نظامهم الفيديرالي في شمال البلاد. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات على ثلاث مراحل، تبدأ باختيار لجان محلية في 22 أيلول (سبتمبر) وتنتهي في كانون الثاني (يناير) عام 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لغرب كردستان (روج أفا). وقال صالح مسلم، الرئيس المشترك ل «حزب الاتحاد الديموقراطي» إن «الانتخابات هي الخطوة الأولى لترسيخ النظام الفيديرالي والديموقراطية الفيديرالية». وزاد: «هناك نظام جديد يتأسس في روج أفا... نحن جزء من سورية ومطلبنا الفيديرالية». وأصدر المجلس الوطني الكردي بياناً أعلن فيه مقاطعته الانتخابات، معتبراً إياها «غير ديموقراطية، ولا تمثل الأطراف الكردية في المنطقة»، فضلاً عن اعتراضه على توقيتها، القريب من استفتاء إقليم كردستان العراق. ورفضت دمشق إعلان الفيديرالية الكردية. ووصف نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الانتخابات ب «المزحة»، لافتاً إلى أن «النظام لن يسمح بتهديد وحدة الأراضي السورية»، وفق تعبيره.