هددت تركيا باستمرار عملياتها العسكرية في ريف حلب الشمالي «حتى مقتل آخر إرهابي». وجاء هذا التهديد فيما استمرت أمس، المواجهات العنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» من ناحية، وقوات تركية وفصائل «الجيش السوري الحر» المنضوية في إطار عملية «درع الفرات» من ناحية أخرى. وأدت وساطة روسية، بطلب من تركيا، إلى قيام «سورية الديموقراطية» بتسليم جثامين 9 عناصر ممن قتلوا في الاشتباكات إلى «الهلال الأحمر» الكردي. ومن بين القتلى جنود أتراك ومقاتلون في «الجيش الحر»، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». في موازاة ذلك، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة بوصول حوالى 400 عنصر من القوات الروسية إلى ريف درعا الشمالي، سيكونون بمثابة «قوات فصل» بين القوات النظامية وفصائل المعارضة الناشطة في محافظات الجنوب، درعا والسويداء والقنيطرة، التي طبقت فيها هدنة برعاية أميركية - روسية. وسربت موسكو معلومات عن احتمال التوصل إلى إعلان هدنة ثانية تشمل ريفي دمشق وحمص. وأشارت مصادر إلى مشاورات روسية – أميركية جارية في هذا الشأن. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن واشنطنوموسكو «قد تعلنان هدنة ثانية في سورية، في منتصف آب (أغسطس) المقبل، لتشمل ريف حمص والغوطة الشرقية». وتوقع المصدر أن يتم الإعلان عن الهدنة قبل الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة المقررة في أواخر الشهر المقبل. وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، محادثات مع نظيره الأميركي توماس شينكون تناولت «كل ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية»، وبينها تطورات الموقف في سورية. وقال ريابكوف في اختتام جولة المحادثات إن الطرفين الروسي والأميركي «قد يعقدان لقاءً قريباً لبحث هذا الموضوع». من جانب آخر، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأردني أيمن الصفدي. وبحثا الإجراءات التي تتخذها روسيا والأردن ودول أخرى ل «خفض التوتر» في سورية. وأفاد «المرصد السوري» نقلاً عن مصادر متقاطعة بوصول حوالى 400 عنصر من القوات الروسية إلى ريف درعا الشمالي، بينما دخلت «هدنة الجنوب» يومها التاسع. وتحدثت المصادر عن تمركز القوات الروسية في ريف درعا الشمالي، بقرية الموثبين ومحيطها، تمهيداً لتوزيعهم ليكونوا بمثابة «قوات فصل» بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وفصائل المعارضة الناشطة في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة. ميدانياً، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن بلاده «ستواصل حربها ضد الإرهاب حتى مقتل آخر إرهابي». وأوضح يلدريم في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم أمس، «سنواصل التصدي للإرهاب ليس فقط في الداخل ولكن في الخارج أيضاً، وفقاً لحقوقنا بموجب القانون الدولي». وتعرضت أماكن في منطقة برصايا الواقعة في ريف عفرين، بريف حلب الشمالي الغربي، لقصف من القوات التركية. كما قصفت القوات التركية مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية» في الريف الشمالي لحلب، بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال. ووفقاً ل «المرصد السوري» فإن عدد قتلى المواجهات خلال ال48 ساعة الماضية بلغ 15 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى. في موازاة ذلك، شنت المقاتلات الحربية الروسية غارات جوية مركزة على منطقة محروثة في البادية السورية. كما طاول القصف الجوي الروسي منطقتي خبرة فكة، وخبرة مطوطة. وتزامنت الغارات مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في البادية. وأعلن فصيل «جيش أسود الشرقية» المنضوي في «الجيش الحر» أنه قتل أكثر من 40 عنصراً من القوات النظامية، إثر استهداف مواقعهم في البادية براجمات الصواريخ.