عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية الياباني تارو كونو، ناقش فيه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى الملفات الإقليمية والدولية. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن الوزير الياباني قدم خلال الاجتماع، الذي حضره وزير الخارجية سامح شكري، تعازي بلاده في ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع أول من أمس في مدينة العريش (شمال سيناء)، وندد بهذا «العمل الإجرامي»، ومشدداً على وقوف اليابان إلى جانب مصر في جهودها للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره. من جانبه، نوّه السيسي بقوة «العلاقات التاريخية التي تجمع بين القاهرة وطوكيو»، معرباً عن تطلع مصر إلى تطوير التعاون بين البلدين في المجالات كافة. كما أكد كونو «العلاقات الوثيقة بين البلدين وحرص اليابان على تعزيز الشراكة مع مصر في المجالات المختلفة»، مشيداً بالتعاون القائم بينهما في مجال تطوير التعليم. وأشار الناطق باسم الرئاسة المصرية إلى أن «السيسي وجه الشكر لوزير الخارجية الياباني على الدعم الذي تقدمه بلاده لمصر في عدد من المجالات، خصوصاً مشروع إنشاء المتحف المصري الكبير الذي سيبرز الحضارة المصرية القديمة وتأثيرها في الحضارة الإنسانية، وسيُعد من أكبر متاحف الآثار على مستوى العالم». وأضاف أن الرئيس المصري «أكد حرصه على الارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين خصوصاً في المجالين الاقتصادي والتجاري، وعرض إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تطبقها الحكومة، وما تنفذه من مشروعات وطنية كبرى وإجراءات مختلفة لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار وتوفير العديد من الفرص الاستثمارية، وأشار إلى التطلع لقيام الشركات اليابانية بزيادة حجم استثماراتها في مصر»، وهو ما رد عليه الوزير الياباني بالتأكيد على «اهتمام الشركات اليابانية بتكثيف نشاطها في مصر في عدد من المجالات»، مشيراً إلى ما تمثله مصر من سوق واعدة وما توفره من فرص متنوعة للمستثمرين اليابانيين. وأضاف السفير علاء يوسف أن «اللقاء شهد استعراضاً لعدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة الوضع في الشرق الأوسط، وأزمة كوريا الشمالية، فضلاً عن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب». كما تطرق اللقاء أيضاً إلى «سبل تعزيز التنسيق والتشاور القائم بين البلدين في المحافل والمنظمات الدولية إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك». على صعيد آخر، يبدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم زيارة إلى العاصمة البريطانية، للمشاركة في اجتماع يضم وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات، مخصص للبحث في تطورات الأزمة الليبية. وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أنه من المقرر أن يعرض مبعوث الأممالمتحدة لليبيا غسان سلامة أمام الاجتماع رؤيته لمستجدات الأوضاع في ليبيا. وأضاف أبو زيد أن الهدف من الاجتماع يتمثل في التعرف إلى رؤية سلامة في شأن حل النزاع، والاطلاع على نتائج مشاوراته مع الأطراف الليبية المختلفة، واتصالاته الإقليمية والدولية، إضافة إلى تنسيق الجهود والتحركات التي تقوم بها الأطراف الإقليمية والدولية بهدف إنهاء حالة الانقسام وتعزيز التوافق والمصالحة الوطنية في ليبيا. وأوضح الناطق باسم الخارجية أن الاجتماع يأتي بناء على مبادرة بريطانية، تهدف إلى توجيه دفعة لجهود تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا، والدفع نحو تنفيذ اتفاق الصخيرات والتأكيد على محورية دور الأممالمتحدة، لا سيما قبل انعقاد الاجتماع رفيع المستوى الخاص بليبيا، والذي دعا إليه سكرتير عام الأممالمتحدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.