وجهت مجموعة كبيرة من المتضررين الذين قدموا أمس (الثلثاء) إلى مقر صرف التعويضات، انتقادات لاذعة للجنة التقدير المختصة بتقدير المركبات والمنازل التي تضررت بفعل الأمطار والسيول التي دهمت جدة قبل شهر، واعتبروا أن التقدير المقرر لهم لا يغطي نصف الضرر الذي أصاب ممتلكاتهم.ورصدت «الحياة» خلال جولة لها في مقر اللجنة انزعاجاً كبيراً على وجوه متضررين، من أداء اللجان العاملة في تعويضات جميع المتضررين من الكارثة (لجنة الحصر، لجنة التقدير، لجنة الصرف). وأكد المواطن عائض العمراني عدم وضوح الرؤية أمام المتضررين في كثير من الأمور المتعلقة بلجان التعويضات، خصوصاً في ما يتعلق بتحديد قيمة الضرر. مشيراً إلى أن هناك عشوائية كبيرة تسيطر على عمل اللجان كافة، وتداخل عملها بعضها مع البعض الآخر. وكشف عن تعرض ثلاثة منازل يملكها للضرر من كارثة السيول، فيما لم تحصر اللجان سوى بالحضور وحصر وتقدير أضرار منزل واحد فقط، لافتاً إلى أنه راجع لجنة الحصر للاستفسار عن أسباب عدم زيارة منزليه الآخرين، وتلقى وعوداً لم ير منها شيئاً بعد. وقال: «على المسؤولين في اللجان أن يتعاملوا بشكل أفضل مع المتضررين، على اعتبار أنهم أصحاب حق في السؤال على الدوام عن موعد صرف التعويضات وآلية عملهم». ملمحاً إلى أن بعض العاملين في لجان الصرف يتعاملون بفوقية مع المتضررين. وناشد سلمان إدريس المسؤولين في محافظة جدة بالتدخل في عمل لجان التعويضات وآلية العمل المتبعة. لافتاً إلى أنه تعرض لظلم كبير في قيمة تعويض مركبته الجديدة التي قدرت بمبلغ 15 ألف ريال، في الوقت الذي كلفت قيمة الإصلاحات، بحسب إحدى ورش المركبات الكبيرة، مبلغ 21 ألف ريال. موضحاً أنه أحضر جميع الأوراق التي تثبت صحة مبلغ تلفيات المركبة. وقال: «عندما أبديت اعتراضي على المبلغ سحب أحد الموظفين في لجنة الصرف «الشيك» ومزق «البرنت» المخصص برقم الحضور وطالبني بالذهاب وتقديم شكوى على أي جهة أريد». وتساءل: «هل يعقل أن يتذمر الجميع من مبالغ التعويضات التي قدرتها لجنة التقدير؟ إضافة إلى تذمر الكثيرين من طريقة تعامل الشخصيات في لجان الصرف؟... من دون وجود أي أسباب حقيقية وراء هذا الاعتراض؟». ولم يكن أحمد شراحيلي أقل استياء من سابقيه، إذ أكد أن اليوم (الأربعاء) هو آخر أيامه للبقاء في الشقق المفروشة، وعندها سيغادرها مجبراً إلى منزله المتهالك من دون تسلم أي تعويضات. مشيراً إلى أن جميع المتضررين من الحي تسلموا كامل تعويضاتهم، فيما لا يزال ينتظر موعداً لتسلم مبلغ التعويض. ولفت شراحيلي إلى أنه حضر بعد أن أكدت لجان التقدير وجود اسمه في قوائم المتضررين في أجهزة الحاسب الآلي، غير أنه لم يجد ما يثبت ذلك عند الحضور إلى لجنة الصرف بعد مراجعته لجميع الأسماء المدرجة والموضوعة على حوائط اللجنة، ولم يخف في الوقت نفسه أنه تسلم مبلغ أربعة آلاف ريال قيمة السكن والإعاشة فقط، على رغم أنه يصرف على عائلتين و خمسة أطفال.