علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني تلقى طلباً من رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» في إيران محمود هاشمي شاهرودي للقائه، لكنه لم يجب، حتى مساء أمس بالقبول أو الرفض. وأثار عدم لقاء المسؤول الإيراني السيستاني ورجل الدين مقتدى الصدر موجة من التكهنات في بغداد، إذ رأى البعض أن المرجع رفض استقباله، فيما قال آخرون أنه هو لم يرغب في ذلك. وأوضح مكتب شاهرودي في بيان أن زيارته العراق «شخصية وليست رسمية»، وأضاف أن «هدفه زيارة العتبات الدينية ومراقد الأئمة، وما نشره بعض أجهزة الإعلام لا أساس له من الصحة». جاء هذا التطور فيما أعلن رجل دين شيعي تعرضه لمحاولة اغتيال في النجف التي تتفق القوى الشيعية المختلفة على إبعادها من الصراع السياسي والأمني لخصوصيتها الدينية. وكان شاهرودي الذي وصل إلى العراق قبل أيام، التقى رئيس «ائتلاف دولة القانون»، نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، ثم رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم ورئيس الوزراء حيدر العبادي. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن السيستاني رفض استقباله. واتصلت «الحياة» بمقربين من المرجع فأكدوا أنه تلقى بالفعل طلباً للقائه، لكنه «لم يجب حتى مساء أمس بالقبول أو الرفض». وتتسم العلاقة بين المرجعيات الشيعية في النجف وإيران بالحساسية والتحفظ، فالنجف تتبنى نظرية إبعاد المؤسسة الدينية عن السياسة، في مواجهة نظرية «ولاية الفقيه» التي تتبناها إيران. وقالت مصادر السيستاني ل «الحياة» أنه «لا يريد أن يتحول عدم اللقاء إلى أزمة سياسية»، وأضافت: «لو أن شاهرودي زار النجف في شكل غير رسمي ومن دون تغطيات إعلامية لتم استقباله كرجل دين، لكنه اليوم وجه سياسي تنطبق عليه المحددات التي وضعتها المرجعية للسياسيين». وشاهرودي الذي ولد في النجف من الشخصيات الدينية المعروفة، وكان من مؤسسي حزب «الدعوة»، قبل أن يرأس «المجلس الإسلامي الأعلى» بعض الوقت، كما أن أطرافاً دينية وسياسية مقربة من إيران تراه خليفة محتملاً للسيستاني، وأخرى تعتبره خليفة المرشد علي خامنئي، وأن في إمكانه توحيد الجناحين السياسيين للمذهب الشيعي في العراقوإيران. من جهة أخرى، أعلن رجل الدين الشيعي فاضل البديري الذي يوقع بياناته بلقب «آية الله العظمى» لمحاولة اغتيال بالرمانات اليدوية في النجف قبل منتصف ليلة الثلثاء- الأربعاء. وقال لصحافيين من داخل المستشفى أن منفذي العملية «هدفهم إثارة الفتنة»، مشيراً إلى أنه أصدر بياناً ينتقد بشدة اتفاق «حزب الله» اللبناني والنظام السوري مع «داعش» على نقل مسلحي التنظيم إلى البوكمال، قرب الحدود العراقية. ونفت وزارة الداخلية تعرضه لمحاولة اغتيال، لكنها لم تقدم تفسيراً لما حدث.