قال نجل المرجع الشيعي البارز آية الله بشير النجفي (أحد المراجع الأربعة الرئيسيين) إن السفير الفرنسي لدى بغداد نقل الى المرجعية الشيعية في النجف أخيراً رغبة بلاده في توسط المرجعية لدى ايران لوقف برنامجها النووي. وأكد الشيخ علي النجفي نجل المرجع النجفي ل «الحياة» أن «السفير الفرنسي خلال زيارته المرجع بشير النجفي طلب من المرجعية التدخل والبحث مع القيادات الإيرانية في البرنامج النووي الإيراني». وكان السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون التقى ليل أول من أمس (الثلثاء) المرجعين الدينين في النجف آية الله السيد محمد سعيد الحكيم وآية الله الشيخ بشير النجفي، ولم يستطع لقاء المرجع الأعلى علي السيستاني واكتفى بإيصال رسالة شفوية من الرئيس ساركوزي للسيستاني من خلال الحكيم تحمل فيها تقدير فرنسا لمواقف المرجعية. وقال النجفي إن «المرجعية رفضت هذا الأمر في شدة لأن مراجع النجف لا يتداولون في مثل هذه الأمور. وهذا شأن سياسي يخص دولة ذات سيادة». وأضاف أن «السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون نقل رسالتين من الرئيس نيكولا ساركوزي، تتعلق الأولى بالدور المهم للمرجعية في استقرار الأوضاع السياسية في العراق وتضمنت أيضاً إشادة بدعم المرجعية الشيعية العملية السياسية في البلاد خلال الفترة الماضية. أما الرسالة الثانية، فتؤكد أن موقف فرنسا من الملف النووي الإيراني لا يستهدف الشيعة في العالم». وأكد أن «المرجع النجفي قال للسفير الفرنسي إن الملف الإيراني قضية سياسية، ولا يمكن البحث فيها مع المرجعية الدينية». ولفت الى أن «المرجع النجفي طالب فرنسا باتخاذ مواقف حقيقية لخروج العراق من طائلة الفصل السابع». وانتقد «المواقف السابقة لفرنسا الداعمة للنظام البعثي في تلك الفترة». وأكد أن «السفير الفرنسي لم يناقش ملف تشكيل الحكومة العراقية، إنما ناقش العلاقات العراقية - الفرنسية في شكل عام وآفاق تطويرها». وأكد مصدر قريب من مكتب المرجع الحكيم أن «السفير الفرنسي في العراق بعد تعذره عن لقاء السيستاني، نقل خلال لقائه المرجع الديني محمد سعيد الحكيم رسالة شفوية من الرئيس الفرنسي إلى المرجعية الشيعية في النجف، خصوصاً المرجع الأعلى علي السيستاني، تشيد بدورها في استقرار العراق ودعم العملية السياسية خلال السنوات الماضية». الى ذلك، أكد مصدر قريب من مكتب السيستاني ل «الحياة» أن «مكتب المرجع الأعلى آية السيد علي السيستاني اعتذر عن عدم استقبال السفير الفرنسي لأسباب خاصة»، لافتاً الى أن «زيارة السفير الفرنسي في العراق كانت مهمتها ايصال رسالة إلى السيستاني في خصوص الشأن النووي الإيراني ومشاركة فرنسا في فرض عقوبات على ايران، بأنها لا تستهدف الشيعة في العالم». وأوضح أن «مرجعية النجف تحافظ على صبغتها الدينية، ولا ترغب في أن تكون طرفاً في صراعات سياسية دولية، ولهذا السبب جاء رفض مكتب السيستاني استقبال السفير الفرنسي». وأكد السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون للصحافيين أن زيارته الى النجف ومراجع الدين كانت لنقل رسالة من الرئيس الفرنسي»، رافضاً كشف فحواها. وأضاف بوالون أنه «تبادل الآراء مع مراجع الدين في الاتجاه الإقليمي والشؤون الخارجية والوضع السياسي والاجتماعي والديني في العراق». وأشار إلى أن «فرنسا قررت تعزيز التعاون والعلاقات مع النجف في كل المجالات، ولا سيما الاستثمار والتدريب والسياحة. ففرنسا لديها تفكير جدي في الاستثمار في مجال السياحة كونها لديها خبرة كبيرة في هذا المجال من أجل الإسراع في عملية البناء». ولفت إلى أنه «اصطحب معه شركتين كبيرتين متخصصتين بمشاريع الطاقة الكهربائية وبناء الطرق».