استمراراً للتفاؤل الذي أبداه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته تل أبيب ورام الله الأسبوع الماضي، لجهة نجاح الجهود الأميركية في استئناف العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي يشاركون فيها مع سائر قادة العالم، في النصف الثاني من الشهر الجاري. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية اعتماداً على مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن الرئيس ترامب ما زال يسعى للتوصل إلى ملامح «الصفقة» التي تحدث عنها عند استقباله نتانياهو في شباط (فبراير) الماضي وأنه سيحاول اختراق الجمود الحاصل في طريق التوصل إلى هذه الصفقة. وسيكون اللقاء بين ترامب وكل من نتانياهو وعباس الأول بينهم منذ زيارة الرئيس الأميركي المنطقة. ولم يتحدد نهائياً موعد اللقاءين لكنهما سيكونان بين 17 و19 الجاري، كما لم تشر الصحيفة إلى مدى رغبة الرئيس ترامب في عقد قمة ثلاثية. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي ما زال عازماً على دفع مبادرة سلام في محاولة للتوصل إلى «الصفقة المثلى» بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه سبق أن أعطى تعليماته لموفديْه إلى المنطقة، جيرارد كوشنير وجيسون غرينبلات والسفير في تل أبيب ديفيد فريدمان بأن التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ما زال أحد أهم المواضيع في سلم أولويات سياسته الخارجية. وبحسب الصحيفة فإن كوشنير وغرينبلات عادا إلى واشنطن الأسبوع الماضي بعد جولتهما في المنطقة وزيارة تل أبيب ورام الله وعدد من العواصم العربية «متشجعيْن» بعد أن لمسا من الرئيس عباس أنه ما زال «داخل العملية» وأنه لن يتجه إلى «كسر الأواني» واتخاذ خطوة أحادية الجانب ضد إسرائيل في اجتماع الجمعية العمومية. ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية أن الرئيس عباس سعد بسماع الموفدين ألأميركيين يبلغانه بأن الرئيس ترامب معني بلقائه على هامش أعمال الجمعية العمومية، «وهو ما أقنعه بمنح فرصة للجهود الأميركية لإطلاق العملية السياسية». وأضافت المصادر أن كوشنير وغرينبلات لم يلتزما جدولاً زمنياً لعرض مبادرة السلام، لكنهما أوضحا أن الأمر ممكن حتى نهاية هذا العام، إذ إن الأميركيين يحتاجون بعض الوقت لبلورة الفكرة، وعليه طالب الموفدان الرئيس عباس بعدم اتخاذ خطوات أحادية الجانب مثل الانضمام إلى مؤسسات أممية أخرى أو التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من شأنها عرقلة المساعي الأميركية أو إلقاء خطاب غاضب في اجتماع الجمعية العمومية. وقال مسؤول فلسطيني للصحيفة إن عباس تجاوب مع الطلب الأميركي على أمل أن يرى خلال الأشهر القريبة الإدارة الأميركية تعرض خطة أو تعلن موقفاً يمكن أن يشكل قاعدة حقيقية لاستئناف العملية السياسية، مستذكراً أن الرئيس عباس ما زال غير مرتاح لتجنب الولاياتالمتحدة التزام حل الدولتين. من جهتها أبلغت جهات إسرائيلية الصحيفة أن الأمين العام للأمم المتحدة عاد من الشرق الأوسط إلى نيويورك متفائلاً من احتمالات نجاح الجهود الأميركية في الملف الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه خرج هو أيضاً من لقاءاته الموفدين الأميركيين إلى المنطقة بانطباع متفائل بأن البيت ألأبيض جاد في مسعاه لبلورة خطة سلام حتى نهاية هذا العام، وأن الموفدين الأميركيين عادا متفائلين من لقاءاتهم قادة المملكة العربية السعودية والأردن ومصر ودعمهم للجهود الأميركية للتوصل إلى تسوية وصفقة إقليمية. وتابعت الصحيفة أن اللقاء بين ترامب ونتانياهو سيتناول مسائل أخرى في مقدمها الملف الإيراني والاتفاق بين الولاياتالمتحدة وروسيا في شأن مناطق خفض التوتر في سورية.