بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما في الرياض أمس الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وتطرقا خلال جلستين من المحادثات إلى عملية السلام والوضع في العراق وتداعيات الملف النووي الإيراني، إضافة إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات بين أميركا والعالم الإسلامي. وتطرقت جلسة المحادثات الاولى التي استغرقت نحو ساعتين إلى الملف النووي الإيراني وأمن منطقة الخليج، إضافة إلى الصراع العربي - الإسرائيلي وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، لجهة الضغط على إسرائيل لقبول المبادرة العربية للسلام. وكان أوباما استبق زيارته الرياض بلقاء مع إذاعة أميركية أكد خلاله «ضرورة اعتماد بعض الحزم مع إسرائيل بشأن قيام دولة فلسطينية ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية». وعلمت «الحياة» أن المحادثات تطرقت إلى الوضع في باكستان وأفغانستان والحرب على الإرهاب، وأن الزعيمين اتفقا على ضرورة مساعدة باكستان والوقوف معها في حربها ضد المتطرفين. كما شملت المحادثات الوضع في لبنان وضرورة مساعدته. وفي الجانب الاقتصادي بحث الزعيمان أسعار النفط وزيادة الإنتاج، لكن السعودية استبقت زيارة أوباما، وقالت أول من أمس: «إن السعر العادل للنفط هو بين 75 و80 دولاراً للبرميل». إلى ذلك، أشاد الرئيس الأميركي ب»حكمة الملك عبدالله»، مؤكداً أنه جاء إلى المملكة، بلد الحرمين الشريفين، لطلب المشورة قبل توجيه خطابه إلى العالم الإسلامي اليوم من القاهرة، معرباً عن «الثقة بأنه عبر العمل معاً، تستطيع الولاياتالمتحدة والسعودية تحقيق تقدم في رزمة كاملة من الشؤون ذات الاهتمام المشترك»، فيما قال خادم الحرمين: «أريد أن أعرب عن أطيب تمنياتي للشعب الأميركي الممثل برجل مميز يستحق أن يكون في مركزه». وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أن خادم الحرمين قلد أوباما قلادة الملك عبدالعزيز، وقال أوباما بعد أن شكر الملك عبدالله: «أنا دائماً استمع للملك وإلى حكمته وكرمه. والولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية لهما تاريخ طويل من الصداقة، والعلاقة التي تربطهما هي علاقة استراتيجية». وأضاف: «في هذه الجولة التي ابدأها في منطقة الشرق الأوسط هنا في الرياض وغداً (اليوم) في القاهرة، كان من المهم جداً أن أبدأ الزيارة بالمملكة العربية السعودية، وهي مهد الإسلام... سأستمع إلى نصائح خادم الحرمين الشريفين في عدد من القضايا التي نواجهها سوياً (...) وأنا واثق ان بإمكاننا العمل سوياً». وذكرت الوكالة أن الزعيمين «بحثا مجمل الأوضاع والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها». وكان اوباما وصل الى الرياض بعد ظهر امس في زيارة تستغرق 24 ساعة. وكان خادم الحرمين في طليعة مستقبليه لدى نزوله من الطائرة الرئاسية حيث استعرضا حرس الشرف واستمعا الى النشيدين الوطنيين، قبل ان ينتقلا الى قاعة الشرف، ثم يتوجهان الى مزرعة الملك في الجنادرية حيث امضى اوباما ليلته. وسار الموكب الرئاسي داخل اراضي المزرعة محاطاً بفرسان من الحرس الملكي السعودي. وحضر المحادثات من الجانب السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وأمير منطقة الرياض بالنيابة الأمير سطام بن عبدالعزيز ونائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز. كما حضرها من الجانب الأميركي مساعد الرئيس ومدير مكتبه رام ايمانويل ومستشار الأمن القومي جيمس جونز والقائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة لدى المملكة السفير ريتشارد أردمان ومسؤولين آخرين.