في بادرة رمزية بالغة الدلالة اصطحب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق إلى الاحتفال بعيد تحرير بلاده من القوات العراقية، ومرور خمس سنوات على توليه مقاليد الحكم. وفيما كان الماكي يجري محادثات مع المسؤولين الكويتيين، كانت التظاهرات تتصاعد في العراق، خصوصاً في الجنوب حيث أحرقت مكاتب الحكومة المحلية في واسط، وقتل ثلاثة متظاهرين وجرح العشرات خلال مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن. وكان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح استقبل المالكي صباح أمس في المطار، في مستهل زيارة يقول المسؤولون العراقيون إن نتائج مهمة ستترتب عليها. وضم الوفد العراقي الذي يرأسه المالكي وزير الخارجية هوشيار زيباري، ووزير النقل هادي العامري، ومستشار الأمن القومي فالح الفياض، ووزير حقوق الإنسان حيدر السوداني. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن «اقتراحات محددة تم بحثها مع الجانب الكويتي تضمنت عرضاً لتسوية مشكلة الحدود وترتيب ملفي التعويضات والديون ثنائياً كي يلبي العراق شروط إحراجه من طائلة الفصل السابع». وصرح زيباري ومستشار المالكي علي الموسوي إلى «الحياة» بأن «أمير دولة الكويت اكد حضوره شخصياً قمة بغداد في نهاية آذار (مارس) المقبل». وكان لافتاً حضور المالكي احتفال الأسرة الكويتية الحاكمة والوزراء وكبار الشخصيات السياسية والعشائرية بثلاث مناسبات هي: العيد الوطني الكويتي وعيد التحرير والذكرى الخامسة لتولي الأمير مقاليد السلطة. وقالت أوساط كويتية إن الشيخ صباح أراد لهذه الخطوة أن تكون إعلاناً رسمياً لمرحلة استعادة الثقة بين الجانبين. ويعول العراق على إبلاغ الكويت إلى الأممالمتحدة قبولها البحث في الملفات العالقة ثنائياً، وأبرزها ترسيم الحدود والتعويضات المترتبة على غزو الكويت عام 1990 وديون يقول العراقيون إنها منحت إلى نظام الرئيس الراحل صدام حسين ولم تسجل ديوناً. وأفادت معلومات أن الوفدين العراقي والكويتي وجدا حلولاً لقضية المفقودين والحدود، عبر اللجان التي شكلت سابقاً ووضعت آليات واقتراحات محددة، وتوقعت المصادر أن تكون تسوية التعويضات الأصعب. وكان العراق اقترح تحويلها إلى ديون وتحويلها إلى استثمارات بعيدة المدى، وأحيل الاقتراح على لجان متخصصة لدراسته. وقال زيباري ل «الحياة» إن «سمو أمير الكويت سيكون اول المشاركين في قمة بغداد». وأضاف إن المحادثات بين البلدين:»كانت مهمة للغاية واعترف العراق بالمادة 833 الخاصة بحدود الكويت وسيادتها وتم البحث في تدعيم الدعامات الحدودية وملف المعتقلين»».