تصدت وزارة الثقافة والإعلام السعودية لفتيل الفتنة التي أشعلها الشيخ علي الربيعي، بعد موت الفنان عبدالحسين عبدالرضا، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي، في حديثه ل«الحياة»، إحالة الشيخ علي الربيعي للتحقيق، مبيناً أن العقوبات التي ستتخذ في حقه سيعلن عنها بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية. مؤكداً أن الشبكات الإلكترونية تعد شكلاً من أشكال النشر الإلكتروني الخاضع لنظام المطبوعات والنشر الصادر قبل سبعة أشهر. من جانب آخر، أصدر مثقفون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بياناً أكدوا فيه رفضهم القاطع لخطاب الكراهية، خصوصاً بعد نشر تغريدات تحمل هذا الخطاب. وقال الكاتب قينان الغامدي ل«الحياة»: «إن البيان يندد بخطاب الكراهية ويمقته، إضافة إلى إيضاح مكانة الفنان الراحل ومحاسنه». منوهاً إلى أهمية التصدي لخطاب الكراهية من فئات المجتمع كافة لإيقاف تنميته وانتشاره بين السعوديين. وطالب بتشريع نظام يجرم هذا الخطاب ويضع له عقوبات صارمة تمنع من انتشاره لما له من أضرار على اللحمة الوطنية. وبحسب نظام المطبوعات والنشر الإلكتروني، فإن المادة التاسعة منه حددت ثمانية محظورات يعاقب مرتكبها بحسب النظام، وهي: نشر ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، وإثارة النعرات وبث الفرقة بين المواطنين، ونشر ما يخل بأمن البلاد ونظامها العام أو ما يخدم مصالح أجنبية تتعارض مع المصلحة الوطنية، والمساس بكرامة الأشخاص وحرياتهم أو ابتزازهم أو الإضرار بسمعتهم وأسمائهم التجارية، والحث على الإجرام، والإضرار بالوضع الاقتصادي والصحي في البلاد، وإفشاء وقائع التحقيقات أو المحاكمات إلا بعد الحصول على إذن من الجهات المعنية، والالتزام بالنقد الموضوعي البناء والهادف للمصلحة العامة والمستند على وقائع وشواهد صحيحة. ويأتي قرار وزارة الإعلام والنشر بإحالة الشيخ علي الربيعي للتحقيق بعد أن نشر تغريدة تحمل في طياتها فكراً طائفياً، إذ قال فيها: «لا يجوز للمسلم الدعاء لعبدالحسين عبدالرضا لكونه رافضياً إيرانياً مات على الضلالة، ونهى الله المسلمين أن يدعوا بالرحمة والمغفرة للمشركين». والربيعي أتبع تلك التغريدة التي تحمل إثارة طائفية وتحث على الكراهية بأخرى حملت اعتذاراً لا يخلو من اللمز المبطن، إذ قال فيها: «أعتذر لإخواني شعب الكويت عن سوء الفهم الذي وصلهم بسبب التغريدة السابقة، وأسال الله أن يرحم أموات المسلمين الموحدين وأن يتغمدهم برحمته». تغريدات الربيعي التي حثت على كراهية الآخر، وحملت معاني طائفية، واتهامات لطائفة بالشرك، واجهها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من المثقفين بوجه الخصوص، أكدوا رفضهم القاطع وإدانتهم لما بدر من بعض شيوخ السعودية ببيان حمل عنوان: «بيان تعزية لأسرة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، من أبناء وبنات المملكة العربية السعودية». قالوا فيه: «نحن أبناء وبنات المملكة العربية السعودية نعزي أسرة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، والوسط الفني والثقافي، والمجتمع الكويتي والخليجي والعربي كافة في رحيل هذه القامة الفنية السامقة التي أمتعت الأجيال بفنّها الهادف النبيل». وزادوا في بيانهم: «نؤكد في الوقت ذاته رفضنا القاطع وإدانتنا لما بدر من المدعو الدكتور علي الربيعي، وكذلك الدكتور صالح التويجري، اللذين عبّرا عما بداخلهما فقط، واللذين واجها الرفض والاستنكار من عموم المغردين السعوديين قبل غيرهم». واستطردوا بالقول: «كما نؤكد أن خطاب الكراهية اليوم أصبح محدوداً على فئة متوارية منبوذة داخل المجتمع السعودي ولا يمثّلون سوى أنفسهم وأفكارهم، وأن هناك من تطوّع من السعوديين للترافع ضد تلك التغريدات المسيئة بحق الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وبحق الطائفة الشيعية التي هي جزء أصيل من المكوّن الوطني السعودي منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، ومنهم من تطوع لإبلاغ الجهات المختصة عن تلك الإساءات». وأضافوا: «ومن المؤكد أنه سينال عقابه في ظل عهد الحزم والعزم، ولذا كان هذا البيان الذي منه أداء العزاء الواجب في فقيد الجميع، ومنه الرفض القاطع لما بدر من أشخاص محسوبين على المجتمع السعودي، لنؤكد في الوقت ذاته أن المجتمع السعودي بكل مكوناته هو امتداد لأهله في الكويت بكل مكوناتهم أيضاً، وأن ما يصيب الكويت يصيبنا في المملكة، وما يفرحهم يفرحنا».