بينما نعى مغردون رحيل بسمة الكوميديا الخليجية الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، أستاء آخرون من تغريدات الدكتور علي الربيعي المليئة بنفس الطائفية، والتي أحيل بسببها الأخير إلى لجنة المخالفات في وزارة الثقافة والإعلام. وفي تداعيات لتغريدات الربيعي، أصدر النائب العام الشيخ سعود بن عبدالله المعجب بياناً حول أي مشاركة تحمل مضامين ضارة بالمجتمع أياً كانت مادتها وذرائعها ووسائل نشرها فإنها ستكون محل مباشرة النيابة العامة وفق نطاقها الولائي بحسب المقتضى الشرعي والنظامي. وأصدرت النيابة العامة أمراً باستدعاء مجموعة من المغردين ممن رُصِدَت عليهم اتهامات جنائية بالإساءة للنظام العام من خلال التأثير على سلامة واعتدال المنهج الفكري للمجتمع بمشاركات ضارة سلكت جادة التطرف المفضي إلى مشايعة حَمَلَة الفكر الضال، وأكدت النيابة العامة أن من تم استدعاؤهم هم قيد توصيف الاتهام الجنائي وستطبق بحقهم الإجراءات الشرعية والنظامية للمتهمين. وأضاف النائب العام في بيانه أن من ذلك منشورات الوسائل الإعلامية ووسائط التواصل الاجتماعي والمحاضرات والخطب والكتب ونحوها، مؤكداً أن النيابة العامة على وعي تام باحترام حرية الرأي وحماية حصانتها المشروعة، التي أثْرى عطاؤها ونقدها الهادف «وطنياً، وعلمياً، وتوعوياً، وفكرياً»، وصار للمملكة بتلك الإسهامات «الصادقة» و«الواعية» و«الجريئة» حضور عالمي صُنِّف ضمن طلائع المشاركات في تعدادها المنافس وتفاعلها المستنير، منسجماً مع نافذة التوجه الإصلاحي المتحضر، وأنه لن يرضى كل صادق مخلص بالإساءة لتلك المكتسبات سواء على مستوى مصادرة حريتها المشروعة أو الانحراف بها عن جادة وعيها وانضباطها. وأوضح النائب العام أنه لما للكلمة من أهمية بالغة تتطلب من صلاحيات النيابة العامة متابعة زوايا خطورتها متى تجاوزت سقف حريتها المشروع والواسع إلى الإفضاء بأفعال ضارة تُهدد بحرف الاعتدال المجتمعي لوجهة التشدد والتطرف، ومن ذلك إثارة نعرات الكراهية والطائفية والتصنيفات الفكرية والمذهبية ومحاولات تضليل الرأي العام، وتأسيساً على ما للنيابة العامة من ولاية عامة تخولها تحريك الدعاوى الجزائية في جميع الجرائم وفق المواد (13، 15، 17) من نظام الإجراءات الجزائية. وكانت وزارة الثقافة والإعلام قد أحالت الربيعي، إلى لجنة مخالفات النشر بسبب مخالفته نظام المطبوعات والنشر، أعلن ذلك المستشار والمشرف العام على الخدمات الإلكترونية في الوزارة والمتحدث باسمها هاني الغفيلي عبر حسابه في موقع "تويتر". وأشار مراقبون إلى أن أحد الجوانب المضيئة في الحادثة الأخيرة هو الرفض المجتمعي لهذه النبرة الطائفية، وخطاب الكراهية الذي بثه الربيعي، مؤكدين إزدياد وعي المجتمع السعودي لمثل هذه الخطابات التي تحرض على الكراهية والطائفية. يذكر أن الربيعي أثار جدلا كبيرا وفجّر موجة غضب واسعة في موقع "تويتر" عقب نشره تغريدة حرّم فيها الدعاء للفنان عبدالحسين عبدالرضا بعد وفاته، كاشفا أنه لا يجوز على المسلم الدعاء له لأنه على الضلالة.