يعمل مشروع «البولي أسيتال» في مجمع (ابن سينا) بمدينة الجبيل الصناعية في مرحلة التشغيل التجريبي، وذلك لإنهاء اختبارات الأداء والكفاءة من حيث الطاقة التصميمية للإنتاج، ومن المتوقع تسلم المشروع وإعلان التشغيل التجاري خلال الربع الثالث من 2017، بطاقة 50 ألف طن متري سنوياً، وبكلفة إجمالية بلغت 1.450 بليون ريال. ولم يترتب على هذا التأخير أثر مالي يذكر، إلى أن الأثر المالي للمشروع سيبدأ بعد الإعلان عن التشغيل التجاري. وكانت «سابك» بدأت أعمال البناء في مصنع البولي أسيتال في مجمع ابن سينا بتاريخ 20 نيسان (أبريل) 2014، وتوقعت حينها الانتهاء من المشروع في الربع الأول 2016. ويعتمد المشروع في إنتاجه على لقيم الميثانول المنتج في (ابن سينا)، وتعد مادة البولي أسيتال من الكيماويات المتخصصة ذات القيمة المضافة العالية، وتستخدم بصفة رئيسة في صناعة السيارات والإلكترونيات، إلى جانب الصناعات الميكانيكية والإنشائية، وعدد من التطبيقات الصناعية الأخرى. يذكر أن شركة «ابن سينا» تأسست 1981، وهي من الشركات العاملة في مجال إنتاج مادتي «الميثانول الكيماوي» و«ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر»، وتملك «سابك» نسبة 50 في المئة من رأسمالها، بينما تملك شركة «سيلانيز» وشركة «ديوك» نسبة ال50 في المئة الأخرى. وحينما أوقفت شركة أرامكو السعودية إمدادات الغاز الطبيعي لتوسعات مصانع البتروكيماويات بالمملكة والمصانع الجديدة في خطوة استراتيجية لتوجيه الشركات البتروكيماوية نحو المنتجات التحويلية المتخصصة لزيادة القيمة المضافة من المنتجات الأساسية، قررت شركة «سابك» التوسع في المنتجات المتخصصة في عدد من شركاتها شملت «بتروكيميا» و«شرق» و«كيان السعودية» و«ابن سينا»، وذلك تجاوباً مع خطط حكومة المملكة الحكيمة لتنويع مصادر الدخل، لتواصل «سابك» استثماراتها في الصناعات التحويلية داخل المملكة وخارجها، بما يدعم جهود التنمية الاقتصادية في المملكة، وذلك عبر مشاريع عدة مخططة، في مجالات صناعة الصلب والمنتجات الطويلة، واليوريا، والعطريات، والمطاط الصناعي، والبولي كربونات، والأكرونيترايل، وسنادين الصوديوم، وميثيل ميثاكريلات، والبولي ميثاكريليت، والبولي أسيتال، وأكريلونيتريل بيوتادايين الستايرين، والفوسفات، تتجاوز كلفتها الإجمالية 46 بليون ريال، فضلاً عن المشاريع الأخرى، التي من المخطط تنفيذها قريباً، أو تلك التي ما زالت قيد الدرس والتصميم. ومكنت هذه المشاريع الجديدة ريادة «سابك» الإقليمية، ومكانتها العالمية، لأن تكون من أكبر الداعمين للصناعات التحويلية في المملكة والعالم، إذ وسّعت «سابك» أعمالها في الكيماويات المتخصصة والبلاستيكيات الحرارية الهندسية، ما فتح مجالات لفرص جديدة أمام عملائها للدخول في سلسلة قيمة الصناعات التحويلية، وجذب الاستثمارات العالمية إلى المملكة. ومشروع «سابك» و«سيلانيز» يدعم اقتصاديات الأخيرة في فرض وجودها وتنافسيتها في المملكة واستفادتها من وفرة اللقيم من الصناعات الأساسية القائمة، إذ يعتمد المشروع في إنتاجه على لقيم الميثانول المنتج في «ابن سينا».