ترغب السياسة الروسية في اداء دور مميز في حل أزمة الشرق الأوسط المزمنة بين إسرائيل والعرب. ولذا يسعى وزير خارجيتها، سيرغي لافروف المتنقل بين تل – أبيب ورام الله ودمشق وبيروت، الى حشد التأييد للمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط. ويعقد هذا المؤتمر بموسكو هذا العام. ولم تخف إسرائيل استياءها من لقاء سيرغي لافروف خالد مشعل، القيادي في حركة «حماس»، في دمشق. وروسيا هي الدولة الوحيدة، من الوسطاء الدوليين، التي تتعامل مع حركة «حماس». وترى روسيا أن العلاقات الوطيدة مع «حماس» تمنحها وضعاً مميزاً في الوساطة بين الطرفين المتنازعين، وأن استدراج «حماس» وحزب الله» الى المفاوضات مجد. ومنذ فوز «حماس» في الانتخابات البرلمانية في 2006، وبلوغها سدة السلطة، وانقلابها على السلطة الفلسطينية، وانفرادها بحكم قطاع غزة، يرفض الغرب محاورة الحركة. ويقول لافروف إن موقف «حماس» من المفاوضات مع إسرائيل موزون. وهي تقوِّم الوضع تقويماً واقعياً، وتشعر بالمسؤولية عما يحصل في قطاع غزة. وتحض موسكو «حماس» على السعي في توحيد الفلسطينيين وإنشاء حكومة وحدة وطنية. وبعد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، حري بالفلسطينيين تشكيل وفد موحد يمثل الفلسطينيين كلهم. ومثل هذه الخطوة تسهم في تعزيز موقفهم في المفاوضات. وليس تنفيذ هذه الخطوة، وهي غير يسيرة، هدف موسكو. ونظرت «حماس» بعين الريبة الى مبادرة موسكو للسلام، إثر اعلان روسيا أن الجهود التي تبذلها الحركة في سبيل المصالحة مع الأخصام ليست كافية. ولكن لقاء لافروف بمشعل أعاد الأمور الى نصابها. وتؤيد الأطراف الدولية المؤتمر. ومن المفترض أن توافق اسرائيل على مشاركة «حماس» في المؤتمر.. وأعلنت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الاسرائيلية، أن الدولة اليهودية لا ترغب في إضفاء المشروعية على حركة «حماس. وموقف حكومة نتانياهو الحالية أكثر قساوة من موقف الحكومة السابقة. وأغلب الظن أن تحاول موسكو إقناع اسرائيل بتغيير سياستها تجاه «حماس»، وقبول الحلول المطروحة للنزاع بين إسرائيل وجيرانها العرب. ولا شك في أن انقسام الفلسطينيين وتصدي جهتين لتمثيلهم يشجعان نتانياهو على رفض الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. وهو يخشى انفراط عقد حكومته الائتلافية في حال إقدامه على مثل هذه الخطوة، على رغم دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، رئيس الحكومة الإسرائيلية الى الاعتراف بمبدأ حل الدولتين المستقلتين، ولجم التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. وترى الإدارة الأميركية، وهي تعترف بسلطة محمود عباس دون سلطة «حماس»، أن نجاح المفاوضات على أساس قيام دولة فلسطينية واحدة هو رهن حل مشكلة «حماس» من طريق إحكام طوق الحصار الكامل على غزة وحمل الحركة على التعاون أو إطاحة نظام حكمها. وفي وسع مصر الاسهام في حل مشكلة «حماس». فهي اكتشفت، أخيراً، أن «حماس» تتهدد أمنها. وليس واضحاً ما يمكن أن تفعله روسيا في مثل هذا الوضع. * صحافي، عن «غازيتارو» الروسية، 25/5/2009، إعداد علي ماجد