نفت مصادر ديبلوماسية أردنية ل «الحياة» احتمال أن تكون عمّان مقراً للقاءات الأطراف اليمنية للبحث في جهود التسوية، وجاء هذا النفي تعليقاً على تزامن زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ونائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إلى العاصمة الأردنية. وكان المخلافي قد بدأ زيارته الرسمية إلى عمان يوم السبت الماضي، تلبية لدعوة وجهها إليه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في وقت وصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أمس الإثنين ضمن جولته على عواصم عربية، وكان متوقعاً أمس أن يستقبله الملك عبدالله الثاني. وفيما تحدث ولد الشيخ عن «احتمالات كبيرة» في أن تستضيف العاصمة العمانيةمسقط لقاءات الأطراف اليمنية، وفق ما علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية أردنية، شدّدت المصادر نفسها على أن المخلافي أبلغ السلطات الأردنية رغبة الحكومة اليمنية في أن تكون عمّان «عاصمة الحوار اليمني»، وهو ما رفضته بشدة أطراف يمنية أخرى. وكان المخلافي التقى ولد الشيخ أمس في عمان، وأكد خلال اللقاء دعم الحكومة الشرعية جهود المبعوث الدولي، وضرورة إلزام ميليشيات الحوثي وصالح متطلبات السلام، وفق ما غرّد المخلافي على صفحته على موقع «تويتر». وجاء لقاء المخلافي مع ولد الشيخ بعد لقائه أمس الأول كلاً من رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس الحكومة هاني الملقي، اللذين أكدا التزام الأردن دعم الشرعية في اليمن وصون سلامته ووحدته وعودة الأمن والاستقرار. من جهة أخرى أكد السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، ثبات موقف بلاده في دعم جهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإحلال السلام. وناقش هادي مع تولر أمس العلاقة الثنائية بين البلدين والأوضاع في اليمن، وعملية السلام وجهود الحكومة في مكافحة الإرهاب. وأكد هادي حرصه على تحقيق السلام المبني على الأسس والمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمها القرار 2216. وأشار إلى دور الولاياتالمتحدة في دعم اليمن وشرعيته الدستورية في مختلف المحافل الدولية، مشيداً بالتنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ومنها ما يتصل بإنهاء الانقلاب، واستتباب وعودة الأمن إلى كل المدن والمحافظات، ومكافحة الإرهاب. وعبّر السفير الأميركي عن تقديره جهود هادي والحكومة اليمنية في استعادة مؤسسات الدولة، وتطبيع الحياة العامة ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار لبدء عملية التنمية والبناء. وهنأ السفير الأميركي الرئيس اليمني بما حققته القوات اليمنية، بمساندة القوات السعودية والإماراتية، ودعم لوجيستي أميركي في مكافحة الإرهاب في محافظة شبوة. ميدانياً، بدأ الجيش اليمني عملية واسعة غرب مدينة تعز بقيادة محور تعز صباح أمس. ونقل مراسل «سبتمبر نت» عن مصادر ميدانية أن الجيش يحقق تقدماً في وادي حذران ووادي حنش ومدرات وحارة الجزارين. وقال إن العملية تهدف إلى استكمال تحرير الجبهة الغربية، وتأمين المناطق المحررة. ويواصل الجيش تقدمه غرب محافظة تعز باتجاه محافظة الحديدة بعد تمكنه من تحرير مفرق المخا ومعسكر خالد بن الوليد في الأسبوعين الماضيين. كما قصفت مقاتلات التحالف العربي، ليل أول من أمس (الأحد)، معسكراً تدريبياً للميليشيات الانقلابية جنوب العاصمة صنعاء، كما استهدفت الطريق الرابط بين محافظتي صنعاء والحديدة. وفي مديرية نهم تواصلت المعارك بين قوات الجيش والميليشيات. وخلّفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات بينهم قيادات ميدانية. من جهة أخرى، رصد تقرير حقوقي مقتل 108 مدنيين في محافظة تعز خلال النصف الأول من العام الحالي بسبب عمليات قنص وألغام زرعتها الميليشيات الانقلابية. وأضاف أن إجمالي عدد الانتهاكات التي رصدها خلال النصف الأول من هذا العام بلغ 4260 انتهاكاً ارتكبتها الميليشيات وتنوّعت بين القتل والإصابة والتعذيب والتهجير وتفجير المنازل.