زار رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أمس، مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز وميناءها الساحلي على البحر الأحمر، وذلك للمرة الأولى منذ تحريرها من قبضة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل نحو ستة أشهر، فيما لقي حسين راجح، أحد قادة الحوثيين وعدد من مرافقيه مصرعهم أمس في غارة شنتها مقاتلات التحالف العربي في الجبهة الحدودية بصعدة. وتأتي زيارة بن دغر المخا في وقت تشهد جبهات القتال بين الانقلابيين والجيش الوطني في محافظة تعز مواجهات عنيفة، بخاصة في الأيام الماضية، التي تكبدت فيها الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة في صفوفها بلغت 70 قتيلاً على الأقل ونحو مئة جريح في مناطق الصلو والشقب وضواحي مدينة تعز والوازعية والتي حققت فيها قوات الشرعية انتصارات مهمة في سياق معارك تحرير كامل المحافظة. وكان الجيش الوطني تمكن من السيطرة على مثلث الطريق الرابط بين محافظتي تعز والحديدة باتجاه المخا بدعم من طيران التحالف العربي، وقطع منافذ الإمدادات وطرقها أمام الانقلابيين، كما أرسل تعزيزات لخوض معركة استعادة محافظة الحديدة ومينائها الرئيسي على البحر الأحمر من قبضة الانقلابيين. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن زيارة بن دغر تأتي في إطار اهتمام الحكومة بالمحافظات المحررة وتطبيع الحياة فيها وعودة مؤسسات الدولة إلى عملها الطبيعي. وأكد بن دغر عزم الحكومة على إعادة تشغيل ميناء المخا وإعادة نشاطه في شكل أفضل مما كان عليه وإعمار المدينة وتطبيع الحياة فيها وتوفير الخدمات لأهلها الذين صدُّوا عدوان الحوثيين وصالح على هذه المدينة التاريخية، مشيراً إلى ما تعرضت له المدينة من دمار ممنهج طاول بنيتها التحتية وأضر بحياة المواطنين ومصالحهم. كما أشاد بن دغر بتضحيات دول التحالف العربي بقيادة السعودية وبمساهمة الإمارات وبقية دول التحالف ومشاركتها الفاعلة. ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف بجدية في وجه طهران التي تريد أن تزعزع أمن العالم العربي واستقراره وتسيطر على المنافذ الدولية، وأهمها مضيق باب المندب. ميدانياً، لقي أحد قادة الحوثيين حسين راجح وعدد من مرافقيه مصرعهم أمس، في غارة شنتها مقاتلات التحالف العربي في الجبهة الحدودية بصعدة، في وقت شنت قوات الجيش الوطني هجوماً على مواقع الانقلابيين في جبهة ثار صلة شمال محافظة صعدة. في غضون ذلك، شنت قوات الجيش الوطني في لواء «فتح» هجوماً مباغتاً على مواقع الميليشيات في جبهة ثار صلة بمحور البقع شمال صعدة. ونقل موقع «سبتمبر.نت» عن مصادر ميدانية أخرى، أن الهجوم تلته مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والعناصر الانقلابية وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم والاستيلاء على كميات من الأسلحة والعتاد. إلى ذلك، نفذت مقاتلات التحالف غارتين على مواقع الانقلابيين في جبل المنظرة الاستراتيجي ودمرت منصة لإطلاق صواريخ «كاتيوشا»، إضافة إلى موقع آخر في الجبل نفسه أسفر عن تدمير قاعدة لإطلاق الصواريخ ومقتل عدد من مقاتلي الميليشيات. وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات على مواقع للميليشيات في مديرية حيفان جنوب محافظة تعز، بعد استقدام الانقلابيين مقاتلين وآليات عسكرية من تعز للسيطرة على مديرية طور الباحة، التابعة لمحافظة لحج، وقطع خط عدن- تعز. وأكدت مصادر أن الميليشيات جلبت خلال اليومين الماضيين عدداً من المقاتلين على متن أطقم عسكرية، ومنصات صواريخ كاتيوشا إلى منطقة «الخزجة»، وهي سوق شعبية يرتادها المواطنون كل يوم جمعة، لكنها سرعان ما تحولت بفعل الميليشيات إلى ثكنة عسكرية وقاعدة انطلاق لعملياتها ضد الجيش الوطني، علماً أن هذه السوق تبعد من مركز مديرية طور الباحة حوالى 10 كيلومترات.