لندن، كابول، بشكيك - يو بي آي، أ ف ب، رويترز - دافع قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي دايفيد بترايوس أمس، عن خطة تسليح آلاف القرويين الأفغان، مستبعداً احتمال إنتاجها جيلاً جديداً من المقاتلين الموالين للتحالف. وقال لصحيفة «فايننشال تايمز»: «نريد تعزيز الأمن في أفغانستان عبر إرسال فرق مؤلفة من 12 عنصراً من القوات الخاصة الأميركية لتدريب السكان»، علماً أن جماعات حقوق الإنسان ووكالات الإغاثة الدولية طالبت بإلغاء هذه الخطة خشية أن تؤجج الصراعات في أفغانستان، فيما أبدت حكومة الرئيس حميد كارزاي حذرها من مبادرات مماثلة في السابق. لكن بترايوس شدد على أن الخطة «حيوية لحشد دعم الأفغان، وتهدف إلى حشد المجتمعات وليس الأفراد فقط. كما تحظى بدعم شيوخ القبائل الذين سيشرفون عليها إلى حدّ ما»، في وقت تزداد أعمال العنف في أفغانستان ويتجه «الناتو» إلى تسليم مسؤوليات الأمن بالكامل للقوات الأفغانية عام 2014. وتحاكي خطة تسليح القرويين الأفغان النهج الذي اتبعه بترايوس في العراق عام 2007، حين اعتمد إستراتيجية زيادة القوات الأميركية وشجّع في الوقت ذاته حركة الصحوة من العشائر السنية على المشاركة في كبح جماح العنف. لكنه اعتبر أن إعداد قوات «الشرطة الأفغانية»، كما اسماها، «عملية مختلفة تهدف إلى العمل مع الحكومة للوصول إلى مناطق معزولة، حيث يريد الناس غالباً مساعدة على مقاومة حركة طالبان». وأوضح بترايوس أن البرنامج بدأ في 17 موقعاً، حيث جرى تجنيد 3100 قروي أفغاني بأجر، منذ توليه قيادة القوات الأجنبية في تموز (يوليو) الماضي. ويتدرب المجندون القرويون بإشراف السلطات الأفغانية والحكومة الإقليمية والشرطة وشيوخ القبائل، وهم سيعملون مع الشرطة الأفغانية وليس مع القادة المحليين. في غضون ذلك، أكد الحلف الأطلسي إن برنامج تسليم مسؤولية الأمن إلى القوات الأفغانية سيعلن في آذار (مارس) المقبل، تمهيداً لبدء العملية نفسها في وقت لاحق من النصف الأول من السنة الحالية. وقال الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فو راسموسن إن «الموعد المحدد في آذار سيشهد تحديد الأقاليم والمناطق التي سيبدأ فيها تسليم مسؤولية الأمن وليس بداية العملية فعلياً». وزاد: «من السابق لأوانه أن نقول شيئاً عن موعد التسليم الفعلي، لكنه سيكون في النصف الأول من السنة الحالية»، مبدياً تفاؤله ب «النمو السريع لحجم وكفاءة قوات الأمن الأفغانية التي باتت تشارك في معظم عمليات الأمن وتمثل نصف عدد المشاركين فيها». وقلل من أهمية المخاوف في شأن قدرات الشرطة وسلوكها، إذ رأينا تحسناً في كفاءة أفرادها، وسنشاهد مزيداً من التحسن في الأعوام المقبلة». وجاءت تصريحات راسموسن بعد تأكيد استطلاع للرأي طلبت الأممالمتحدة إجراؤه، المخاوف من عملية نقل مسؤولية الأمن، إذ أوضح أن الشرطة تتمتع بنسبة تأييد تزيد قليلاً على تلك التي لحركة «طالبان في معقل التمرد جنوب البلاد. وعكست نتيجة الاستطلاع صورة قوات الشرطة التي يعتبرها الأفغان فاسدة، وتشيع بينها المحاباة على أساس العلاقات الشخصية. لكن راسموسن اعلن أن استطلاعات الرأي تشير عموماً إلى ثقة حوالى 80 في المئة من الأفغان بقواتهم الأمنية، «لذا إنني متفائل جداً في شأن الجدول الزمني، والنقل التدريجي للمسؤولية إلى قوات الأمن الأفغانية. «طالبان» ومحادثات السلام على صعيد آخر، أفاد تقرير أعده الباحثان اليكس شتريك فان لينشوتن وفليكس كون اللذان يتخذان من مدينة قندهار (جنوب) مقراً لهما، ونشرته جامعة نيويورك، بأن زعماء طالبان الأفغانية مستعدون لإنهاء علاقتهم بتنظيم القاعدة لإنهاء الحرب في أفغانستان، لكن السياسة الأميركية التي تستهدف قادة من مستويات متوسطة واعتقال كبار الزعماء في باكستان، تضر بالقيادات الكبيرة في السن وتمهد لظهور جيل من القادة اصغر سناً وأكثر انفتاحاً على القاعدة، ما يجعلهم أقل استعداداً للتوصل إلى اتفاق سلام. وأورد التقرير أن «طالبان مستعدة لضمان عدم استخدام أفغانستان قاعدة للإرهاب»، محذراً من أن محاولة السياسة الأميركية تفتيت الحركة «تنتج فرصاً للقاعدة من اجل تحقيق أهدافها». وقال الباحثان اللذان ينشران كتاباً عن «طالبان» و»القاعدة» في نيسان (أبريل) المقبل إن «طالبان تشعر بأهمية طمأنة المجتمع الدولي إلى أنها لن تسمح باستخدام أفغانستان قاعدة للإرهاب. ولمحا إلى أن «طالبان» قد تكون مستعدة في نهاية المطاف للتعاون مع الولاياتالمتحدة في محاربة الإرهاب الدولي، وإن كان موقفها الآن يلتزم عدم التفاوض حتى رحيل القوات الأجنبية عن أفغانستان. قاعدة قرغيزستان وفي بشكيك، وقعت قرغيزستان والولاياتالمتحدة اتفاقاً جديداً لتوفير إمدادات وقود الطائرات في قاعدة «ماناس» الجوية الأميركية سيحل بدلاً من اتفاقات سابقة بنظام أكثر شفافية، علماً أن القاعدة التي تقع خارج بشكيك تشكل نقطة عبور حيوية للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. وحاولت الحكومة الجديدة في قرغيزستان التي تستضيف أيضاً قاعدة جوية روسية التخلي عن آليات إمداد غامضة تقول إنها «راعت مصلحة عائلة الرئيس السابق كرمان بك باكييف» الذي أطيح به في انتفاضة شعبية في نيسان (أبريل) 2010. وقال لاري ميموت القائم بالأعمال الأميركي في قرغيزستان بعد توقيع الاتفاق مع وزير الطاقة عسكر بك شودييف: «خطونا اليوم خطوة أولى نحو اتفاق لشراء وقود من قرغيزستان، على أن تحول الأموال إلى الموازنة». وأضاف: «نريد أن تتسم هذه العملية بشفافية كاملة، وسيظل هذا الاتفاق قائماً طالما مركز العبور قائم، علماً أن احتياجات القاعدة الجوية من وقود الطائرات تقدر ب 360 ألف طن سنوياً.